تجاهل رجال الدين العراقيون الشيعة دعوات الداعية السعودي الغامدي لرفض مذهبهم الاثني عشري مؤكدين أنالشيعة فرضوا انفسهم على كل الوجودات الدينية في العالم، ولا سيما الاسلامية، وذلك بانتهاجهم الخط الوسطي اللا تكفيري، واثبتوا انهم روح الاسلام من خلال تقرّبهم من الآخر.
لم يهتم رجال الدين العراقيون من الطائفة الشيعية ما تناهى من اخبار حول ما طالب به احد الدعاة السعوديين بسحب الازهر اعترافه بالمذهب الشيعي (الاثني عشري)، بقدر ما أكدوا على احترامهم وتقديرهم لكل المذاهب واحترامهم لآراء الاخرين فيما يطرحونه، مشيرين الى ان الكثير من المسائل الفقهية المستعصية لدى المذاهب الاخرى تم الرجوع فيها الى المذهب الشيعي الذي فرض نفسه من خلال وسطيته وعدم ايمانه بتكفير المذاهب الاخرى.
وأوضح عدد من الشخصيات الدينية التي استطلعت quot;ايلافquot; آراءها حول الموضوع انهم لا يرغبون بالرد على ما جاء في الدعوة إذ قال البعض منهم انه يكفي ان الازهر اعطى رأيه فيها، فيما اشار البعض الى ان ما قاله الزعيم الروحي للشيعة في مصر المستشار الدمرداش العقالي هو التوضيح الذي لا يقال اكثر منه.
ولم يستطرد البعض في حديثه بغير كلمات قليلة اشار فيها ان القضية لا تستحق ضجيجًا اعلاميًا ولو كانت مهمة او مؤثرة لأصدرت المراجع الدينية الشيعية الكبرى بيانات صحافية لتوضيح الامر ويبدو انه لا يستحق حسب قول احدهم.
فلم يستغرب الشيخ فرحان الساعدي ما ذهب اليه الداعية الغامدي، بقدر ما اشار الى حقه في المطالبة بعدم الاعتراف بهذا المذهب او ذاك، وهو حق لأيٍّ كان، لكنه اكد انه من الضروري ألّا يتبع هذا اراقة دماء، فقال: quot;كل انسان له حقه في ان يعترف او لا، ولكن الممنوع هو فقط اراقة الدماء، وحصل عبر التاريخ الكثير من الجدل ما بين المذاهب وعدم الاعتراف بهذا المذهب او ذاك او ما يأتي به هذا المذهب او ذاك، ولكن المهم في القضية ان لا يؤثر هذا الاختلاف في الناس ويؤدي الى حالة العنف. فهناك قناة تلفزيونية فضائية عربية تتهم عشرين رجل دين شيعي، وهذا الاتهام معناه القتل، نحن لا تريد ان تصل الامور في الاختلاف الى القتل والتكفير، نحن نرفض ان تراق الدماء وتتحول القضية الى مشكلة كبيرة، اما ان يعترف او لايعترف فلكل حقهquot;. وحول ما قام به شيخ الازهر الدكتور احمد الطيب برفضه الدعوة التي طرحها الغامدي قال الشيخ الساعدي: quot;شكرًا له وانعم الله عليهquot;.
اما الشيخ جاسم التميمي فقد اكتفى بالقول: quot;في المسائل الفقهية المستعصية يرجع اصحاب المذاهب الى المذهب الشيعي فيجدونها، كما ان حكومة الجمهورية العراقية أقرت في ازمان سابقة انها تستند على هذا المذهب والعديد من الاحكام لازالت سارية المفعول، ولا نستغرب ما يقال كما لا نستغرب ما رد به الازهر لأن اساس مصر هي الدولة الفاطمية. واشار التميمي الى ان الامر قد لا يحتاج الى الرد عليه وان كان مؤثرًا فالمرجعية سيكون لها الرأي السديد.
إقرأ أيضًا في إيلاف: |
ومن جهته، قال الباحث الاسلامي عبد الامير العبودي: quot;في حديث اخرجه البخاري عن رسول (ص) قال: quot;جاء اسامة بن زيد الى رسول الله (ص) فقال له: يا رسول الله ان رجلاً من المشركين فر ّ مني في المعركة فعدوت خلفه حتى صرعته ورقيت على صدره ووضعت السيف في عنقه، فقال: اشهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله، فقتلته، فقال رسول الله (ص): عليك ديته انه اسلم، هذا رجل لا نعرف حسبه ولا نسبه ولا خلقه ولا سيرته مع الناس ولا ايمانه، بل انه التو مشرك والتو آمن وأسلم فأصبح من المسلمين لا لشيء الا لانه قال الشهادتين quot;.
واضاف: quot;ولا احسب ان فريقًا من المسلمين سنة او شيعة او معتزلة لا يقولون الشهادتين، ولا احسب اننا نحلل ما حرمه الرسول (ص) بحرمة دم هؤلاء المسلمين، السنة من المسلمين لأنهم نطقوا الشهادتين وآمنوا بالله وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر، وهكذا الشيعة، وخيرا عمل الشيخ احمد الطيب وفقه الله لجمع شمل المسلمين، اما هؤلاء الناعقون في دور الخراب والتفرقة فليس لهم الا ان يضربوا بالسيف لقول رسول الله (ص): quot;من اراد ان يفرق امر هذه الامة فاضربوه بالسيف كائنًا من يكونquot;.
وتابع: لقد فرض الشيعة انفسهم على كل الوجودات الدينية في العالم ولا سيما الاسلامية وذلك بانتهاجهم الخط الوسط اللا تكفيري وقد احرجوا بذلك القائلين بـ quot;خروجهمquot; عن الاسلام، بل انهم اثبتوا انهم روح الاسلام من خلال تقريبهم الاخر واثبتوا ان الاخر هو الخارج عن الملة من خلال تكفيره الجميع.
التعليقات