العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز

يصل خلال اليومين القادمين زعماء وقادة أكثر من 57 دولة إسلامية، لحضور الاجتماع الاستثنائي الذي ستحتضنه مدينة مكة، وسط حضور سيكونأولياً لعدد من رؤساء دول الثورات العربية، في ظل اشتداد لأحداث الأزمة السورية الطويلة.


الرياض: يتجه قادة العالم الإسلامي في الأيام الأربعة القادمة إلى مكة، قبلة جديدة لعقد مؤتمرهم التضامني الاستثنائي الذي دعا إليه العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسط تأكيدات بحضور غالبية قادة الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي.
وتعقد الدورة الاستثنائية في 14-15آب (أغسطس) الحالي، بعد عام ثوري عربي عاصف، لا تزال رياحه مشتدة في سوريا التي ستطغى أحداثها على أغلب محاور المؤتمر الذي سيعقد في محيط المسجد الحرام في مكة.

وفيما تترقب الشعوب الإسلامية ما سوف يتمخض عنه اللقاء الإسلامي الأول منذ لقاء القادة السابق الذي عقد في العاصمة السنغالية دكار العام 2008، ستكون القمة من باب آخر هي قمة الحضور الأول لعدد من الدول التي حققت شعوبها بعضًا أو كلاً من أهداف ثورتها، مع دفع هذه الشعوب الحكومات الإسلامية لتسلم السلطات فيها.
وسيكون الحضور الأبرز في القمة الاستثنائية بين دول المنظمة التي تصل إلى سبع وخمسين دولة، هو حضور رئيس الجمهورية الإيرانية محمود أحمدي نجاد بعد قبوله السريع للمشاركة في القمة بوفد رفيع، إضافة إلى أنه سيجري على هامش القمة لقاءات ومحادثات مع عدد من المسؤولين المشاركين في القمة.

سوريا .. والروهينجا

العلم الإيراني كما يظهر في مدينة مكة

وفي حديث لـquot;إيلافquot; رحب الكاتب السعودي خالد الدامك بعقد هذه القمة خاصة وأنها تأتي في زمن يقدسه المسلمون ويقتربون فيه من الشعور ببعضهم، وأضاف في حديثه أن القمة تستلزم الانعقاد مبكرًا خاصة قبل استمرار الوضع quot;الدمويquot; في سوريا، وكذلك ما وصفه بـquot;مذبحة الروهينجا المسلمين في ميانمارquot;.
مبديًا الدامك تفاؤله بهذه القمة التي رأى فيها أن بوادر التقارب بين الدول الإسلامية لا يمكن أن تتحقق سوى بدفن ومسح خلافاتهم وتوجساتهم من الآخر في العشر الأخير من رمضان، والتي ستحقق لهم آمالهم وسط التغييرات السريعة التي تشهدها الشعوب والسلطات كذلك.

إعلان مكة .. بين سوريا وفلسطين والروهينجا

وفي شأن متصل، بدأت مساء السبت اجتماعات المسؤولين للدورة الرابعة لمؤتمر التضامن الإسلامي الذي سيعقد في مكة، وقال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين أوغلي، إن دعوة الملك عبدالله لعقد القمة هي quot;بداية لتصحيح المسار وتقويم الخلل بما يجمع الأمة على طريق الإخاء والتكافل والتضامنquot;.
وقال رئيس الاجتماع التحضيري مدير عام فرع وزارة الخارجية في منطقة مكة السفير محمد بن أحمد طيب، إن انعقاد المؤتمر يأتي في وقت ازدادت فيه الخطوب وعلت التحديات أمام الأمة الإسلامية مع تصاعد معاناة الشعب الفلسطيني يوميًا.

وأشار إلى المحنة التي يعيشها الشعب السوري، لافتًا النظر إلى quot;أن الشعب الشقيق يستغيث بأمته الإسلامية لإيقاف المذابح التي يتعرض لها من أبناء جلدته وقادة بلاده في الوقت الذي التزمت فيه الدول الأعضاء في المنظمة بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية لسورياquot; إلا أن تفاقم الأوضاع الأمنية وارتفاع معدل القتلى، ورفض السلطات السورية نداءات قادة الدول الإسلامية والقرارات الإقليمية العربية والدولية، قاد إلى تدويل الأزمة ولم تعد داخلية.

وعرج السفير الطيب إلى مأساة الروهينجا المسلم في اتحاد ماينمار، واصفا إياه بـquot;الشعب المقهور الذي تعرض لمعاناة متواصلة على مدى عقود نتيجة إنكار النظام الحاكم مواطنته وتهجيره قسرًا عن أراضيهquot;.
وأوضح السفير الطيب كذلك، أن اجتماع مؤتمر التضامن الإسلامي سيناقش أيضًا مشروع البيان الختامي الذي أعد بناءً على ميثاق المنظمة والبرنامج العشري وعدد من القرارات المهمة الأخرى.

منطقة حرم مكة التي سيعقد في نطاقها المؤتمر