الرياض: على غير عادتها، إضطرت وكالة الأنباء السعودية لسحب خبر بثته على صدر موقعها يتضمن تعديلات إدارية في بعض فروع جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كانت قد أعلنتها الهيئة في وقت لاحق من مساء يوم الأحد.

وكشفت لـ quot;ايلافquot; مصادر خاصة عن أن القرار الذي أصدرته الهيئة سيسري على الأسماء الثلاثة المعلنة في قائمة التعديلات، ما عدا الشيخ أحمدقاسمالغامدي الذي تتحدث مصادر عن بقائه على هرم فرع الهيئة بمنطقة مكة المكرمة، بعد أن تدخلت جهات عليا نافذة لديها صلاحية أعلى من الصلاحية التي أصدرت قرار الإيقاف، بهدف إبقائه في منصبه.

رجل الدين الغامدي, قال لـ quot;إيلافquot; لا توجد معلومة عندي حول القرار الصادر،مضيفًا أنه يتابع أصداء هذه القرارات المتضاربة من الصحافيين الذين يقومون بالاتصال به، وعبر مواقع الانترنت وليس لديه أي معلومة متكاملة نافيًا معرفته بصحة القرار من عدمه.

الغامدي فضّل الانتظار والتريّث وعدم الحديث حول الضبابية التي دارت حول القرار, مفضّلاً عدم التنبؤ بشيء يخص إستمراريته من عدمها, مسلّمًا هذا الحديث إلى المسؤولين ومتخذي القرار.!

هذه القرارات المتضاربة والتي تبقى في إطار حالة التغيير القائمة وعدم الثبات، تأتي بعد الآراء التي طرحها رجل الدين الغامدي بعد مشاركته في مناظرات دينية في قناة إقرأ وقنوات أخرى, وكذلك تبنيه لنقض كثير من الفتاوى القائمة والمعتمدة في السعودية منذ تأسيسها منها quot; الاختلاط , وقيادة المرأة للسيارة, ثم مناداته بعدم إلزامية صلاة الجماعةquot;.

هيئة الأمر بالمعروف شهدت في الفترة الأخيرة حالة انقسام علني أفرزتها آراء الغامدي الجريئة وقوة الحجة والمعرفة التي يمتلكها, والتي تستند للمصادر ذاتها التي يستقي منها مخالفوه آراءهم, وهي الكتاب والسنة.

وعلى الرغم من أن الغامدي كان عرضة للكثير من الأخبار المتواترة التي تتحدث عن إقالته أو قربها على الأقل, إلا أن ذلك كان في حسبانه, حيث كان دائمًا ما يلمح في مقالاته إلى قوة المواجهة ضده والهجوم العنيف الذي يتعرض له بسبب تخريجاته الفقهية.

هالة الضوء الموجهة على الهيئة, والانقسام حول القضايا التي طالما كانت سببًا لإشكال بين الهيئة والمجتمع , تأتي هذه المرة بحالة ضبابية, من الحراك الداخلي الخفي ّ الذي سيبقى رهن مخرجات الساعات القادمة

ويرى مراقبون أن سر الغضبة الكبيرة على الغامدي والمحاولات الكثيرة للإطاحة به لا تأتي لمجرد آرائه القوية والصريحة فحسب, بل لأنه يشغل منصبًا رفيعًا في الهيئة, وهو ما يعني ضرب عملها في صميمه حيث أنها تجرم الاختلاط وتنهى عن كشف الوجه في الأسواق وتنادي بالصلاة جماعة, الأمر الذي يعني أن آراء الغامدي الفقهية تدحض الكثير من عمل الهيئة اليومي.