أفادت مصادر خاصة لـquot;إيلافquot; بأن الائتلاف السوري والمجلس الوطني الكردي جادان في وقف الاشتباكات الدائرة بين كتائب الجيش الحر والاسلاميين ومسلحي حزب الاتحاد الكردي، بينما أكد ناشطون أكراد أن تقسيم سوريا خط أحمر.


علمت quot;إيلافquot; من مصادر خاصة أن عناصر من الجيش السوري الحر وأعضاء في الائتلاف الوطني السوري المعارض ووفدا من المجلس الوطني الكردي اجتمعوا اليوم الاثنين في غازي عنتاب، على الحدود التركية السورية، للتوصل إلى وقف الاشتباكات بين قوات حزب العمال الديمقراطي الكردي وكتائب الجيش الحر في شمال وشرق سوريا.

وكان أحمد الجربا، رئيس الائتلاف، وأعضاء في الهيئة السياسية للائتلاف اجتمعوا مع وفد من المجلس الوطني الكردي ضمّ عبد الحميد درويش، سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، وناشطين أكراد في اسطنبول.

وتحدث الجانبان عن ضرورة وقف الاشتباكات اعتمادًا على خمس نقاط، بينها وقف عملية التحريض الاعلامي بين الطرفين، والافراج عن المعتقلين من جانب الجيش الحر والاتحاد الديمقراطي، وعودة المهجرين إلى مناطقهم، وعودة كل طرف إلى مواقعه ما قبل الاقتتال، ونشر قوات من الجيش الحر في المنطقة الفاصلة بين الطرفين، وتشكيل لجنتين من الطرفين لضمان تنفيذ النقاط كلها.

وقال صالح كدو، الناطق الرسمي باسم لجنة العلاقات الوطنية و الخارجية للمجلس الوطني الكردي: quot;تم التأكيد على وقف إطلاق النار بين الطرفين المتنازعين، من خلال تشكيل لجنتين من كل طرف للتحاور، وبإشراف لجنة مشتركة من الهيئة العليا الكردية والائتلاف لفك الحصار وإطلاق سراح المحتجزين وفتح طاولة حوار وفتح كل الملفات للوصول إلى الاتفاق وعدم تكرار أي اشتباك أو توتر في المناطق الكرديةquot;.

زيارة فاشلة لتركيا

تعتبر بعض الاطراف الكردية التي تحدثت إلى quot;إيلافquot; أن استمرار القتال بين الطرفين نتج من فشل الزيارة التي قام بها صالح مسلم، رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، إلى تركيا، فيما تعتبر أطراف كردية على الضفة المقابلة انه من المبكر لمس نتائج هذه الزيارة، خصوصًا انه من المنتظر أن يكون هناك زيارات أخرى.

هذا وامتدت الاشتباكات بين الجيش الحر وجبهة النصرة وكتائب دولة العراق والشام إلى قرية القناية، التي تقع جنوبي ناحية الشيوخ. وأسفر هجوم كتائب الجيش الحر عن سقوط ضحايا بين الطرفين. وكان اخر هجوم تم اعلانه على احد حواجز قوات الاتحاد الكردي أدى إلى جرح ثلاثة من وحدات الحماية الشعبية، ثم وقع اشتباك آخر الأحد أدى إلى مقتل ثلاثة عناصر من جبهة النصرة ودولة العراق والشام الاسلامية.

سابقة لأوانها

وبين الوساطات والتهجير من المناطق الكردية، يعتبر نشطاء أكراد أن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي أخطأ عندما طرح موضوع الادارة الذاتية للمناطق الكردية. ويؤكد ميداس ازيزي، المتحدث الرسمي باسم اللقاء الوطني الديمقراطي في سوريا، في تصريح لـquot;ايلافquot;، أن قرار الادارة الذاتية للمناطق الكردية قرار منفرد وسابق لأوانه، ولم يتم التشاور حوله بين الاطراف الكردية والعربية، محملًا جميع الاطراف، بما فيها الائتلاف الوطني والمجلس الوطني الكردي، مسؤولية تأخرهما في التواصل وحل المسائل العالقة.

ودعا الدكتور ناظم عيسى، عضو اللقاء الديمقراطي، في تصريح مماثل إلى جلوس الاطراف جميعًا للوصول إلى تفاهمات مشتركة للقضايا الرئيسة. وكان واضحًا في تصريحات أعضاء اللقاء الوطني لـquot;ايلافquot; اعتبارهم تقسيم سوريا خطًا أحمر، ووجوب عدم وصول الثورة إلى منحى صراع كردي عربي لأنها ليست كذلك، ولا بد من اعادة الثورة إلى مسارها الأصلي. واختتم الدكتور سليمان أيو، عضو اللقاء الديمقراطي، قائلًا إن حل القضية الكردية لا يرتبط باقامة ادارة ذاتية في المناطق الكردية بل بتفاعل الحراك الكردي مع ما يجري في سوريا وبالحوار البناء.

النظام مع الاتحاد الكردي

يقف اعلام النظام مع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، إذ تؤكد جريدة الوطن الموالية للنظام أن جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام، وهما واجهتا القاعدة في حلب، سارعتا إلى إعلان الحرب ضد الأكراد السوريين في مناطق عدة من حلب، تنفيذًا لأوامر مموليهم، وانتقامًا لهزيمتهم النكراء شمال شرق سوريا في أكثر من موقع، وفي المقدمة رأس العين.

وتؤكد الصحيفة عزم جناحي تنظيم القاعدة التكفيريين فيها على تصفية التنظيمات الكردية المسلحة ومحاصرة السكان استعدادًا لبسط نفوذها على مناطقهم وضمها لدولتهم الإسلامية المنشودة والمزعومة، quot;وبعد حصار مدينة عفرين وقراها شمال حلب على الشريط الحدودي مع تركيا منذ شهرين، نقلت النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام المعركة إلى شرق حلب الأربعاء الماضي، فاحتلت بلدة تل عرن قرب مدينة السفيرة وأسرت200 من مدنييها كرهائن إثر اشتباكات عنيفة مع وحدات الحماية الشعبية التابعة لحزب الاتحاد وحاصرت بلدة تل حاصل القريبة منهاquot;.

واعتبرت صحيفة الوطن أن اسباب ذلك هي رفض حزب الاتحاد الديمقراطي الانخراط في الصراع الدائر لتحييد وتجنيب السكان ويلات المعارك، عدا عن أهمية البلدتين الحيوية لوقوعهما بالقرب من معامل الدفاع ومركز البحوث العلمية، حيث تلقت القاعدة ضربات موجعة على يد الجيش العربي السوري.