بيروت: اعلنت السلطات اللبنانية تعرفها إلى هوية الانتحاريين المفترضين، اللذين نفذا التفجيرين امام السفارة الايرانية في بيروت، في وقت اكد مقربون منهما انهما من انصار الشيخ السني السلفي احمد الاسير المناهض لايران وسوريا.

والهجوم المزدوج، الذي استهدف السفارة الايرانية الثلاثاء، واوقع 25 قتيلًا وعشرات الجرحى، تم تبنيه من جانب مجموعة مرتبطة بتنظيم القاعدة، كتائب عبد الله عزام، التي اكدت انها قامت بالهجوم ردًا على مشاركة حزب الله اللبناني الشيعي في القتال الى جانب نظام الرئيس السوري بشار الاسد. وكان ذلك اول هجوم على المصالح الايرانية منذ اندلاع النزاع في سوريا، والذي تدعم فيه طهران نظام بشار الاسد.

واكد مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية في لبنان القاضي صقر صقر السبت انه تم التعرف إلى هوية احد الانتحاريين اللذين نفذا التفجيرين امام السفارة الايرانية في بيروت، اثر اجراء فحوصات الحمض النووي الريبي، كما نقلت عنه الوكالة الوطنية للاعلام (رسمية).

وقال القاضي صقر ان quot;فحص الحمض النووي، الذي اجري على عدنان ابو ضهر، تطابق مع الاشلاء التي وجدت في مكان الانفجار، والعائدة إلى معين ابو ضهر (نجله) احد الانتحاريينquot;. واشار الى ان التحقيقات متواصلة باشرافه توصلًا الى كشف كل الملابسات.

واكد الجيش اللبناني ايضا في بيان السبت ان معين ابو ضهر، المتحدر من مدينة صيدا كبرى مدن جنوب لبنان، حيث الغالبية السنية، هو احد الانتحاريين اللذين نفذا الاعتداء المزدوج الثلاثاء، واللذين اوقعا 25 قتيلًا وعشرات الجرحى. وصدر من مديرية التوجيه بيان جاء فيه انه تبين بنتيجة فحوصات الحمض النووي الريبي quot;انها عائدة إلى المدعو معين عدنان أبو ضهر، وهو منفذ أحد التفجيرين، اللذين حصلا في محلة الجناح - بئر حسن بتاريخ 19/11/2013quot;.

ومساء السبت، اكد الجيش اللبناني في بيان انه بنتيجة فحوص الحمض النووي، تبين ان الانتحاري الثاني هو المدعو عدنان موسى المحمد، فلسطيني مقيم في لبنان. ونشرت على صفحة الانتحاري ابو ضهر على فايسبوك صورة له وهو ملتح، ظهر فيها تأثره بفكر تنظيم القاعدة واحمد الأسير، الشيخ السني السلفي المعارض للنظام السوري ولحلفائه، مثل ايران وحزب الله اللبناني الشيعي.

والشيخ الاسير متوار عن الانظار منذ الاحداث الدامية، التي دارت بين انصاره والجيش اللبناني في منطقة عبرا في مدينة صيدا في نهاية حزيران/يونيو. وعلى صفحة فايسبوك توعد معين بـquot;الانتقامquot; لما حصل. وفي صيدا، تمركزت دبابتان للجيش عند مدخل الحي الذي كان يقطنه الشاب، وكانت الصدمة بادية على وجوه الجيران، ورفض افراد عائلته التحدث الى الصحافيين.

وقال احمد اليمن الرجل الخمسيني، الذي يقيم في البناية المقابلة التي يقطنها معين ابو ضهر، لوكالة فرانس برس، ان آخر مرة رأى فيها معين quot;كان منذ حوالى الشهرينquot;. ويضيف ان quot;معين كان شابا خلوقا ومهذبا لطالما كان يدعوني الى الصلاة، ولكنني لم أكن أتوقع أن يقوم بمثل هذا الامرquot;.

وقال شاب اخر قدم نفسه على انه احد اصدقائه المقربين لوكالة فرانس برس ايضا quot;عاد معين الى لبنان، وكان من الواضح أنه درس وتعمق في الشريعة والعقيدة الاسلاميةquot;، مضيفا quot;منذ أن جاء من السويد كان يحدثني عن الشهادة، وكان يعتبر أن عائلته غير ملتزمة دينيا. فقد كان يدعوها الى الالتزام بالدين والى الصوم والصلاةquot;.

واضاف ان quot;ما حدث من مشاكل أمنية في صيدا والأحداث الأخيرة مع الأسير أثرت به. لم يتقبل هذا الوضع فقد كان يعتبر أن هناك انتهاكا لحقوق السنة في لبنان، ولطالما تمنى وجود زعيم سني اسلامي ملتزمquot;. وقال ايضا quot;يعتبر معين أن العمل الجهادي كما كان يقول يقوده الى الجنةquot;، واوضح quot;لقد قال لي مرة: سأقوم بشيء، والعالم بأجمعه سيتكلم عني. لم أكن آخذ كلامه على محمل الجدّquot;.

وفي البيسرية على بعد 10 كلم من صيدا، بدت الصدمة ايضا على افراد عائلة الانتحاري الثاني المفترض. وقالت والدته وهي ترتجف انها لا تصدق ان ابنها ارتكب هذه الجريمة المروعة. وروى احد اقربائه ان الناس في القرية ابلغوا والده بان ابنه في صدد المشاركة في تجمعات للشيح الاسير في صيدا. وقال ان الوالد حاول منع ابنه مرارا، لكنه رفض، وغادر المنزل منذ اشهر.