توحدت أكبر الفصائل الإسلامية المقاتلة في سوريا تحت اسم quot;الجبهة الإسلاميةquot;، وذلك بهدف الجهاد لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، بعد التقدم الميداني الذي فرضته قواته على الأرض، واستبداله بدولة إسلامية جديدة.


بيروت: أعلنت سبعة فصائل إسلامية أساسية تقاتل في سوريا، النظام السوري اندماجها لتشكل quot;الجبهة الإسلاميةquot;، في أكبر تجمع لقوى إسلامية، يهدف إلى إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد، وبناء دولة إسلامية في سوريا، بحسب ما جاء في بيان صادر من الجبهة.

في الاتحاد قوة
تضم الجبهة أكبر ثلاثة فصائل إسلامية محاربة في سوريا، وهي quot;لواء التوحيدquot;، أكبر قوة مقاتلة ضد النظام في محافظة حلب، وquot;حركة أحرار الشامquot; السلفية، وquot;جيش الإسلامquot;، الذي يقاتل خصوصًا في منطقة دمشق، إضافة إلى quot;ألوية صقور الشامquot; وquot;لواء الحقquot; وquot;كتائب أنصار الشامquot;، وهي فصائل كبيرة أيضًا، إلى جانب quot;الجبهة الإسلامية الكرديةquot;.

وجاء في بيان إعلان الجبهة، الذي نشر على صفحة للجبهة الجديدة فتحت على موقع quot;فايسبوكquot; على الانترنت، إن الجبهة quot;تكوين سياسي عسكري اجتماعي مستقل، يهدف إلى إسقاط النظام الأسدي في سوريا إسقاطًا كاملًا، وبناء دولة إسلامية راشدة، تكون فيها السيادة لله عز وجل وحده، مرجعًا وحاكمًا وناظمًا لتصرفات الفرد والمجتمع والدولةquot;.

لكبح تقدم النظام
يأتي هذا الإعلان بعد سلسلة نجاحات حققتها القوات النظامية على الأرض، خصوصًا حول دمشق وحلب في الشمال. ويعزو خبراء وناشطون هذا التقدم في جزء منه إلى الانقسامات داخل المعارضة المسلحة. كما يأتي الإعلان عن هذا الاندماج بعد مقتل عبد القادر صالح، قائد لواء التوحيد، المجموعة التي تضم نحو ثمانية آلاف مقاتل، والمقرّب من الإخوان المسلمين.

وكان صالح (33 عامًا) أصيب بجروح بالغة في غارة نفذها الطيران الحربي السوري، واستهدفت قياديي لواء التوحيد في مدرسة المشاة (شرق حلب) في الأسبوع الماضي. وقد دعا مرارًا إلى توحيد فصائل المعارضة المسلحة.

ومنذ اتجاه النزاع السوري إلى العسكرة بعد أشهر من بدء الأزمة في منتصف آذار (مارس) 2011، أعلن عن تشكيل تحالفات وتجمعات عسكرية عدة ذات طابع إسلامي، ودعا بعضها إلى بناء دولة إسلامية. إلا أن هذا الاندماج يبدو الأقوى، لناحية المجموعات التي يتألف منها، ولكونه سيحظى quot;بقيادة عسكرية واحدة وسياسة واحدةquot;، بحسب ما قال المتحدث باسم quot;لواء التوحيدquot; أبو فراس.

دم صالح يوحد
وذكر أبو فراس لوكالة فرانس برس عبر الانترنت، أن quot;الباب مفتوح أمام كل فصائل سوريا للانضمام إلى هذا الكيان الواحدquot;. كما أوضح أنه quot;من المقرر أن يتم توحيد كل المؤسسات العسكرية والإعلامية والإغاثية والإداريةquot;، التي تشرف عليها هذه الفصائل quot;ضمن فترة انتقالية تستغرق ثلاثة أشهر بدءًا من تاريخ الإعلان، ليتم الوصول إلى الاندماج الكاملquot;.

وأشار إلى أن إنشاء هذه الجبهة يهدف إلى quot;توحيد كل الصفوفquot;. واختير توقيت الإعلان عنها في يوم دعا الناشطون المعارضون للنظام فيه إلى التظاهر تحت شعار quot;جمعة دم الشهيد يوحدناquot;، في إشارة إلى عبد القادر صالح، الذي يتمتع باحترام كبير وشعبية في أوساط الناشطين وسكان حلب المعارضين للنظام.

وأوضح أبو فراس أن المسؤوليات داخل الجبهة الجديدة ستتوزّع على الشكل الآتي: أحمد عيسى الشيخ، قائد صقور الشام، رئيسًا لمجلس الشورى، وأحمد عمر زيدان المعروف باسم حجي حريتان من لواء التوحيد، نائبًا للرئيس، وحسان عبود، قائد حركة أحرار الشام، رئيسًا للهيئة السياسية، ومحمد زهران علوش، قائد جيش الإسلام، رئيسًا للهيئة العسكرية، وأبو راتب الحمصي، قائد لواء الحق، أمينًا عامًا للجبهة.

لردع المرتزقة
وقال بيان الجبهة الجديدة إنها أقدمت على هذه الخطوة بعدما quot;تكالبت جموع الرافضة ومرتزقة الشركات الأمنية وحلفاء نظام الأسد بمساندته في وأد الثورة في سوريا (...)، فكان من المتعين أن يقابل هذا الاصطفاف ببنيان مرصوص متماسك تتضافر فيه الجهود وتتآلف القلوب وتتحطم على صخرته بإذن الله كل المؤامرات والدسائسquot;.

ورأى ناشط يقدم نفسه باسم أبو عمر في حلب ردًا على سؤال لوكالة فرانس برس أن quot;الاندماج سبب لتكوين جيش متكامل قادر على بسط السيطرة على كل الأجزاء المحررة من سوريا، ومنع إنشاء دويلات ومقاطعاتquot;.

وإلى جانب أعمال العنف والتنافس، الذي يصل إلى حد التقاتل بين الفصائل المعارضة على الأرض، تنتشر جرائم القتل والخطف والسلب في المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، بسبب غياب سلطة مركزية رادعة.