تنادت شخصيات إخوانية سورية لتشكيل حزب سوري جديد معتدل، على شاكلة حزب الحرية والعدالة المصري، وقد تلقت هذه الشخصيات الدعم المالي والمعنوي من إخوان مصر.

لندن: تجتمع اليوم الثلثاء في اسطنبول شخصيات من الإخوان المسلمين في سوريا، لتأسيس حزب سياسي معتدل، على شاكلة الاخوان المسلمين في مصر. وعلمت quot;إيلافquot; أن من أبرز الداعين لهذا الحزب الدكتور محمد حكمت وليد، وهو شخصية توصف بأنها معتدلة، رغم أنه عضو في جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، وعضو في المجلس الوطني، والدكتور أحمد محمد كنعان، وريمون معجون وهو عضو مسيحي في المجلس الوطني. ومن المشاركين الرئيسيين في الاجتماع أيضا ملهم الدروبي وجهاد الاتاسي ونبيل قسيس وعمر مشوح و محمد زهير الخطيب.
فكرة هذا الحزب، الشبيه بحزب الحرية والعدالة المصري الذي تأسس في العام 2011، كانت مطروحة خلال العام الماضي، الا أنه لم يتأسس، ولم يتوجه الاخوان آنذاك نحو الدعوة اليه. الا أن زيارة قادة الاخوان المسلمين الأخيرة في سوريا إلى القاهرة ولقائهم الرئيس المصري محمد مرسي وقادة الاخوان المسلمين في مصر على هامش مؤتمر quot;الأمة المصرية لدعم الثورة السوريةquot; كانت الفيصل. فقد طلب اخوان مصر من اخوان سوريا، بحسب المعلومات المتوافرة لـquot;ايلافquot;، الاستعجال باعلان هذا الحزب الجديد، كما تردد عن تمويل من حزب الحرية والعدالة المصري بقيمة ثلاثة ملايين دولار لاخوان سوريا.
وعد
يرى بعض المراقبين أن هذا الحزب سيدعم توجهات الاخوان المسلمين، بينما يرى آخرون أن هذا الحزب سيكرس الانشقاقات بين صفوف الاخوان المسلمين، ما بين الجناح الحلبي والجناح الحموي، وخصوصًا أن هذا الاجتماع تجاوز بعض الوجوه البارزة في الاخوان. وجاء في بطاقة الدعوة لهذا المؤتمر التأسيسي: quot;في اطار التحضيرات لسوريا المستقبل، رأينا أن الحاجة أصبحت ماسة في الوقت الراهن لتشكيل حزب وطني مدني مستقل، ذي مرجعية إسلامية وسطية تتوافق مع ثوابت الإسلام، وتعتمد القواسم المشتركة التي تدعو لها الأديان السماويةquot;. وأكدت الدعوة أنها شخصية وأن المدعووين سيجتمعون لاستعراض النظام الداخلي، ومناقشته وإقراره في صورته النهائية، وإجراء انتخاب الهيكل التنظيمي للحزب، والتوافق على موعد إطلاق الحزب. وينتظر من المؤتمر التأسيسي على مدى ثلاثة ايام أن يقوم بتسمية الحزب، ويفضل ألا يكون الاسم طويلًا (كلمتان وعلى الأكثر ثلاث)، وأن يشير إلى المبادئ التي يقوم عليها الحزب. المقترحات المطروحة أمام المجلس التأسيسي اليوم هي حزب وعد (وطن، عدالة، دستور، أو ديمقراطية) أو حزب الوسط الدستوري، أو حزب الغد. وبحسب الأوراق التي ستقدم اليوم، الحزب سوري وطني مستقل، ذو مرجعية إسلامية وسطية، يسعى إلى المساهمة في بناء سوريا وطنًا ديمقراطيًا، ويدعو للحرية والكرامة والعدالة والمساواة والمواطنة أساسًا للحقوق والواجبات، والآليات الديمقراطية لتداول السلطة منهجًا للسلطة السياسية والفصل بين السلطات والاحتكام إلى القانون. ويعتمد الحزب الفهم الوسطي للإسلام، ويحترم ثوابته، ولا يكون في طروحاته وبرامجه ما هو متفق على تحريمه في الفقه الاسلامي.
سيادة سوريا وكرامتها
يتبنى الحزب الجديد أهداف الثورة المشروعة بالانتقال بسوريا من مرحلة الدكتاتورية الشمولية إلى مرحلة الحريات والعدالة الدستورية، وتحقيق ما يصبو إليه الشعب السوري من الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، ويلتزم بحمايتها والدفاع عنها. وهو حزب مفتوح لكل مكونات الشعب السوري، ويحرص على التعاون المثمر معهم، من دون تهميش ولا إقصاء، من خلال القواسم الوطنية المشتركة. ويتعهد الحزب بالمحافظة على وحدة سوريا بكافة مكوناتها العرقية والدينية والمذهبية، والدفاع عن سيادتها وكرامتها وأراضيها وثرواتها. كما يعمل الحزب على المحافظة على الهوية العربية للوطن، واستمرار دوره الريادي باعتباره قلب العروبة النابض، مع الاحتفاء بكافة الثقافات واللغات المكونة للوطن.
ويتبنى الحزب قضايا الهم العام، وتحقيق الازدهار والتنمية والتقدم للشعب السوري، وتمثيل صوته في أروقة السياسة الداخلية والمحافل الدولية، وتحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة المتوازية والمستدامة، والاندماج في الاقتصاد العالمي. كما يتعهد بالعمل على استعادة كافة حقوق الوطن وتحرير أراضيه المحتلة، وحل القضايا العالقة مع دول الجوار، ودعم القضايا والحقوق العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وتطوير علاقات التعاون المشترك مع الدول العربية والإسلامية، وتحسين العلاقات مع الدول الصديقة من أجل تحقيق مصالح الشعوب العربية والمصالح المشتركة. ويعمل الحزب الجديد على بناء نظام برلماني حر يحتكم إلى صندوق الاقتراع، ويستند إلى دستور يحافظ على هوية الشعب السوري، ويفصل بين السلطات، ويكفل حقوق الإنسان، وحرية تشكيل الأحزاب، وتداول السلطة، لجميع المواطنين.
أهداف عديدة
أما أهداف الحزب الجديد فهي تحقيق العدالة والتنمية على كافة المستويات الاقتصادية والثقافية والأخلاقية، والعمل على تبني رعاية أسر الشهداء وتعويض المتضررين من النظام الديكتاتوري السابق، والاهتمام بقضايا الأسرة ورعايتها لبناء أساسية في بناء المجتمع، والاهتمام بقضايا الشباب، الذين يشكلون عماد النهضة في الحاضر والمستقبل.
كما من أهدافه الاهتمام بقضايا المرأة ودورها في المجتمع ومشاركتها في العمل العام بشكل مواز ومتكامل مع دور الرجال، وتطوير مشاركة منظمات المجتمع المدني في التنمية الشاملة، والاهتمام بالتربية والتعليم والبحث العلمي، وتطوير قطاعات الصحة والتعليم والزراعة والصناعة، ومكافحة الفساد الإداري، وتبني تحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة المتوازية والمستدامة، والاندماج في الاقتصاد العالمي.
كما يعمل الحزب على التعاون وتحسين العلاقات مع الدول والمنظمات الاقليمية والدولية، في إطار القيم الإنسانية المشتركة، من أجل تحقيق الرخاء والسلام والازدهار لشعوب المنطقة والعالم.