تحركات سياسية متعددة الجوانب تحصل متزامنة في سبيل تسوية الأزمة السورية سياسيًا، برعاية دولية وتشجيع إقليمي، لكن يبقى المفصل الخلافي مصير بشار الأسد.


لندن: عبر أكثر من تحرك على الصعيدين الداخلي والدولي، بدأت نشاطات مكثفة لتحضير السوريين للحوار مع النظام السوري والترويج لهذا الحوار. وكانت مقدمة هذه التحركات الواضحة عبر دعوة رئيس الائتلاف الوطني أحمد معاذ الخطيب في صفحته على موقع فايسبوك للتواصل الاجتماعي للحوار مع النظام، ثم ظهوره الأخير عبر قناة دبي ودعوته الرئيس السوري بشار الأسد لمناظرة تلفزيونية.

إقليميًا، تجلت هذه التحركات عبر عرض نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان مبادرة على المبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، من دون الكشف عن مصير بشار الأسد. ودوليًا، جسدت الرغبة المتكررة في الحوار والحل السياسي الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، عندما تحدثت عن الصدمة العميقة التي أصابتها بعد الهجوم على جامعة دمشق، لكنها ترى من الأفضل إفساح المزيد من الوقت للحل السياسي.

مبادرات بلا جدوى

دعا الخطيب الرئيس السوري إلى مناظرة تلفزيونية، وتحدث في لقاء مع تلفزيون دبي عن تجربتي رواندا وجنوب أفريقيا، وكان قد أعلن استعداده للجلوس مع النظام في مبادرة حسن نية للبحث عن حل سياسي للأزمة، ولترتيب الامور من أجل مرحلة انتقالية، مشترطًا قبل ذلك إطلاق سراح مئة وستين ألف معتقل من السجون، وأولهم النساء ومعتقلو المخابرات الجوية وسجن صيدنايا، والإيعاز لكل سفارات النظام بمنح جميع السوريين الذين انتهت جوازاتهم جوازات جديدة او تمديدها لمدة سنتين على الاقل.

لكن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية عبّر مرارًا عن رفضه أي حوار مع السلطات السورية، وذلك غداة الاعلان المفاجئ للخطيب عن استعداده المشروط للحوار مع ممثلين من النظام السوري. كما لم يستجب النظام السوري آنذاك للدعوة الا عبر تصريحات مسؤولين تؤكد وجوب إلقاء السلاح.

تحركات جديدة

وترافقت التحركات مع الاعلان عن زيارة وفد سياسي يضم قوى وأحزابًا وشخصيات من معارضة الداخل مصر وتركيا، لفتح قنوات اتصال بين النظام ومعارضة الخارج، بما فيها شخصيات من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة.

لكن عضو الائتلاف السوري المعارض أحمد رمضان حذّر من دخول هيئة التنسيق إلى صفوف الائتلاف، خصوصًا أنها ترحّب بالحوار مع النظام، الأمر الذي عزز وجود أكثر من صوت في الائتلاف، ما بين مؤيد ومعارض للحوار الذي من مبادئه رفض التحاور مع النظام.

وقال رمضان في تصريحات صحافية إن فكرة جديدة يجري التحضير لها ربما تؤدي إلى الإضرار بالائتلاف الوطني والحكومة الموقتة معًا إذا تم تنفيذ إدراج معارضة الداخل السوري في التوسعة المرتقبة للإئتلاف.

وأضاف: quot;هناك من يحمل فكرة إدخال هيئة التنسيق بلبوسها الجديد، وهي معارضة بناها النظام تحت عينه، ضمن إطار مستحدث، لإعادة الاعتبار لمبادرة الحوار مع نظام الاسدquot;.

مفصل خلافي

قالت كاترين اشتون، الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي، إن الطريق الأفضل الآن هو إعطاء فرصة جديدة للعملية السياسية الملحة أكثر من أي وقت مضى، لوضع حد للعنف في سوريا.

كما تم الكشف عن مبادرة عرضها نائب وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان على المبعوث الاممي الاخضر الابراهيمي، من دون أن يتطرق الكشف عنها إلى مصير الأسد، وهو المفصل الخلافي في تفسير اتفاق جنيف.

وحضّت المبادرة على ضرورة البدء في مفاوضات على أساس اتفاق جنيف، وطالبت بحضور جميع أطراف الأزمة السورية على مائدة المفاوضات للوصول إلى مرحلة التفاهم. كما تتضمن تطوير هذا الاتفاق التي عرفت باسم جنيف-2، وتقضي بمشاركة ممثلين عن الحكومة السورية والمعارضة في الحوار، إلى جانب ممثلين عن الدول الغربية والولايات المتحدة وروسيا، والدول أصحاب أبرز المبادرات في هذا الشأن مثل تركيا ومصر وإيران.