بدأ وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اجتماعًا الاثنين لبحث رفع الحظر الذي يفرضه الاتحاد على الأسلحة لسوريا من أجل وصول إمدادات السلاح إلى قوات المعارضة quot;المعتدلةquot;. وتزامنًا تفاقمت أزمة في صفوف المعارضة السورية اليوم بعد عرض تمثيل رمزي فقط على كتلة ليبرالية مدعومة من الغرب والعرب في الائتلاف الوطني السوري، الذي يهيمن عليه الإسلاميون المدعومون من قطر.


نصر المجالي: كان وزراء الخارجية الاوروبيون لا يزالون يحاولون بعد ظهر الاثنين التوصل الى توافق حول تسليح مقاتلي المعارضة في سوريا وهو ملف تنقسم بشأنه دول الاتحاد ال27 منذ اشهر.

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لدى مغادرته اجتماع بروكسل للعودة الى باريس حيث يستقبل مساء نظيريه الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف quot;لا اتفاقquot;.

وعلى الاوروبيين التوصل الى اتفاق قبل منتصف ليل الجمعة، موعد انتهاء العقوبات الاوروبية المفروضة منذ عامين على النظام السوري ومنها الحظر على الاسلحة الى سوريا.

وقال الوزير البريطاني وليام هيغ ان بريطانيا البلد الرئيس الذي يطالب بتسليح المعارضة السورية في اجراء يرمي الى quot;توجيه رسالة واضحة الى (الرئيس السوري بشار) الاسدquot;.

وبينما تمارس بريطانيا ضغوطًا لإقرار رفع الحظر، قال وزير خارجيتها البريطاني وليام هيغ اليوم إنه يجب أن يكون الاتحاد الأوروبي مستعدًا لتعديل حظر السلاح، الذي يفرضه في سوريا، حتى يمكن لدول الاتحاد أن تمدّ بعض جماعات المعارضة بالسلاح، وإنه إذا لم يتمكن الاتحاد من التوصل إلى سياسة مشتركة... فكل دولة ستطبّق سياسة العقوبات التي تراها.

تعديل الحظر ضرورة
وقال هيغ في تصريحات لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية quot;من المهم إظهار أننا مستعدون لتعديل حظر السلاح الذي نفرضه حتى تصل رسالة واضحة إلى نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد بأن عليه أن يتفاوض بجدية.

وسوف يحاجج وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بأن هناك حاجة quot;ملحّةquot; الآن إلى تخفيف القيود المفروضة على إرسال الأسلحة إلى سوريا لتقوية موقف المعارضة. ومن المقرر أن ينتهي الحظر المفروض حاليًا بنهاية الشهر الحالي، وسيسعى وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي إلى وضع حزمة إجراءات بديلة.

ويهدف وزير الخارجية البريطاني، مدعومًا بالموقف الفرنسي، من وراء تلك الإجراءات، إلى تغيير القواعد المعمول بها حاليًا، والسماح بإمداد المعارضة quot;المعتدلةquot; بالسلاح، وهذا ما تؤيده أيضًا الولايات المتحدة الأميركية. غير أن المعارضين موقف بريطانيا وفرنسا يخشون من التأثير السلبي لتسليح المعارضة على مسار التسوية السلمية، ويرفضون تمامًا إرسال أسلحة إلى سوريا.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية النمساوية إن معارضة سورية مسلحة ستعوق الجهود الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي للصراع في سوريا. كذلك يتوقع أيضًا أن يهيمن الصراع في سوريا على جلسة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، التي تفتتح الاثنين في جنيف.

المعارضون يختلفون على تمثيل الليبراليين
إلى ذلك، تفاقمت أزمة في صفوف المعارضة السورية الاثنين بعد عرض تمثيل رمزي فقط على كتلة ليبرالية مدعومة من الغرب والعرب في الائتلاف الوطني السوري، الذي يهيمن عليه الإسلاميون.

هذا التطور حدث قبل ساعات من اجتماع الاتحاد الأوروبي في بروكسل، ولقاء وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف في باريس، لمناقشة تفاصيل مؤتمر للسلام، قد يعقد في جنيف خلال الأسابيع القليلة المقبلة.

