حسمت بريطانيا الأربعاء موقفها من بقاء الرئيس السوري بشّار الأسد في السلطة، وقالت على لسان وزير خارجيتها وليام هيغ: quot;نعم نريد حلًا في سوريا بلا أسد وبلا بشّارquot;، مؤكدة أن هذا موقف المملكة المتحدة منذ أمد بعيد، وأنه ليس بإمكانها رؤية أي حل ينطوي على بقائه.


نصر المجالي: يشارك وزير الخارجية البريطاني في مؤتمر أصدقاء سوريا مساء الأربعاء في عمّان للتمهيد لمؤتمر quot;جنيف 2quot; لبحث الانتقال السلمي في سوريا.

وقال هيغ في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني ناصر جودة، بعد محادثات بينهما، إن ايران وحليفها حزب الله اللبناني quot;يساندانquot; الرئيس السوري بشار الأسد، ويقدمان إليه دعمًا متزايدًا. وأضاف هيغ أن بلاده ترى أنه ليست هناك إمكانية لحل النزاع في سوريا مع بقاء الرئيس بشار الأسد على رأس السلطة.

وأشار خلال كلمته أمام اجتماع لمجموعة أصدقاء سوريا إلى أن بريطانيا ستحث القوى العالمية على تحديد موعد خلال الأيام القليلة المقبلة لعقد مؤتمر دولي، في مسعى إلى إنهاء الصراع في سوريا المستمر منذ عامين، ويهدد استقرار المنطقة.

وكان وزير الخارجية الأردني ناصر جودة، قد أعلن في وقت سابق، أن استضافة بلاده لاجتماعات المجموعة الأساسية لـquot;أصدقاء سورياquot; هي استعداد وتمهيد لاجتماع جنيف 2.

ويشارك في اجتماع عمّان وزراء خارجية 11 دولة تمثل المجموعة الأساسية لـquot;أصدقاء سورياquot;، وهي الأردن والسعودية والإمارات وقطر ومصر والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وتركيا وألمانيا وإيطاليا.

وكانت مجموعة quot;أصدقاء سورياquot; قد عقدت من قبل اجتماعات، كان آخرها في مارس/آذار الماضي، في مدينة إسطنبول التركية، حيث أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري في ختام المؤتمر أن بلاده ستزيد مساعداتها quot;غير القتاليةquot; إلى المعارضة السورية.

مشاركة الائتلاف السوري
ووصل إلى عمّان الأربعاء رئيس الائتلاف السوري لقوى المعارضة والثورة السورية بالإنابة جورج صبرا للمشاركة في مؤتمر quot;أصدقاء الشعب السوريquot;، الذي يعقد في العاصمة الأردنية، بعدما كانت تصريحات أفادت بعدم مشاركة المعارضة السورية في الاجتماع المقرر على مستوى وزراء الخارجية.

وقال سونير أحمد، الذي يعمل في المكتب الإعلامي للائتلاف، ردًا على سؤال لوكالة فرانس برس، quot;وصلت الدعوة إلى المؤتمر متأخرة إلى الائتلاف الذي أكد مشاركته في الاجتماعquot;. وأضاف أن الائتلاف quot;أكد حضوره، وسيمثله رئيس الائتلاف بالإنابة جورج صبراquot;.

وكان أعضاء في الائتلاف قد ذكروا في وقت سابق أن الائتلاف لم يتلق دعوة إلى المشاركة في الاجتماع، في حين قال مسؤولون أردنيون إن المعارضة لن تحضر المؤتمر، الذي يفترض أن يشكل تمهيدًا لما اصطلح على تسميته quot;مؤتمر جنيف-2quot;، الهادف إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، ويفترض أن يعقد في يونيو/حزيران.

مؤتمر اسطنبول
يأتي مؤتمر عمّان عشية اجتماع للمعارضة السورية في إسطنبول، يفترض أن ينتخب خلاله رئيس جديد للائتلاف خلفًا لأحمد معاذ الخطيب، الذي استقال قبل فترة، وأن يبحث موضوع المؤتمر الدولي حول سوريا، المقترح من موسكو وواشنطن.

وأعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ وقتها أن الاتحاد الأوروبي سيناقش تخفيف حظر السلاح على المعارضة السورية.وأشار الوزير الأردني ناصر جودة في المؤتمر الصحافي مع هيغ إلى quot;أننا بحثنا القضية المحورية، التي نؤكد عليها دائمًا، وهي ملف السلام والجهود الرامية إلى إحياء مفاوضات سلام جادة وفاعلة، خاصة مع هذا الزخم الذي نشاهده من الولايات المتحدة الأميركية والمساهمة الإيجابية ودورها الرياديquot;، لافتًا إلى زيارة الرئيس أوباما إلى المنطقة ولقائه الملك الأردني، وزيارة الأخير إلى الولايات المتحدة بعدها بحوالى خمسة أسابيع ولقائه الرئيس الأميركي.

وقال إننا نتطلع إلى مفاوضات جادة تفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط الرابع من حزيران/يونيو عام 1967 استنادًا إلى المرجعيات الدولية ومبادرة السلام العربية.

وفي رده على سؤال، أشار جودة إلى أن اجتماع عمّان الوزاري حول سوريا اليوم يمهّد لمؤتمر جنيف 2 المقبل، لافتًا إلى الاجتماعات الوزارية السابقة في أبوظبي وإسطنبول بهذا الخصوص وما نتج منها.

في الختام، لفت جودة إلى أن الأردن لم يغلق حدوده أمام اللاجئين السوريين، وأن تناقص عدد اللاجئين السوريين أخيرًا هو انعكاس لظروف داخل سوريا، منها العمليات العسكرية، مبينًا أن عدد اللاجئين السوريين في الأردن بلغ حوالى 540 ألفًا، وكانت الأيام الماضية تشهد دخول ما معدله 2000 سوري يوميًا.