توقّف إجلاء المحاصرين في حمص اليوم إلى الغد بعدما اصطدمت العملية بعوائق لوجستية. وكانت الأمم المتحدة استعدت لإجلاء دفعة جديدة من المدنيين المحاصرين منذ أكثر من عشرين شهرًا في أحياء المدينة.


بيروت: أعلن محافظ حمص، طلال البرازي، تعليق عمليات إجلاء المدنيين وإدخال المساعدات الانسانية إلى حمص اليوم الثلاثاء، بسبب صعوبات لوجستية وفنية. ونقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية قوله: quot;سنستأنف عملية إخراج المدنيين وإدخال المساعدات الغذائية من حمص وإليها صباح غد الأربعاءquot;.

وكانت الأمم المتحدة استعدّت لاجلاء دفعة جديدة من المدنيين المحاصرين منذ أكثر من عشرين شهرًا في احياء في حمص في وسط سوريا، وفقًا لاتفاق تم برعايتها، بين طرفي النزاع بسوريا. وكان يفترض أن تنتهي الهدنة التي أقرها الاتفاق مساء الاحد، لكن تم تمديدها حتى مساء الاربعاء بحسب الامم المتحدة، لإفساح المجال امام خروج المزيد من المدنيين.

وهن كبير

منذ يوم الجمعة الماضي، تم اجلاء نحو 1200 شخص غالبيتهم من الاطفال والنساء والمسنين، من أحياء حمص المحاصرة، بحسب الهلال الاحمر السوري. وتؤشّر كل الصور وأشرطة الفيديو التي التقطت للخارجين إلى إصابتهم بحالة وهن كبير نتيجة الحرمان والجوع الذي عانوا منه منذ اشهر طويلة، بسبب الحصار الذي فرضه النظام السوري عليهم. وقد بدأ تطبيق هدنة بين الطرفين المتقاتلين من أجل إخلاء المحاصرين منذ الجمعة، خرقت مرات عديدة ما اسفر عن مقتل 14 شخصًا.

وقد أقرّت الحكومة السورية باحتجاز بعض الأشخاص الذين أجلوا من حمص الأحد عقب خروجهم. وقال وزير إعلام النظام السوري عمران الزعبي إن 103 متشددين احتجزوا، لكن أطلق سراحهم لاحقًا، لكن تقارير أخرى تفيد بأنهم ما زالوا محتجزين مع أسرهم.

عوائق لوجستية

وقال مسؤول في الهلال الاحمر لوكالة الصحافة الفرنسية اليوم الثلاثاء إن فرق الهلال الاحمر والامم المتحدة ستحاول الوصول إلى عائلات في حي بستان الديوان، حيث توجد عوائق لوجستية، من دون أن يوضح ماهية هذه العوائق، لكن تأجل ذلك إلى الغد.

وبحسب برنامج الأغذية العالمي، تم ادخال 310 حصص غذائية بين الجمعة والاحد لتوزيعها على العائلات، بالاضافة إلى 1,5 طن من الطحين، أي ما يكفي لإطعام 1550 شخصًا على مدى شهر. وكان عدد المحاصرين قبل بدء عمليات الاجلاء يبلغ حوالى ثلاثة آلاف.

من دون جدوى

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن فرنسا ودولًا أخرى ستقدم مشروع قرار للأمم المتحدة يدعو إلى زيادة فرص الحصول على مساعدات إنسانية. وأضاف: quot;نطالب باتخاذ إجراء أقوى بالنسبة إلى المساعدات الإنسانية، وتوصيل الأدوية والإمدادات الغذائية للمدن المحاصرة، وهو أمر شائن أن تكون هناك مناقشات لفترة طويلة بينما يوجد ناس يتضورون جوعًا كل يوم، وسنقدم مشروع قرار إلى الأمم المتحدةquot;.

لكن الصين وروسيا لم تحضرا المناقشات المبدئية لمسودة القرار. وأكد السفير الروسي لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين انه لن يتم تبني هذا القرار، معتبرا انه دون جدوى، quot;بل على العكس سيؤجج التوترات السياسية وسيضرّ بالجهود الانسانية على الارضquot;.