تمكن رجل الأعمال الإماراتي خلف الحبتور من بناء مسجد هو الأكبر في دبي على الطراز العثماني، بعدما واجه معارضة سابقا في هذا الطراز من البناء، حيث طلبت منه الجهات المختصة أن يكون المسجد وفقا للطراز المملوكي أو الفاطمي.


مسجد الفاروق في دبي

افتتح في دبي أخيرًا أكبر مسجد في الإمارة و ثاني أكبر مسجد في دولة الامارات العربية المتحدة بعد مسجد الشيخ زايد في أبوظبي، ويطلق على هذا المسجد quot;الجديد القديمquot; اسم الفاروق عمر بن الخطاب، ويعود إلى رجل الأعمال الإماراتي خلف الحبتور، الذي قام بإنفاق ما يقرب من 60 مليون درهم لانجاز ذلك المسجد الضخم وتجديده.

تمتد مساحة مسجد الفاروق أو quot;مسجد الحبتورquot; كما يطلق عليه عدد كبير من الاماراتيين إلى نحو ثمانية آلاف و700 متر ويتسع لـ 2000 مصل من الرجال، كما يضم مصلى للنساء يتسع لـ 600 إمرأة، وتوجد فيه مكتبة تشتمل على 4000 عنوانًا، وقاعات لتعليم وتحفيظ القرآن وقاعات أخرى للمحاضرات. ويحتوي على مكتب للإدارة وعلى 21 قبة وأربع مآذن بديعة ولكل مئذنة شرفتان، ويضم هذا المسجد حوالي 42 موظف ما بين شيوخ دين وعاملين، ويحاكي مسجد السلطان أحمد في مدينة إسطنبول التركية المعروف بالمسجد الأزرق.

هذا وقد بنى المسجد الذي يقع في منطقة الصفا بالقرب من شارع الشيخ زايد في إمارة دبي وفق الطراز العثماني في شكله الخارجي، وبحسب الطراز المغربي والتركي من الداخل، حيث استمرت أعمال نحت جدرانه الداخليه لمدة لا تقل عن 11 شهرًا، قام خلالها الحبتور بجلب عمّال ونحاتين من المغرب لتنفيذ ذلك الطراز الفريد.

وذكرت مصادر مطلعة لـquot;إيلافquot; أن رجل الأعمال الإماراتي quot;الحبتورquot; أراد أن يبني هذا المسجد على الطراز العثماني، ولكن بلدية دبي رفضت منحه ترخيص بناء المسجد على هذا الطراز العثماني، وكان يتعين عليه بناء المسجد على الطراز المملوكي أو الفاطمي، إذا أراد الحصول على موافقة للبناء.

وأضافت المصادر أن الحبتور لم يعجبه هذا الأم،ر وسعى إلى الضغط على بلدية دبي من أجل الحصول على موافقة للبناء وفق الطراز العثماني، وذلك عن طريق تدخل بعض الشخصيات المهمة في الإمارة، ومن ثم استطاع الحبتور تنفيذ ما أراد.

مسجد الفاروق بُني على الطراز العثماني

وقال مواطنون لـquot;إيلافquot; تعليقًا على بناء ذلك المسجد إن مسجد quot;الحبتورquot; ينافس المسجد الكبير الذي يعود إلى الفريق quot;مصبح الفتانquot; مدير مكتب حاكم دبي ورجل الأعمال، بل يتفوق عليه بشكل كبير من حيث المساحة والفخامة.

لافتين إلى أن التنافس بين رجال الأعمال لم يقتصر على الأنشطة والأعمال التجارية فقط، بل امتد إلى التنافس على من يستطيع منهم أن يبني مسجدًا أضخم وأفخم من الآخر.

وأوضح المواطنون أن افتتاح مسجد الحبتور مع بداية شهر رمضان سيوجد منافسة شرسة بين quot;الحبتورquot; وquot;الفتانquot; على استقطاب المصلين في المسجدين، حيث يرغب كل منهما في أن يعجّ المسجد الذي بناه بالمصلين خصوصًا في شهر رمضان الكريم.

هنا يتساءل بعض المواطنين الإماراتيين لماذا يتنافس رجال الأعمال على بناء المساجد فقط، ولا يتنافسون على تقديمأي إعانات أو خدمات أخرى للناس؟!، لماذا لا يقومون ببناء مستشفيات، خصوصاً وان الكثير من مرضى القلب في الامارة يحتاجون شهرين انتظاراً لعمليات القسطرة بسبب قلة الامكانات، وتساءلوا أيضاً حول دعم مشاريع مدارس ذات رسوم منخفضة أو تقديم مساعدات سكنية ومادية للمحتاجين؟!.

وأشار هؤلاء إلى أن الحبتور سعى إلى منافسة الفتان بمسجده الضخم الذي بناه بملايين الدراهم في وقت طغت فيه الأزمة المالية العالمية على معظم مشروعات إمارة دبي، وفي ظل سعي الإمارة إلى ترشيد النفقات، علاوة على الإرتفاع الكبير وغير المسبوق في تكاليف استهلاك المياه والكهرباء في الإمارة، الأمر الذي أصبح يشكل عبئًا كبيرًا على سكان الإمارة.

مبينين أن الحبتور لم يحالفه التوفيق في انفاق هذا المبلغ الكبير الذي يصل إلى 60 مليون درهم، حيث كان من الأفضل له أن يقوم ببناء مسجد جيد لا تزيد تكلفته عن 5 أو 10 مليون درهم، ويقوم بإنفاق المبلغ المتبقي وهو 50 مليون درهم على الفقراء والمساكين وتقديم العون والمساعدة لهم، وقالوا quot;هل يعتقد رجال الأعمال أن فخامة المسجد وتكلفته الضخمة ستزيد من حسناتهم والعكس أم ماذا؟!quot;.

ويستغرب المواطنون من قيام معظم الجهات والجمعيات الخيرية في الدولة بالتركيز على بناء المساجد والإرشاد الديني فقط من دون تقديم أي إعانات مادية أو عينية أو أي شكل من أشكال الدعم الأخرى للمحتاجين، سواء كان ذلك على الصعيد الداخلي أو الخارجي. موضحين أنه بدلاً من أن تقوم تلك المؤسسات والجمعيات الخيرية بالإعلان سنويًا عن نيتها لبناء مساجد في الدول الفقيرة عليها أن تقوم أولا بالسعي إلى مساعدة شباب تلك الدول وتعليمهم واثقال قدراتهم من أجل تمكينهم من الحصول على وظائف يستطيعون من خلالها الحياة في مستوى معيشي جيد.

تجدر الإشارة إلى أن رجل الأعمال خلف أحمد الحبتور كان قد افتتح مسجد الفاروق عمر بن الخطاب خلال صلاة الجمعة الماضية، وذلك برعاية دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، وقام بإلقاء خطبة الجمعة والصلاة الشيخ مشاري الخراز الداعية الكويتي المعروف. وقد حضر الافتتاح العديد من رجال الأعمال وأعيان الدولة وسفراء وقناصل الدول.

والجدير بالذكر أن مسجد الفاروق تم بناؤه وتأسيسه في عام 1988، ثم تمت توسعته في عام 2003، حيث قام الحبتور بشراء الأراضي التي تحيط بالمسجد القديم من أجل توسعته، وأخيرًا تم تجديده خلال العام الجاري.