بيروت: يواصل المقاتلون الاكراد تقدمهم في شمال سوريا اليوم الثلاثاء حيث سيطروا على عدد من القرى بعد طرد مقاتلين جهاديين منها، في وقت تسود حالة من انعدام الثقة بين العرب والاكراد في المناطق التي تشهد مواجهات مسلحة بين الطرفين.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بريد الكتروني ان quot;الاشتباكات مستمرة بين مقاتلين من وحدات حماية الشعب (التابعة لحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي) ولواء جبهة الاكراد (التابع للجيش السوري الحر) من طرف ومقاتلين من الدولة الاسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة وكتائب اخرى مقاتلة من طرف آخر في قرية اليابسة في محيط مدينة تل ابيض واطراف المدينةquot; في محافظة الرقة (شمال).

واشار الى ان quot;لواء جبهة الاكراد أسر امير جبهة النصرة في قرية جلبة المعروف باسم ابو رعد وعددا من عناصر الجبهةquot;.

وكان المقاتلون الاكراد سيطروا على قرى كور حسو وعطوان وسارج وخربة علو الى غرب تل ابيض. كما سيطروا على قرى كندار وسوسك وتل أخضر وتل فندر والكرحسات في المنطقة نفسها القريبة من بلدة كوباني ذات الغالبية الكردية. علما ان معظم هذه القرى مختلطة بين عرب واكراد.

في محافظة الحسكة (شمال شرق)، تستمر الاشتباكات لليوم السابع على التوالي في منطقة جل آغا بين مقاتلي وحدات حماية الشعب والمقاتلين الاسلاميين المتطرفين، بحسب المرصد الذي اشار الى سيطرة المقاتلين الاكراد مساء أمس على كازية الشيخ ومزرعة كلمي اللتين كان يتمركز فيهما مقاتلون من الدولة الاسلامية في المنطقة.

واندلعت المعارك بين الطرفين في مدينة راس العين الحدودية مع تركيا التي تمكن الاكراد من اخراج مقاتلي الدولة الاسلامية والنصرة منها، قبل ان تتوسع الى مناطق اخرى. وقد حصدت حتى اليوم سبعين قتيلا في صفوف الطرفين.

واشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن الى ان انتشار المعارك يترافق مع quot;اتساع الهوة بين السكان الاكراد والعرب في هذه المناطقquot;.

وقال quot;المعركة تتحول من قتال بين وحدات حماية الشعب والجهاديين الى صراع بين الاكراد والعربquot;.

وقال الناشط الكردي هفيدار لفرانس برس عبر سكايب quot;منذ البداية لم تكن الثقة قائمة على الصعيد السياسي بين الطرفين منذ بداية الثورةquot;.

واضاف quot;نحن وقفنا الى جانب الثورة، الا ان المعارضة السورية للاسف لم تتوقف عن ممارسة الالاعيب مع الاكراد وقامت بتهميشهم. ونتيجة ذلك اليوم انقسام واضحquot;.

ويتهم بعض اطراف المعارضة السورية شريحة من الاكراد لا سيما حزب الاتحاد بالتنسيق مع النظام. ولم تنجح المفاوضات بين الاطراف الكردية والائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية في ضم الاحزاب الكردية الاساسية الى الائتلاف.

وعانى الاكراد قبل بدء الانتفاضة ضد النظام السوري في منتصف آذار/مارس 2011 من عقود من التهميش والظلم.

وانسحبت قوات نظام الرئيس بشار الاسد من المناطق الكردية في شمال البلاد في منتصف العام 2012. وادرجت خطة الانسحاب هذه في اطار رغبة النظام باستخدام قواته في معاركه ضد مجموعات المعارضة المسلحة في مناطق اخرى من البلاد، وتشجيعا للأكراد على عدم الوقوف الى جانب المعارضين.

وحاول الاكراد خلال فترة النزاع ابقاء مناطقهم في منأى من العمليات العسكرية والاحتفاظ فيها بنوع من quot;الحكم الذاتيquot;.

ويشكل الاكراد نسبة 15 في المئة من سكان سوريا.

وافاد مسؤولون اكراد وكالة فرانس برس ان هناك توجها لتشكيل حكومة مستقلة لإدارة مناطق وجودهم في شمال سوريا. وقال سكرتير حزب الاتحاد الديموقراطي صالح مسلم ان الازمة quot;لا نهاية لها قريبة في الافاق ولهذا نحن محتاجون داخل المجتمع في غرب كردستان (...) لتشكيل ادارة ذاتية ديموقراطيةquot;.

وتشير عبارة غرب كردستان الى المناطق ذات الغالبية الكردية في شمال سوريا، لا سيما محافظة الحسكة (شمال شرق) وبعض مناطق حلب.