يحاول الجيش السوري وحزب الله الدخول إلى أحياء حمص الواقعة تحت سيطرة المعارضة، لكنهما فشلا لليوم الثالث على التوالي، على الرغم من القصف العنيف والمعارك الطاحنة. كما تدور معارك ضارية في العاصمة وريفها.


بيروت: حين أعلن الجيش السوري إطلاق عملية عاصفة الشمال، توجهت كل الأنظار إلى حلب، حيث كانت الحشود المتقابلة تعزز قواها. إلا أنه يبدو أن عاصفة الشمال كانت تستهدف حمص وريفها. فلليوم الثالث على التوالي، يتصدى الثوار السوريون لمحاولات القوات النظامية، المعززة بعناصر من حزب الله، اقتحام احياء حمصية تسيطر عليها قوات المعارضة في وسط مدينة حمص، على ما أعلنه المرصد السوري لحقوق الانسان. فالاشتباكات في أحياء حمص المحاصرة طاحنة، تدور من بيت إلى بيت.

وأبلغ رامي عبد الرحمن، مدير المرصد، وكالة الصحافة الفرنسية أن القصف العنيف يتواصل على حي الخالدية وأحياء حمص القديمة، أي الاحياء الواقعة تحت سيطرة الكتائب المقاتلة في حمص، مؤكدًا أن القوات النظامية لم تحقق أي تقدم على الارض، ولم تتمكن من الدخول إلى أي منطقة جديدة.

كما أفاد بأن 32 عنصرًا من القوات النظامية ومن جيش الدفاع الوطني الموالي لها قتلوا خلال يومين، وبأن حزب الله يشارك في المعارك على جبهة الخالدية، ويتخذ من حي الزهراء، ذي الغالبية العلوية في حمص، قاعدة خلفية له.

لا يتوقف في حمص

من جانبه، أفاد الناشط يزن الحمصي وكالة الصحافة الفرنسية بأن النظام السوري يحاول اقتحام الاحياء المحاصرة من أربعة محاور، quot;فالقصف أقل من الايام الماضية، لكنه لا يتوقف، والمدنيون في هذه الاحياء اعتادوا القصف الذي لم يتوقف منذ اكثر من سنة، وهم يقيمون في الأقبية منذ اشهرquot;.

وبث ناشطون سوريون أشرطة فيديو على موقع يوتيوب تظهر دمارًا هائلًا في وسط المدينة، في محيط مسجد خالد بن الوليد، الذي تبدو عليه ثغرات واسعة وآثار قصف مدفعي، بينما سويت ابنية من حوله بالأرض، وبدت المنطقة خالية من المدنيين، نتيجة حملات القصف المتكررة والاشتباكات في المدينة.

وتعتبر حمص نقطة لقاء استراتيجية بالنسبة إلى النظام، فهي تربط بين دمشق والساحل حيث العمق العلوي المهم بالنسبة الى نظام الرئيس بشار الاسد. وقد ساهمت المدينة في تحويل الثورة السورية إلى ثورة مسلحة، بعدما شهدت معركة دامية في حي بابا عمرو، سقط على إثرها في أيدي القوات النظامية، في شباط (فبراير) 2012.

ضارية في دمشق

أما في دمشق وريفها، فالاشتباكات ضارية والقصف عنيف منذ ساعات الصباح الأولى، خصوصًا على حاجز الكباس، وهو الأكبر ويفصل الغوطة الشرقية عن دمشق. كما تدور اشتباكات عنيفة في المرجة في الغوطة الشرقية، حيث تسمع انفجارات قوية تهز المحيط. وتدور اشتباكات طاحنة أيضًا في السيدة زينب، بين الجيش الحر وعناصر لواء أبوالفضل العباس، وجلهم من الشيعة العراقيين الذين قدموا للقتال إلى جانب نظام الأسد.

وتعرضت خان الشيخ منذ الصباح لقصف عنيف بمدفعية الهاون وراجمات الصواريخ، في وقت تتعرض فيه بلدة شبعا لقصف عنيف بمدفعية الدبابات. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن اشتباكات عنيفة جدًا تحتدم في محيط مطار الطبقة العسكري، يترافق مع قصف عنيف من مدفعية وطائرات النظام على أطراف مدينة الطبقة.

وأضافت الهيئة أن الجيش السوري الحر دمر رتلًا متجهًا من اللواء 93 إلى الفرقة 17 بشكل كامل، أسفر عن مقتل عدد كبير من جنود النظام، وفرار آخرين، والاستيلاء على دبابة ومدفع مضاد للطيران.