افتتحت الصحف اللبنانية صفحاتها اليوم مغيبة العميد وسام الحسن، الذي قتل يوم أمس في انفجار هزّ منطقة الأشرفية في بيروت.
وفي معلومات لصحيفة الجمهورية أن quot;مفاوضات مفتوحة أجريت بين بيت الوسط والمختارة وبعبدا، في ظل اشتراط رئيس جبهة quot;النضال الوطنيquot; النائب وليد جنبلاط عدم إسقاط الحكومة وتوجيه الاتهام إلى الرئيس السوري بشار الاسد باغتيال رئيس جهاز فرع المعلومات وسام الحسن وقد أوفد الوزيرين غازي العريضي ووائل أبو فاعور لإبلاغ رئيس الجمهورية هذا الموقفquot;.
وقالت السفير quot; الرجل الذي كان يعرف، ترك اللبنانيين على مفترق لا يعرفون معه إلى أين هم ذاهبون. من يستطيع غداً أن يوقف هجمة الانفعالات وسيل الاتهامات التي قد تطال أطرافاً داخلية، كما ألمح بعض قادة السياسة في لبنان؟ من يستطيع أن يلم الشارع الملتهب بالغضب والانتقام والاتهام؟ من بإمكانه أن يغلق أبواب الجحيم التي فتحت أبوابها في أكثر من مدينة وبلدة وحي وشارع من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب مروراً بالعاصمة والبقاع والجبل؟
ما من قوة في لبنان، قادرة على لجم التدهور ووقف التداعيات، إلا اذا ظل الاستقرار مطلباً دولياً وإقليمياً، لعل laquo;حزب اللهraquo; أكبر حماته، بوصفه القوة القادرة من جهة، والمقتنعة بالتواضع والحماية والتحصين الوطني، من جهة ثانية.quot;
ولعل وظيفة هذه الجريمة لا تشبه في ظروفها، إلا جريمة اغتيال الرئيس الحريري.
نعم، فقد سقط الحريري شهيداً، يوم أقصى نفسه أو أقصي عن السلطة، فكان الاستشهاد قوة دفع جعلت عمر كرامي يستقيل من رئاسة الحكومة، مع ارتفاع أول صوت في مجلس النواب منادياً باستقالته، لتكر بعدها سبحة انهيار laquo;سلطة الوصايةraquo; وlaquo;أجهزتهاraquo; اللبنانية!
وذكرت السفير أن أحد السفراء الغربيين قال إن وسام الحسن تلقى تحذيرات في الآونة الأخيرة، بوجوب مضاعفة الاحتياطات الأمنية الخاصة به.
أما عن موقف النائب سعد الحريري من الجريمة فكتبت المستقبل quot; ولم يتأخّر أو يتردّد الرئيس الحريري في توجيه الاتهام إلى الأسد مباشرة بالوقوف وراء جريمة اغتيال الشهيد الحسن وعاهد في مداخلة له عبر تلفزيون quot;المستقبلquot; وأخرى عبر محطة quot;العربيةquot; بأنّه لن يسكت ولن يهدأ، وقال: quot;أنعي لكل اللبنانيين باسمي وباسم عائلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وباسم تيار المستقبل وكل الأحرار في لبنان أخي وصديقي ورفيق دربي، العميد الشهيد وسام الحسن، رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخليquot;.
وأضاف: quot;لقد كان العميد الحسن صمام أمان كبير ورئيس للبنانيين، كما كان يشكّل لهم الطمأنينة بعدما كشف الكثير الكثير من الشبكات الإجرامية، وسجل الكثير من الإنجازات وآخرها كشف مخطط نظام بشار الأسد للقيام بتفجيرات واغتيالات في لبنان، عبر ميشال سماحة الموقوف وغير ميشال سماحة، وعبر علي المملوك. بالتالي فإنّ مَن اغتال وسام الحسن مكشوف كوضح النهار. أنا أكيد أنّ الشعب اللبناني لن يسكت عن هذه الجريمة البشعة، وأنا سعد رفيق الحريري أتعهّد لكم أني لن أسكت ولن أهدأquot;.
وتابع عليق قائلا quot; لم يختر وسام الخيار الثالث بإرادته. فاجأه الموت وهو قاصد مكتبه. غادر ذلك المنزل المشؤوم في الأشرفية. وهذا المنزل لم يحمل لوسام سوى سوء الطالع. قبل أشهر، عرف الحسن أن منزله السري في الأشرفية قد انكشف. صار البيت laquo;ساقطاً أمنياًraquo;، لكنه لم يغيّره. ولم يبدل عاداته اليومية. قال له كُثر: المنزل مكشوف. اتركه، لكنه لم يكن يعير هذه النصائح أي اهتمام.quot;وتحدث عليق عن مراحل حياة الحسن وإنجازاته التي حققها لصالح لبنان، والدور الذي لعبه في حياة الرئيس رفيق الحريري وتأثره به وحرصه على التحقيق في جريمة اغتياله quot; الرجل مطبوع بالحريري الأب. أدار مكتبه منذ عام 1995. وعندما خرج الحريري من الحكم عام 1998، نفي الحسن إلى معهد قوى الأمن الداخلي، قبل أن يعيده غازي كنعان إلى إدارة مكتب الحريري، بناءً على طلب الأخير. وعندما خرج الأخير من الحكم في المرة الثانية (عام 2004)، استقال الحسن، قبل أن يعود عن استقالته ليتعامل مع التحقيق في جريمة اغتيال رفيق الحريري كما لو أنها قضية شخصية إلى أبعد الحدود. وانطلاقاً من هذه القضية، بنى الحسن الجهاز الأمني الأقوى في دولة ما بعد الطائف.quot;
الجمهورية : وأخيراً... نجحوا في اغتيال الوسام الحسن
وتابعت الجمهورية عن الحسن رابطة مقتله بإجراء توقيف النائب ميشال سماحة الذي اتهم منذ فترة ليست ببعيدة بالتخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية بالتنسيق مع الرئيس السوري بشار الأسد quot; لم يكن تنبؤه باستهدافه سراً أو تنجيماً. كان يعرف أنه أصبح في دائرة الخطر الشديد. عائلته في فرنسا. أما هو فيقبع في مكتبه الوقت الأغلب من النهار سجيناً طوعياً، لا يتحرك إلّا للضرورة القصوى. كان يقول في الأيام التي تلت توقيف ميشال سماحة: quot;العملية كبيرة جداً، وهم لن يتركوني، سيستهدفونني أنا أو اللواء ريفي... لن يتركونيquot;.
وفي معلومات لصحيفة الجمهورية أن quot;مفاوضات مفتوحة أجريت بين بيت الوسط والمختارة وبعبدا، في ظل اشتراط رئيس جبهة quot;النضال الوطنيquot; النائب وليد جنبلاط عدم إسقاط الحكومة وتوجيه الاتهام إلى الرئيس السوري بشار الاسد باغتيال رئيس جهاز فرع المعلومات وسام الحسن وقد أوفد الوزيرين غازي العريضي ووائل أبو فاعور لإبلاغ رئيس الجمهورية هذا الموقفquot;.
التعليقات