سعودي يقرأ الفاتحة أمام صورة الأمير الراحل في تبوك |
تودع السعودية اليوم الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي عهدها ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية . وترك الأمير نايف بصمة في العمل الإغاثي والإنساني خصوصاً إغاثة شعوب فلسطين وكوسوفو والشيشان والمتضررين من التسونامي في إندونيسيا والفيضانات في باكستان.
الرياض: تودع السعودية اليوم ولي عهدها نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود. ونعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أخاه الأمير نايف في بيان أصدره الديوان الملكي أمس، معزياً الشعب السعودي في فقيده، داعياً له بالرحمة والمغفرة. وأجمعت الصحف في أرجاء العالم ووكالات الأنباء على وصف الأمير نايف بأنه quot;الأمير السعودي الذي سحق تنظيم القاعدةquot;.
وأعلن بيان الديوان الملكي أن ولي العهد الذي توفي خارج البلاد سيُصلّى عليه بعد صلاة المغرب اليوم في المسجد الحرام في مكة المكرمة. وتلقى الملك عبدالله بن عبدالعزيز اتصالات من عدد من قادة دول العالم معزين ومواسين، فيما أثار رحيل الأمير نايف موجة حزن على الصعيد المحلي والخليجي، خصوصاً أنه كان رجل دولة من طراز نادر، وتشعبت إسهاماته في أوجه الحياة كافة، خصوصاً الأعمال الخيرية والإنسانية والتعليمية والإدارية.
وكانت للأمير نايف بصمة واضحة على العمل الإغاثي والإنساني، خصوصاً إغاثة شعوب فلسطين وكوسوفو والشيشان والمتضررين من التسونامي في إندونيسيا والفيضانات في باكستان، من خلال عمله مشرفاً عاماً على اللجان والحملات الإغاثية والإنسانية في السعودية. وتجلى ذلك أيضاً في الحملات التي نشطت لإغاثة الشعب الباكستاني من الفيضانات.
وحصل الأمير نايف بن عبد العزيز، على الكثير من الأوسمة والنياشين والتكريمات، كان أبرزها، وشاح الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى الذي يعتبر أعلى وسام في السعودية، والكثير من الأوسمة العالمية كوشاح من درجة السحاب من جمهورية الصين، والدكتوراه الفخرية في القانون من جامعة شنغ تشن في الصين، والدكتوراه الفخرية في القانون من كوريا الجنوبية، والدكتوراه الفخرية من جامعة أم القرى في السياسة الشرعية، والدكتوراه الفخرية من جامعة الرباط في السودان، والدكتوراه الفخرية من الجامعة اللبنانية، ووسام جوقة الشرف من فرنسا، ووسام الكوكب من الأردن، ووسام المحرر الأكبر من فنزويلا، ووسام الأمن القومي من كوريا الجنوبية، ووسام الأرز من لبنان، وجائزة التميّز للأعمال الإنسانية لعام 2009 من الكونغرس الطبي الدولي في بودابست، وذلك تقديرًا للدور الإنساني الذي يقوم به بالإشراف العام على اللجان والحملات الإغاثية والإنسانية في السعودية التي قدمت العون للدول المتضررة، وجائزة المانح المتميّز للأونروا، من وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى، كأول شخصية عالمية تحصل على هذه الجائزة، وذلك تقديرًا منها لجهوده وإسهاماته الكبيرة في العمل الإنساني من خلال ما تقدمه اللجان والحملات الإغاثية السعودية بإشرافه.
وكان الأمير نايف بويع ولياً للعهد في 27 تشرين الأول (أكتوبر) 2011 إثر وفاة الأمير سلطان بن عبدالعزيز. وكان عين نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء في 27 آذار (مارس) 2009. وظل يشغل منصب وزير الداخلية منذ عام 1975. وشغل قبل ذلك منصب وزير الدولة للشؤون الداخلية (1975)، ونائب وزير الداخلية بمرتبة وزير (1974)، ونائب وزير الداخلية (1970). وعيّن أميراً لمنطقة الرياض من 1953 إلى 1954.
وبرز الأمير نايف من خلال عمله رئيساً فخرياً لمجلس وزراء الداخلية العرب منذ العام 1984. وشهدت فترة رئاسته الفخرية للمجلس التي امتدت 29 عاماً إقرار عدد من الاستراتيجيات والاتفاقات الأمنية التي أرست دعائم الأمن في البلدان العربية، خصوصاً لجهة مكافحة الإرهاب وغسل الأموال وتمويل الإرهاب ومكافحة المخدرات. وشهدت وزارة الداخلية السعودية في جميع قطاعاتها الأمنية والإدارية تطويراً كبيراً وتحديثاً تقنياً، جعلاها قادرة على مواكبة متطلبات الزيادة السكانية والطفرات المتعددة التي شهدها المجتمع والاقتصاد السعودي.
وترأس الأمير نايف المجلس الأعلى للإعلام منذ العام 1981، وشهدت تلك الفترة إصدار معظم الأنظمة القانونية التي تحكم أسس العمل الإعلامي في السعودية. وتولى رئاسة اللجنة العليا للحج منذ العام 1965، وهي فترة شهدت تطوراً كبيراً في أمن وإدارة الحشود.
التعليقات