كشف مسؤولون أميركيون أن وزارة الخارجية الأميركية منعت الثلاثاء دخول دبلوماسي سوري كبير، أرسله رئيس النظام السوري بشار الأسد لتولي منصب رفيع في السفارة السورية في واشنطن، بعدما منحته تأشيرة دخول عن طريق الخطأ.


وصل الدبلوماسي السوري علي دغمان صباح الثلاثاء إلى مطار دلاس الدولي في واشنطن، بتأشيرة مُنحت له خطأ. وأثار وصوله إلى العاصمة الأميركية غضب الكونغرس الأميركي وفصائل المعارضة السورية، التي حذرت من أن نظام الأسد سيعتبر خطوة الولايات المتحدة إشارة إلى أن واشنطن تريد أن تفتح قنوات تواصل مع دمشق.

وأكد مسؤولون أميركيون أن إجراءات ترحيل دغمان بدأت ليل الثلاثاء، من خلال دائرة الهجرة في مطار دلاس. ورغم مطالبة الرئيس باراك أوباما بتنحّي الأسد منذ زهاء عامين، فإن للنظام السوري سفارة يعمل فيها عدد محدود من الموظفين في الحي الدبلوماسي في واشنطن.

التخبط الأوبامي
ليس لدى دمشق سفير في واشنطن الآن، لكن صحيفة وول ستريت جورنال نقلت عن مسؤولين مطلعين على خطوة وزارة الخارجية الأميركية، أن النظام السوري أرسل دغمان لتولي منصب رفيع في السفارة، ربما القائم بالأعمال، الذي يكون في الأحوال الاعتيادية المسؤول الثاني في السفارة.

وأوضح مسؤول أميركي أن إصدار تأشيرة لدخول دغمان كان خطأ بيروقراطيًا، وأن التأشيرة أُلغيت من دون أن يحدد نوعيتها ومكان إصدارها. فالسفارة الأميركية في دمشق مغلقة. وقال قياديون في المعارضة السورية إن دغمان حصل على التأشيرة من سفارة الولايات المتحدة في بلد آخر.

وأكد مسؤول أميركي كبير مطلع على القضية أن خطوات اتُخذت لتقييد دخول حتى القلة المتبقية من موظفي السفارة السورية في واشنطن كمسألة تتعلق بالسياسة الأميركية، بسبب استمرار حملة النظام السوري القمعية ضد شعبه.

ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن قياديين في المعارضة السورية قولهم إن إصدار تأشيرة أميركية إلى دغمان يجسد ما وصفوه بسياسة أوباما المتخبطة تجاه نظام الأسد.

لا سلاح بعد
ولم تعترف واشنطن حتى الآن بالائتلاف الوطني للمعارضة السورية كحكومة منفى، رغم التزام الولايات المتحدة المعلن بالعمل على إسقاط الأسد. وقال مسؤولون أميركيون إن هذا الاعتراف القانوني بنظام الأسد يعقد جهود إدارة أوباما لتقديم مساعدات إنسانية وعسكرية إلى المعارضة المسلحة.

وكان أوباما أصدر في الشهر الماضي توجيهات إلى وكالة المخابرات المركزية بالشروع في إرسال أسلحة خفيفة إلى قوات المعارضة. لكن دبلوماسيين عربًا قالوا إنهم لم يروا حتى الآن أي تدفق ملموس لأي أسلحة أميركية إلى المعارضة، سواء عن طريق الأردن أو لبنان أو تركيا.

وقال مسؤولون أميركيون إن الأسلحة ستبدأ بالوصول إلى جماعات مزكاة من المعارضة خلال الأسابيع المقبلة، بحيث تتيح للمقاتلين استخدامها في العمليات العسكرية بحلول آب (أغسطس) المقبل.

وكانت سفارة النظام السوري في واشنطن موضع شبهة واتهامات بالتجسس منذ زمن طويل. وبدأ مكتب التحقيقات الفيدرالي في العام 2011 تحقيقًا في اتهامات بأن السفارة وموظفيها يتجسسون على ناشطين سياسيين سوريين ويستهدفون عائلاتهم في سوريا. وشمل التحقيق السفير وقتذاك عماد مصطفى الذي أعاد النظام تعيينه خلسة في بكين خلال العام نفسه.