الردح والتشكيك والتشويه بات سمة مميزة لوسائل إعلام البيزنس في مصر هذه الأيام، طال التشويه كل شيء في بلد يتعافى من مرض عضال أنهك الجسد لأكثر من أربع سنوات منذ ثورة 25 يناير 2011، أشعر بغصة في حلقي وأنا أرى أصواتا نشاز، وأقلاما مسمومة في وسائل إعلام مملوكة لرجال أعمال تنهش في الجسد المصري، محطات وصحف تخفض من سقف توقعات المصريين، وتشكك في مشروعات مؤتمر شرم الشيخ، وتتحدث عن تراخ حكومي، وفشل محقق، تطال هذه الحملات الرئيس والحكومة، وشخصيات وطنية تنحاز لمصلحة الدولة عما عداها من مصالح شخصية، تستغل هذه الوسائل موجات إرتفاع الأسعار الحالية لتحقيق مآرب خاصة لترضخ الحكومة لمطالبهم غير المشروعة.

واذا كان المثل يقول (إذا عُرف السبب بطُل العجب) نقول إن حفنة غير قليلة من رجال أعمال زمن مبارك، يرغبون في اشعال حرب إعلامية ضد الرئيس مستغلين غضبه من تأخر حكومة محلب في تنفيذ مشروعات المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ، وتراجع الأداء بشكل ملحوظ، رجال أعمال كونوا ثرواتهم في عصر الفساد العشرين سنة الأخيرة من حكم مبارك، وفجأة وجدوا أنفسهم يفقدون كل المميزات التي كانوا يحصلون عليها في السابق، بعضهم تقدم بطلبات للحصول على أراضي في مشروع العاصمة الإدارية بالقاهرة الجديدة، ومشروعات أخرى بأسعار زهيدة، ورفضت الحكومة طلباتهم، لانها لن تمنحهم أراض بدون ضوابط، فسيطرت عليهم حالة عصبية، وأرادوا الضغط على الرئيس والحكومة مستغلين وسائل إعلامهم الخاصة.

لم يقدم رجال الإعمال شيئا لمصر، حصلوا على الاف الأفدنة من الأراضي بملاليم وباعوها بملايين، واقترضوا أموال المصريين من البنوك، بنوا المدن والمنتجعات، وربحوا المليارات في عهد مبارك، بعضهم حقق ثروات تفوق ثروات أثرياء الخليج، وحين طالبهم الرئيس السيسي بالمساهمة في صندوق (تحيا مصر) عملوا ودن من طين وودن من عجين.

أدركوا أنهم أمام دولة بإدارة مختلفة وقائد من الشعب له رؤية يريد تحقيقها في بلد آن له ان يستيقظ، من هنا بدأت حملات هجوم وتشويه لصورة الرئيس السيسي في وسائل إعلامهم مستغلين أشباه إعلاميين يدعون الوطنية وهم في حقيقة الأمر عبيد لأسيادهم، ولمن يدفع لهم، مصالحهم الشخصية هي الأصل، في البداية كان أشباه الرجال هؤلاء يشيدون بمواقف الرئيس، وقد أنقذ مصر من السقوط في الهاوية، الأمر يختلف اليوم لأنهم يريدون رئيسا على هواهم وهوى أسيادهم، والرئيس قالها من قبل :"ليس لدي فواتير أدفعها لأحد"، رجال الاعمال الفاسدون يطمعون في مكاسب جديدة لن تتاح لهم في عهد السيسي، فقد ولى عهد النهب والفساد دون رجعة، ومهما تحصنوا وراء فضائياتهم التافهة، وبرامجهم البائسة، وصحفهم الباهتة، لن يلووا زراع الرئيس، فضائياتهم تراجعت نسب مشاهدتها، ونجومهم أفلت، والعاملون في قنواتهم يتم تسريحهم بالعشرات، وربما تغلق هذه الفضائيات التي لم تبنى على أسس مهنية أبوبها قريبا لانها غيبت العقل المصري بالبرامج التافهة، والقيم السلبية، وغرقت الناس في فوضى عارمة.

يظن هؤلاء أن الدولة ضعيفة أمام سطوة رأس مالهم وإعلامهم، ويعتقدون أن الضغط قد يفتح الباب لإنقسامات تهدد النسيج المصري، خاب ظنهم، إذ لم يعد أباطرة المال والنفوذ إلى رشدهم ليكون ولائهم للوطن لا للمال وإذ لم يعيد نجوم هذا الزمن الرديء&النظر في أدوارهم المشبوهة، وينحازون بالفعل لا بالكلام للوطن، ويلعبون دورا ايجابيا في بناء العقل المصرى دون القاء الحجارة وقلب الحقائق وإفساد العقل فسينقلب السحر على الساحر، أعتقد أن فاقد الشيء لا يعطيه، والحل الامثل أن تختفي كل هذه الوجوه الكريهه من على الشاشات، وان نسخر اعلامنا للقضايا الأهم الآن ومن بينها الأمن والإستقرار والبناء وسط منطقة مشتعلة حولنا ومن كل اتجاه في الشرق حيث الإرهاب يستهدف الجيش والشرطة منذ الإطاحة بمرسي في 3 يوليو 2012، والغرب حيث الحرب المشتعلة في ليبيا بين حكومة شرعية وجماعات إرهابية تساندها دول عربية واقليمة ودولية منذ الإطاحة بمعمر القذافي اواخر عام 2011، والشمال حيث سوريا الممزقة من جانب جماعات الارهاب على مختلف تصنيفاتها، والجنوب حيث السودان التي باتت اراضيه ملجأ لجماعات الإرهاب والسلاح، في ظل هذه الظروف المحيطة، ألم يئن الوقت لرجال الاعمال والإعلام أن يتخلوا عن سفههم وجهالتهم ويعودا لرشدهم ويتقوا الله في مصر.