وتضغط واشنطن على الائتلاف لإنهاء خلافاته وتوسيع عضويته ليضم عددًا أكبر من الليبراليين، لمنع هيمنة الإسلاميين على الائتلاف. وأحبط الائتلاف، الذي يضم 60 عضوًا، اتفاقًا على منح كتلة يرأسها الناشط المعارض ميشيل كيلو ما يصل إلى 22 مقعدًا جديدًا، ما أثار قلق مبعوثين غربيين وعرب يتابعون محادثات المعارضة المستمرة منذ أربعة أيام في مدينة إسطنبول التركية. وقالت مصادر الائتلاف إن مجموعة كيلو لم تحصل إلا على خمسة مقاعد، بعد جلسة امتدت حتى الفجر تقريبًا.

سيطرة جماعة قطر
أبقت هذه الخطوة الائتلاف تحت سيطرة مجموعة موالية لمصطفى الصباغ، الأمين العام للائتلاف الوطني السوري، الذي تدعمه قطر، وكتلة تؤثر فيها جماعة الإخوان المسلمين، إلى حد كبير.

وقال كيلو إنه لا يعتقد أن لدى الائتلاف رغبة في التعاون ومصافحة اليد الممدودة إليه. وذكر مصدر في كتلة كيلو أن المجموعة ستعقد اجتماعًا خلال بضع ساعات لاتخاذ قرار بشأن بقائها أو انسحابها من مؤتمر المعارضة.

وأوضح كيلو في كلمة أمام الائتلاف أنه كان يتحدث عن 25 اسمًا كأساس للمفاوضات، ثم كان هناك اتفاق بعد ذلك على 22، والآن انخفض الرقم إلى 20، ثم بعد ذلك إلى 18 ثم إلى 15، وبعد ذلك إلى خمسة. وأردف قائلًا إنه لا يعتقد أنه توجد لدى الائتلاف رغبة في التعاون ومصافحة اليد الممدودة إليه.

ووصف خالد صالح المتحدث باسم الائتلاف النتيجة بأنها quot;ديمقراطيةquot;، لكنه قال إن الائتلاف قد يناقش مسألة التوسيع بشكل أكبر.

حرص سعودي
وقالت المصادر إنه في الوقت الذي يقاتل فيه متشددو جماعة حزب الله المدعومة من ايران علانية إلى جانب القوات الحكومية في سوريا الآن، تحرص السعودية على أن تلعب دورًا أكبر في دعم المعارضة التي يقودها السنة.

وقالت مصادر المعارضة إن قطر وافقت على أن تترك السعودية لتلعب الدور الأساسي في سياسات المعارضة، ومن المتوقع أن تقود المملكة جهود منطقة الخليج للدعم المالي لحكومة موقتة جديدة. ومن شأن أي توسيع ملموس للائتلاف أن يحدّ من نفوذ قطر على المعارضة.

وقال مصدر رفيع في الائتلاف إن quot;ما رأيناه اليوم هو من عمل الصباغ، ولكن لا أفهم حقيقة الأمر الحكمة من إثارة غضب السعوديةquot;. ويقاوم الصباغ خطة تؤيّدها السعودية لزيادة عدد أعضاء الائتلاف، الذي يضم 60 عضوًا. ولعب الصباغ دورًا رئيسًا في تحويل أموال للمعونة والإمدادات العسكرية إلى داخل سوريا.

وقال حليف للصباغ في الائتلاف إن quot;قطر أبلغت الصباغ أن السعوديين أشقاء، وإنه يجب عليه التنازل. ولكنه سوري في المقام الأول، وسيقدم مصالح المعارضة الوطنية على أي شيءquot;.

ومدد اجتماع الائتلاف في إسطنبول يومين لبحث مؤتمر جنيف وإنشاء قيادة جديدة، بما في ذلك مصير رئيس الوزراء الموقت غسان هيتو، الذي لم يتمكن من تشكيل حكومة منذ تعيينه في منصبه في 19 مارس/ آذار الماضي.

في الختام يشار إلى أن الائتلاف لا يزال من دون قيادة منذ استقالة معاذ الخطيب، وهو عالم دين، طرح مبادرتين كي يتخلى الأسد عن الحكم سلميًا.

الدول الأوروبية منقسمة حيال تسليح المعارضة السورية
هذا وبحث وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل الاثنين مسألة تسليح مقاتلي المعارضة السورية وسط انقسام بشأن هذا الملف، وذلك قبل أيام من انتهاء أجل العقوبات المفروضة على سوريا (التفاصيل).