فشل الائتلاف السوري المعارض حتى الآن في انتخاب رئيس له، ولهذا يجتمع على مدى يومين في اسطنبول، محاولًا تخطي الرياح الاقليمية المتقلبة.


بيروت: يجتمع ائتلاف المعارضة السورية اليوم الخميس في اسطنبول، من أجل انتخاب رئيس جديد له، وتشكيل جبهة موحدة، في الوقت الذي يواجه فيه مقاتلو المعارضة صعوبات قوية في الميدان. ويدوم هذا الاجتماع العام يومين، ليتوصل الأطراف إلى اتفاق حول اسم الخلف الرسمي لجورج صبرا، رئيس الائتلاف بالوكالة، منذ استقالة الرئيس السابق أحمد معاذ الخطيب. ولهذه الانتخابات، ترشحت رسميًا خمس شخصيات، بينها صبرا والرئيس السابق للمجلس الوطني السوري برهان غليون، وأحمد العاصي جربا، الذي يمثل مجموعة المعارض ميشال كيلو، والامين العام الحالي للائتلاف مصطفى الصباغ، واحد الناطقين باسم الائتلاف لؤي صافي، مع فتح باب الترشيح أمام آخرين. إلى ذلك، سيعين المجتمعون اكثر من نائب رئيس، وسيجددون المجلس السياسي، أي الهيئة الرئيسة التي تتخذ القرارات في الائتلاف، كما سيناقش اعضاء الائتلاف البالغ عددهم 114 تعيين الحكومة الانتقالية برئاسة غسان هيتو، وذلك بحسب مصدر في الائتلاف نفسه.
كما سيناقشون اقتراح عقد مؤتمر جنيف-2 الذي تسعى الولايات المتحدة وروسيا إلى عقده. وقال الائتلاف انه لن يشارك في هذا المؤتمر ما لم يتوقف دعم ايران وحزب الله لدمشق.

تنافس الرعاة
كان اختيار رئيس جديد للائتلاف مقررًا في نهاية أيار (مايو)، لكن المسألة أرجئت لعدم التوصل إلى اتفاق، بعد لقاءات دامت ثمانية أيام، كشفت العقبات التي حالت دون التوصل إلى إتفاق، وهي التاثيرات التي مارستها قطر والسعودية، في ظل سيطرة واضحة من جانب حركة الاخوان المسلمين السورية، بدعم من قطر.
وكشف مراقبون مطلعون على خفايا الأمور في الائتلاف السوري المعارض حصول استقطابات حادة، انعكست في مساعي تياري السعودية وقطر داخل الائتلاف لتأمين الأصوات اللازمة لمرشحيهما، خصوصًا أن التيار القطري يبدو عائدًا بقوة عبر مرشحه أمين عام الائتلاف مصطفى الصباغ، الذي يتهمه منافسوه بوضع موازنة قدرها 50 ألف ليرة تركية، أي نحو 30 ألف دولار، لكل من يصوت لبقائه في منصبه خلال الاجتماع. وترددت أنباء عن تقديم منافسه المدعوم من السعودية أحمد العاصي الجربا وعود بعمرة مجانية لكل من يصوّت له.
يرد معارضون سوريون التغيير في السلطة القطرية إلى ما حصل من انتكاسات عسكرية كبيرة للثوار السوريين، خصوصًا في القصير وريف حمص، لكن هذا لم يغير كثيرًا من حجم الدعم القطري لمعارضين سوريين بعينهم، إذ تقول مصادر معارضة إن وفد المعارضة السورية الذي التقى الأمير القطري الجديد الشيخ تميم بن حمد لمس عنده استمرارًا في الدعم، من دون أن يطمئن كثيرًا بسبب ما توفر من معلومات عن قرار الشيخ تميم انتهاج منهج مختلف في التعامل مع الأزمة السورية.