يتوقع وزير الداخلية اللبناني استمرار حلقات التفجير الارهابية في لبنان، معلنًا سرقة 550 سيارة، يفخخ 10 بالمئة منها لتفجيره في المناطق اللبنانية.

بيروت: لم يعد دخول لبنان في مستنقع الإرهاب مجرد تحليل ينطلق من افتراضات، بل تحوّل واقعًا مُعاشًا يُترجم بشكل شبه يومي متنقل بين مناطق لا تزال في معظمها تتركز حيث نفوذ حزب الله، وتتبناها جبهة النصرة التي وضعت نفسها في مواجهة مفتوحة مع الحزب على خلفية انغماسه في الحرب السورية.

الواضح أن الأمور لا تزال في بداياتها، إن من حيث الاستهدافات أو لناحية آليات التنفيذ. فالمحللون يرون أن الأهداف، باستثناء السفارة الإيرانية، تقتصر على مناطق مدنية، ويُجمعون على أن الأمور مرجّحة للاستمرار بوتيرتها الحالية، وربما التصاعد كمًا ونوعًا.

وزير الداخلية اللبناني، مروان شربل، توقع استمرار مسلسل التفجيرات، لافتًا إلى أن ما يحصل على الأراضي اللبنانية سببه الحرب في سوريا. وتوقعت أجهزة الاستخبارات الاميركية استمرار العنف بين اللبنانيين في العام 2014، وكذلك الهجمات الارهابية من المتطرفين السنّة وحزب الله الذي يستهدف كل منهما مصالح الآخر.

550 سيارة

كشف شربل أن عدد السيارت المسروقة خلال الأشهر السبعة الأخيرة بلغ 550 سيارة، لافتًا إلى أن نحو 10 بالمئة من هذا العدد، وخصوصًا سيارات الدفع الرباعي، يُرسل إلى سوريا للتفخيخ ويعاد إلى لبنان.

ورأى شربل، في تصريحات مختلفة بعد التفجير الانتحاري في منطقة الشويفات، أن سيارات الدفع الرباعي هي القادرة على عبور الطرق والمسالك غير الشرعية بين لبنان وسوريا، موضحًا أنها المفضلة لدى الفاعلين. وطلب من المواطنين التنسيق مع الأجهزة الأمنية وأن يكونوا عينًا ساهرة من خلال التواصل مع القوى الأمنية للتبليغ عن أي سيارات مشتبهة.

في هذا المجال، تشير معلومات متناقلة في بيروت إلى أن مجموعات من جبهة النصرة جُنّدت لإدخال سيارات مفخخة وانتحاريين إلى لبنان. وبيّنت أن الأجهزة الأمنية كوّنت خريطة لمناطق دخول هذه السيارات إلى لبنان، وعززت إجراءاتها وشددت المراقبة على الطرق التي يمكن سلوكها، وخصوصًا الطرقات العامة.

ويؤكد شربل صعوبة الحد من العمليات الانتحارية، لأن المنفذ قادر على تفجير نفسه في أي مكان وفي أي وقت، مشددًا على أن الخطط الأمنية العادية لا تجدي مع هذه العمليات.

تقرير أميركي

أفاد التقرير السنوي الذي قدمه مدير الاستخبارات الوطنية جيمس كلابر إلى مجلس الشيوخ، وعنوانه quot;تقويم اجهزة الاستخبارات الاميركية للاخطار في العالمquot;، بأن النزاع في سوريا هو المحرك الرئيس للاضطرابات المذهبية والهجمات الارهابية في لبنان. وحذّر التقرير من ان ازدياد وتيرة العنف وحدته في لبنان قد ينفجر ويؤدي إلى قتال مستمر وأوسع.

وتطرق التقرير إلى الهجمات التي شنها المتطرفون السنّة في بيروت في 2013 وبداية 2014 في المناطق التي فيها غالبية شيعية، مثل الضاحية الجنوبية، والتي ادت إلى مقتل 75 شخصًا وجرح اكثر من 500. ووفق الاستخبارات الاميركية، فإن سوريا تحوّلت مقرًا للتنظيمات المتطرفة المستقلة، أو تلك التي تتعامل مع القاعدة، حيث تتولى تجنيد الارهابيين وتدريبهم وquot;من المحتمل ان يشن بعضهم هجمات خارجيةquot;.

ولاحظ التقرير أن الاشتباكات بين السنة والشيعة تتصاعد أكثر في سوريا وتنتقل إلى الدول المجاورة، الامر الذي يزيد احتمالات نزاع مستمر. وأفاد التقرير بأن حزب الله زاد نشاطاته الارهابية الدولية في السنوات الاخيرة إلى مستويات غير مسبوقة منذ تسعينات القرن الماضي.

الحرب المفتوحة

في إطار الحرب المفتوحة بين حزب الله وجبهة النصرة، تبنت الجبهة في بيان نشرته على حساب تابع للقاعدة على موقع تويتر تفجير الشويفات، وأعلنت استهداف باص لنقل الركاب على حاجز تابع للحزب.

وأضاف البيان: quot;مع استمرار جرائم حزب إيران بحق أهلنا المستضعفين في شامنا الحبيب، وإصراره على إرسال المزيد من مرتزقته لقتل الشعب السوري، ما كان منّا إلا العمل على إيقاف مذابحه، والردّ بالمثل في عقر داره لكي يضطر إلى إعادة حساباتهquot;.

ووفق البيان، فإن العملية استهدفت باصًا ينقل 30 راكبًا، تم تفجيره امام احد حواجز مَن وصفه بـquot;حزب الاتquot;، مؤكدًا مقتل جميع الركاب و10 عناصر من الحزب كانوا عند الحاجز، quot;خلافًا لما اعلنه الاعلام الشيعي الكاذب كقناة المنارquot;.