أكبر ما يهدد السعودية على المستوى الخارجي هو إيران في اليمن وإيران في سوريا، أما ايران في العراق فتلك قصة أخرى.
على السعودية ان تنتهي سريعا من مشكلة اليمن وسوريا.. وسريعا جدا، خاصة مع تطورات وضعها الداخلي السريع الإيقاع.
بالنسبة لليمن، فإن استمرار أمد الحرب قد يكون لصالح الحوثيين وعلي صالح. ذلك أن الحروب تستتنزف الكبار قبل الصغار. كما ان العالم بدأ يكشر عن بعض أنيابه أمام الغارات الجوية التي اصابت بنارها المدنيين. لكن إيقاف الحرب أيضا بدون حل هو شكل آخر للحرب نفسها. ومن أجل حل مقبول فلي رأي يقول بإعادة الرئيس السابق علي عبد الله صالح الى الرئاسة أو إبنه. لماذا؟ لأنه يرفض ان يشاركه احد السلطة ولو كان والده. ومعنى هذا أن أول من سيصطدم به مباشرة هم الحوثيون، أي حلفاءه الآن. وله في الصدام معهم باع يمتد الى سنوات طويلة، وسينهك أحدهم الآخر. إن تعذر ان يعود صالح، فاليكن ابنه، لأنه سيحكم البلاد تحت توجيهات والده، وستظفر بالنتيجة ذاتها. إن تعذر الإبن فليس أقل من اختيار بديل قوي عن منصور هادي، ذلك أن خير من استأجرت هو القوي الأمين. البديل عن كل ذلك هو استمرار الحرب على اليمن، والقصف والغارات الجوية، ولست أرى انها ستقود الى نتيجة ما، ناهيك عن إرهاقها للميزانية السعودية، ولسمعة السعودية الخارجية، فالحروب سواء بدأت سريعا او على أقل من مهلها، تبقى ندوبها لسنوات طويلة.
بالنسبة لسوريا، لست اشك في وجود تسوية نووية إيرانية أمريكية، تشمل سوريا. وقد يكون المتوقع، ضمن هذه الصفقة الكبيرة مع العم سام، وكما اشارت "إيلاف" في تقرير لها، إلى ان تقبل إيران بتخلي الأسد عن السلطة مع إعطائها امتيازات ما.
ماذا ستفعل السعودية عندها؟
سوريا سبتقى مهدمة لعشر او عشرين أو ثلاثين سنة على الأقل؟ أي أنها ستكون عبئا ثقيلا على المنتصر. عبئا على إيران لو بقي الأسد، وعبئا علينا لو سقط الأسد. والرأي عندي أن تكون عبئا على إيران ولو بقي الأسد، ولن يكون في ذلك انتصار لها او للنظام السوري، بل أنهاك طويل الأمد. اضف الى هذا أن إيران لا تستطيع التمدد في بلد أغلبيته سنية، ولو كان رمز سلطته علوي. وستصطدم مباشرة مع داعش والنصرة ليس في سوريا وحدها، بل والعراق أيضا. أما لو سقط الرمز، فلن يكون لإيران أي شيء تقريبا في سوريا السنية كلها، وستترك مهمة إعادة البناء الصعبة على الدول المجاورة والسعودية أولها، ما يزيد إرهاق ميزانيتها واصطدامها المباشر مع الجماعات المتطرفة التي لن تلبث ان تعادي السعودية نفسها.
لم نعرف عداء استحكم بين دولتين كما كان الحال بين أمريكا وإيران. ومع هذا، ها نحن نرى أمريكا والغرب كله يعامل ايران ندا بند، ويقيم جسورا معها. الأولى ان تفعل دول الخليج الأمر ذاته لأننا إن لم نفعل فستفعل أمريكا، وتفرض أمرا واقعا. علينا اذا أن تبحث عن حل دبلوماسي بعيدا عن الحرب، وعن وعود أمريكا ومتاهاتها اللا متناهية.

[email protected]