علمت إيلاف من مصادر فرنسية وثيقة الإطلاع، أن العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز قرر تأجيل زيارته الى باريس، التي كانت مقررة في الحادي عشر من الشهر الجاري، إلى وقت آخر لم يتم تحديده، في ظل توقعات دبلوماسيين أن يكون التأجيل quot;إلى الأبدquot; على حد تعبيرهم دون الدخول في التفاصيل.
وكان من المقرر أن يعقد الملك عبد الله والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي جلسة مباحثات تستغرق بضعة ساعات من يوم الثاني عشر من شهر تموز- يوليو، يفتتح بعدها الزعيمان معرضاً سعودياً يحتضنه quot;اللوفرquot; على امتداد عدة أيام، يعرض خلالها السعوديون أكثر من 300 قطعة أثرية تمثل جوانب كثيرة من البعد الحضاري للمملكة والمنطقة من كل العصور.
وكانت هذه الزيارة مقررة منذ أكثر من أربعة أعوام، وتحديداً في العام 2006 حين زار الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك المتحف الوطني في الرياض مع الملك عبد الله، واقترح حينها مسؤول السياحة الأول في المملكة، الأمير سلطان بن سلمان، البدء في حجز قاعة في متحف quot;اللوفرquot; وعرض تلك القطع الأثرية.
وكما يبدو من المعلومات المتوافرة أنه quot;تأجيل بنكهة إلغاءquot;، على حد تعبير المصادر التي أكدت أن الرغبة الملكية في عدم اتمام الزيارة عائدة إلى quot;أسباب بروتوكوليةquot;، كون أن هذه الزيارة تتصادف مع عيد quot;الثورة الفرنسيةquot; الذي دعي إليه أكثر من أربعين زعيم دولة أفريقي، ولا يرى السعوديون أن هنالك ما يضيف لهم لحضور هذا الاحتفال.
والسعودية التي عاد ملكها للتو من إجتماع قمة العشرين من الدول العظمى في العالم، وهو تجمع يدير الحركة الاقتصادية والسياسية على هذه الكرة الكونية، ترى أن حضور احتفال كهذا جوار مجموعة دول تمثل الصف الثاني من quot;الفريق الدوليquot;، لا يضيف فائدة لخطط المملكة في العالم ولا لدورها ومكانتها وماكينة اقتصادها ونموّه.
ومعروف أن عيد الثورة الفرنسي لم يعد مثار اهتمام الزعماء الكبار في العالم حيث لن يحضر أي زعيم دولة من دول العشرين إلا ساركوزي المضيف الذي ربما يدعو حلفاءه الصغار ووكلاءه في أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط.
إقرأ أيضا في ايلاف الملك عبدالله رسّخ في الولايات المتحدة أسس الصداقة العميقة العاهل السعودي: أوقفوا التنقيب عن النفط فلدينا مآرب أخرى |
ويأتي هذا الألغاء بعد يومين من تصريحات نسبتها quot;لوفيغاروquot; للملك عبد الله أنه يتمنى زوال quot;إسرائيل وإيرانquot; وهي تصريحات نفتها الحكومة السعودية بشدة، بينما فتح الباب أمام تساؤلات عن من يقف وراء هذا التسريب، خصوصاً وأن الصحيفة تعتبر مقربة تمام القرب من الرئيس الفرنسي ساركوزي واليمين المتطرف.
ويبدو أن هنالك quot;قوى داخل المؤسسة الفرنسية كانت تستعد لتخريب الزيارةquot; على حد تعبير دبلوماسي خليجي لديه إتصالات وثيقة في باريس، في الوقت الذي لم يعد لهذه القوى العظمى المتقاعدة سوى أفريقيا لمحاولة العودة إلى المسرح الدولي.
وقد تبدو مناسبة عيد الثورة في ظل حضور زعماء الصف الثاني في العالم وكأنها محرقة للخيلاء الفرنسية التي كانت تحاول مرارا مزاحمة الدور الأميركي في المنطقة، رغم أنها لا تملك الرؤية ولا القدرة على لعب دور كهذا، حسب ما يراه محللون سياسيون.
التعليقات