ترك الشيخ أحمد الأسير أنصاره لمصريهم المحتوم، موتًا أو اعتقالًا، وفرّ من المعركة إلى جهة مجهولة، يقال إنها تعمير عين الحلوة، أو طرابلس، أو حتى سوريا التي يريد فيها إنشاء الجيش اللبناني الحر، لتحرير لبنان من حزب الله.


أين فرّ الشيخ أحمد الأسير؟ إنه السؤال اللغز اليوم، الذي يعيد إلى الأذهان فرار شاكر العبسي، أمير فتح الإسلام، من مخيم نهر البارد، بعد حربه الشعواء على الجيش اللبناني. إنه السؤال الذي يبحث الجميع عن إجابة شافية له، لأن الفرار هذا يعني أن حرب الأسير انتهت، لكن ظاهرة الأسير باقية ومستمرة، ما يهدد بتحويله إلى أسطورة جديدة من أساطير الظلم، في عالم يتحول سريعًا إلى الأصوليات النابتة من تراب القمع.

طرابلس أو التعمير؟

تحاول التقارير الإخبارية المتضاربة، التي تنقل المعلومات عن مصادرها العليمة، تقديم تلميحات إلى مصير الأسير المتواري عن الأنظار، من دون أن يتوارى عن قلوب كثيرين، رأوا في انكساره على هذا الشكل انكسارًا لشوكة السنة المستقوية بسلفية الأسير وخطابته.

ومن هذه التقارير ما يقول إن الأسير وصل إلى حالة يرثى لها في العاشرة من صباح الاثنين، وكان على وشك الانهيار، ما حدا ببعض الوسطاء إلى استعطاف قيادة الجيش بتوفير فرصة للتفاهم والتسوية، فأتى جواب القيادة واضحًا، أن لا تفاوض مع قاتل الجنود، بل تطبيق القانون عليه، واستسلامه مع مسلحيه.

واستمر الجيش، واقتحم مربع الأسير فحوّله حطامًا، فاستسلم له عشرات من أنصار الشيخ، بعد مقتل نحو 20 منهم في المعركة، كما أوقف الجيش 60 من المسلحين المتورطين في إطلاق النار على أفراده. لكن تبين له أن الأسير فرّ إلى جهة مجهولة مع عائلته والمغني التائب فضل شاكر. وأتت المعلومات ترجح أن يكون الأسير غادر حصنه في العاشرة من صباح الاثنين، منتقلًا إلى طرابلس.

وفي تقارير أخرى، ورد أن آخر اتصال رصده الجيش للأسير كان بعيد الثانية من فجر الاثنين، إذ حادث أنصاره عبر جهاز لاسلكي من خارج المجمع، يحضهم على الصمود، ويعدهم بالنصر وبمفاجآت يعدها للجيش. إلا أنه انتقل حينها عبر أنفاق تصل جامع بلال بن رباح ببناء مجاور، ليدخل حي التعمير في مخيم عين الحلوة، تنفيذًا لخطة هروب محضرة سلفًا.

في سوريا؟

بعد عين الحلوة، قالت الأقاويل إن الشيخ الأسير طار من لبنان وحط في سوريا، حيث يعد العدة لتأليف الجيش اللبناني الحر. غير أن المحليين يجمعون على أن هذه الأقاويل إنما تهدف إلى تمويه الحقيقة، ليتسنى للأسير التحرك والخروج من لبنان.

وفي هذا الإطار، وضع هؤلاء المحللون إعلان المعارض السوري بسام الدادا أن الأسير في سوريا وفي حماية الجيش الحر، ورفضه الإفصاح عن تفاصيل دخول الأسير إلى سوريا أو المنطقة المتواجد فيها، حفاظًا على أمنه، وتوقعه أن يُشكل الأسير الجيش اللبناني الحر.

وقال الدادا: quot;تشكيل هذا الجيش حق طبيعي للأسير، فلبنان محتل من قبل حزب اللهquot;.

وأوضح الدادا أن الجيش السوري الحر عرض على الأسير مدّه بنحو 100 مقاتل لتأمين حمايته في لبنان، لكنّه رفض العرض. غير أن لؤي المقداد، المنسق السياسي والإعلامي في الجيش السوري الحر نفى أي علاقة لبسام الدادا بالجيش الحر، مؤكدًا أنه لا ينطق باسمه. كما نفى المقداد أن يكون الأسير في عهدة الجيش الحر. ووضع ما حصل في صيدا في خانة الفتنة التي يريدها بشار الأسد، quot;وأدعو الشعب اللبناني الا ينجر إليهاquot;.