فشلت الغارة الاسرائيلية التي نفذت في مطلع هذا الشهر على مستودع للصواريخ السورية المضادة للسفن من طراز ياخونت، بتحقيق هدفها حيث أكدت معلومات أميركية أن النظام السوري نجح بإخراج عدد من الصواريخ قبل تنفيذ الغارة، ما يرجّح تنفيذ ضربات أخرى.



بيروت: تشير معلومات الاستخبارات الاميركية إلى أن الهجوم الذي نفّذته إسرائيل على مستودع للصواريخ السورية المضادة للسفن من طراز ياخونت في مطلع هذا الشهر، لم ينجح في تدمير جميع الصواريخ وبالتالي فمن المتوقع أن تشن إسرائيل غارات أخرى.
تدبيرات مسبقة
قال مسؤولون اميركيون إن الغارة الاسرائيلية دمرت المستودع السوري قرب اللاذقية، لكن عدداً من الصواريخ كانت قد أخرجت منه قبل تنفيذ الغارة ونقلت إلى مكان آخر.
واشارت صحيفة الـ quot;نيويورك تايمزquot; الأميركية إلى أن السلطات السورية حاولت التعتيم على هذه الحقيقة من خلال إضرام النار في منصات الاطلاق والعربات التي كانت موجودة في المستودع لتعطي انطباعاً وكأن الغارة أدت الى انفجار هائل أسفر عن تدمير جميع الصواريخ، لكن الواقع يخالف ذلك.
وكشف المسؤولون الاميركيون عن تفاصيل أخرى تتعلق بطريقة تنفيذ الغارة، فقالوا إن الطائرات الاسرائيلية كانت تحلق فوق البحر الابيض المتوسط وأطلقت صواريخ على المستودع من دون أن تدخل المجال الجوي السوري ويتم كشفها بواسطة الرادارات. وتقول مصادر أخرى إن طريقة تنفيذ الهجوم والمسار الذي تبعته الصواريخ يشير إلى ان الهجوم تم بواسطة غواصة إسرائيلية.
ترجيحات
فشل الضربة الجوية بتدمير كافة الصواريخ المضادة للسفن الروسية الصنع التي كانت تستهدفها، يعني أن إسرائيل قد تشن مزيداً من الضربات، وفقاً لترجيحات المسؤولين والمراقبين.
يشار إلى أن إسرائيل لم تعلن مسؤوليتها عن الهجوم الذي وقع في 5 تموز الماضي بالقرب من اللاذقية لتدمير الصواريخ التي باعتها روسيا إلى سوريا. وأكد محللون أن بعضاً من صواريخ ياخونت تم فصلها عن منصات الإطلاق وتحريكها من المخزن قبل الهجوم.
ونقلت الصحيفة عن المسؤولين الإسرائيليين قولهم إن تل أبيب لا تنوي دخول الحرب الأهلية في سوريا، إلا أنها مستعدة لمنع الأسلحة التكنولوجية المعقدة من أن تنتهي بيد حزب الله الذي انضم لدعم الرئيس السوري بشار الأسد وسيطر على مخزن الصواريخ.
هناك عوامل أخرى قد تؤدي إلى رد عسكري من جانب إسرائيل، لا سيما مسألة استمرار تدفق الأسلحة إلى حكومة الأسد.
ويقول مسؤولون أميركيون إن روسيا أرسلت مؤخراً صواريخ SA-26 المضادة للطائرات الى سوريا، ويعتقد أيضاً أنها كانت ترسل خبراء فنيين للمساعدة على تثبيتها وتدريب السوريين على استخدامها.
وسلّم الروس مؤخراً اثنين من مروحيات Mi-24 إلى القاعدة البحرية الروسية في طرطوس، لاستخدامها من قبل الجيش السوري. كما أن المسؤولين في الكرملين يصرون على ان هذه الخطوات هي جزء من تنفيذ عقود الأسلحة القديمة بين البلدين.
وقال عدد من المسؤولين الأميركيين إن نقل صواريخ quot;ياخونتquot; إلى حزب الله بواسطة سوريا سينتهك quot;اتفاق المستخدم النهائيquot; الذي يقضي بعدم تقديم الصواريخ الروسية لطرف ثالث، معتبرين أن هذه الصواريخ تشكل تهديداً خطيراً للسفن الاميركية والإسرائيلية.

اسلحة ايران تقلق اسرائيل
شحنات الأسلحة الإيرانية إلى سوريا تشكل أيضاً مصدر قلق بالنسبة إلى الإسرائيليين، ففي أيار (مايو) الماضي، شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارات جوية استهدفت، من بين أمور أخرى، شحنة من صواريخ فاتح-110 وهي صواريخ أرض أرض نقالة قدمتها إيران ونقلت جواً إلى دمشق على متن طائرات النقل التي مرت من خلال المجال الجوي العراقي.
ويتخوف الاسرائيليون من أن هذه الصواريخ قد تقع في أيدي حزب الله، وتجعلها قادرة على ضرب تل أبيب وجزء كبير من إسرائيل انطلاقاً من جنوب لبنان.
يشار إلى أن إيران أرسلت أفراداً من قوة القدس شبه العسكرية إلى سوريا، تحت إشراف اللواء حسين الحمداني، وهو ضابط كبير مسؤول عن العمليات في سوريا يشرف على شحنات الأسلحة الإيرانية إلى حزب الله، وفقاً لمسؤولين في الاستخبارات الأميركية.
وأضاف المسؤولون ان quot;الشيخ صلاحquot; يشرف على عمليات حزب الله للحصول على هذه الأسلحة، وهو أحد كبار المسؤولين عن عمليات هذه الجماعة في لبنان.
ويقول المسؤولون إن إيران تضغط أيضاً على شيعة العراق للانضمام الى القتال في سوريا لدعم حكومة الأسد، مشيرين إلى أن هذا يشمل نحو 200 مقاتل من فيلق بدر، المجموعة العراقية التي دعمتها ايران خلال الحرب الايرانية الطويلة ضد صدام حسين.