طلب لبنان من الاتحاد الأوروبي عدم إدراج حزب اللهعلى لائحة المنظمات الإرهايبة، وهو قرار أُجّل من الأمس إلى الاثنين المقبل، بسبب العجز الأوروبي عن تأمين الإجماع على القرار.


لوانا خوري من بيروت: يتوقع أن يقرر وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي الاثنين ما إذا كانوا سيدرجون الذراع العسكرية لحزب الله على لائحة المنظمات الإرهابية أم لا، وفق ما أعلنت مصادر دبلوماسية أمس الخميس.

وفشل اجتماعٌ لسفراء الاتحاد الأوروبي في التوصل إلى اتفاق في هذا الشأن، لأن عددًا صغيرًا من الدول الأعضاء بقي على معارضته، كما أعلن دبلوماسي أوروبي رفض الكشف عن هويته. وقال هذا المصدر إن الوزراء سيبحثون الموضوع الاثنين المقبل، في إشارة إلى محادثات متوقعة في بروكسل بين وزراء خارجية الدول الـ 28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

الجدير بالذكر أن المطلوب هو الإجماع في قرار إدراج حزب الله على اللائحة، التي تضم حوالى 12 شخصًا ومجموعة، بينها حركة حماس الفلسطينية، والقوات الثورية المسلحة في كولومبيا (فارك).

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر دبلوماسي آخر قوله إن أيرلندا ومالطا ترفضان إدراج حزب الله على اللائحة، ويبدو أن النمسا أسقطت اعتراضها تحت ضغط بريطانيا وفرنسا وهولندا. وبقيت مواقف جمهورية تشيكيا، التي غيرت حكومتها، وسلوفاكيا غير واضحة. أضاف المصدر: quot;نحن نقترب من التوافقquot;.

لبنان لا يريد
طلب لبنان من الاتحاد الأوروبي عدم إدراج الجناح العسكري لحزب الله على لائحة المنظمات الإرهابية. وجاء في بيان صادر من رئاسة الجمهورية اللبنانية: quot;تقرر تكليف وزير الخارجية والمغتربين الطلب إلى ممثل لبنان لدى الاتحاد الأوروبي وإبلاغ المفوضية العامة للاتحاد والدول الأعضاء فيه طلب الحكومة اللبنانية عدم إدراج حزب الله، وهو مكون أساسي من مكونات المجتمع اللبناني، على لائحة الإرهاب، خصوصًا إذا ما اتخذ القرار بصورة متسرعة ومن دون الاستناد إلى أدلّة موضوعية ودامغةquot;.

ويحظى هذا الحزب، الحليف لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، بتأييد واسع في أوساط الطائفة الشيعية، التي تعد من المجموعات الدينية الأساسية في لبنان، حيث التركيبة سياسية وطائفية هشّة. كما يتمثل الحزب في وزيرين في الحكومة اللبنانية المستقيلة، التي رئسها نجيب ميقاتي، ويتمتع بكتلة برلمانية وازنة.

خشية على اليونيفيل
وكانت الولايات المتحدة وإسرائيل قد طالبتا الاتحاد الأوروبي منذ فترة طويلة باتخاذ هذه الخطوة. وقدمت بريطانيا إلى نظرائها الأوروبيين طلبًا في هذا الشأن في أيار (مايو) الماضي، متذرعة بالتورّط المتزايد لحزب الله في المعارك في سوريا إلى جانب القوات النظامية.

ولاتزال النمسا وجمهورية تشيكيا وايرلندا ومالطا وسلوفاكيا متحفظة على هذه الخطوة بشكل أساسي، إذ تعتبر أن الإقدام عليها قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في لبنان، حيث للحزب تأثير واسع. كما تخشى هذه الدول أن تشجّع الخطوة على حصول هجمات على قوة الأمم المتحدة المنتشرة في جنوب لبنان - يونيفيل، نقطة الثقل الأساسية للحزب ذي الترسانة العسكرية الضخمة.

وقامت بريطانيا وهولندا بإدراج حزب الله على قائمتي بلديهما للمنظمات الإرهابية. واعتبرت هولندا أن جميع مكونات حزب الله إرهابية، في حين أن بريطانيا اكتفت بالجناح العسكري للحزب.

وأعلنت السلطات البلغارية في حزيران (يونيو) الماضي أن ليس لديها أدلة دامغة، وإنما مؤشرات غير مباشرة إلى تورّط حزب الله في الاعتداء الذي وقع في الثامن عشر من تموز (يوليو) 2012 في مطار بورغاس البلغاري، وأوقع ستة قتلى، هم خمسة سيّاح إسرائيليين وسائق الحافلة التي استهدفها الانفجار.