&من هو "فولتير"؟ هو كاتب وشاعر وفيلسوف فرنسي. يعده الأوروبيون واحدا من أبرز أدباء حركة التنوير في القرن الثامن عشر. إسمه الأصلي "فرانسوا ماري أرويه". ولد في باريس (1694 – 1778م) ونشأ في وسط برجوازي معارض، وكان والده محاميا.

تعلم في معهد يسوعي، ودرس الأدب اللاتيني واللغات والمسرح، ورفض دراسة القانون، وفضل دراسة الأدب والإشتغال به. عمل لفترة مساعدا لسفير فرنسا في لاهاي ثم عاد إلى باريس سنة 1714م، وعمل فترة أخرى في مكتب موثق عقود، وفيه تعرف على بعض النبلاء وراجت بينهم أشعاره الساخرة خصوصا ما كان يقرض في هجاء "فيليب الثاني" الوصي على العرش، فتم سجنه بسبب ذلك لمدة عام في سجن الباستيل سنة 1716م.

في سجن الباستيل إتخذ إسم "فولتير" لقلمه، وكتب ايضا ملحمته "هنرياديه" التي تروي في الظاهر قصة حصار "هنري الثالث" لباريس عام 1589م، لكنها بين سطورها تنتقد السلطة الدينية في عصره. كتب مسرحية "أوديب" فلاقت نجاحا كبيرا، وكانت قد عرضت في أحد مسارح باريس لمدة 45 يوما متتالية وهذا أمر لم تبلغه مسرحية أخرى في تلك الأيام، وأعترف به كأعظم شاعر في فرنسا، وبلغت شهرته الآفاق وأصبح حديث صالونات باريس.

في الشأن السياسي، تأثر بالحكم الدستوري البريطاني وبدأ يفكر بنظرية المصلحة الوطنية، حين قال: "إن على الحكومة الفرنسية أن ترعى الصالح العام وتسهر عليه، وهذه الرعاية هي وحدها شرط الشرعية للحكومة". تعرض للسجن والنفي إلى خارج فرنسا أكثر من مرة طيلة فترة حياته.

في كتاباته نلمس حقيقة واحدة يريد الوصول إليها، وهي تحرير الناس من السلطة والظلم، والحث على الإعتراف بتحديد سلطة الدولة عن حقوق الناس، وكان يعتقد بها تسود المحبة ويحترم القانون. وهنا تجلى حجم "فولتير" الحقيقي في تاريخ الحضارة، ليحقق للإنسان في وطنه الحرية والكرامة، حين قال: "لا كرامة لحاكم إن أهينت كرامة مواطنيه". فالكرامة والشرف أغلى ما في الوجود. فالتزم الفرنسيين من بعده بهذه الحكمة الخالدة، فكانت فرنسا التي نراها اليوم، بلد الأنوار والعلم. فهل يسمع ويعقل من أهانوا كرامة مواطنيهم من حكام دول العالم الثالث؟

"من أجمل وأشهر أقواله"

قد أكون مختلفا معك في الرأي، ولكني مستعد للموت دفاعا عن حقك في إبداء رأيك.

كل من ليس حيويا ومستعدا للمواجهة &فهو لا يستحق الحياة، وأعتبره في عداد الموتى.

يحتاج الإنسان إلى عشرين سنة كي يبلغ أشده منذ كان جنينا في بطن أمه، فحيوانا في طفولته وشابا حين نضوج عقله، وثلاثة آلاف سنة ليكشف عن القليل عن جنسه، والأبد إلى أن يعرف شيئا عن نفسه. ولكن دقيقة واحدة تكفي لقتله.

لا أرى نفسي أكبر من أن أخذل (بضم الألف)، ولا أصغر من أن أنتصر.

أحكم على الشخص من أسئلته لا من أجوبته.

عندما يكون الحديث عن المال، فإن كل الناس على دين واحد.

لا يكون الإنسان حرا إلا عندما يود أن يكون.

الشك ليس وضعا مستساغا، لكن اليقين حماقة.

من الأفضل أن نجازف بحماية مذنب من أن ندين بريئا.

من الصعوبة أن تحرر السذج من الأغلال التي يبجلونها.

أشجع الناس من قاوم هوى نفسه وحبسها عن الدنيا.

المرأة كالبحر: مطيعة لمن يقوى عليها، وجبارة لمن يخشاها.

الإبتسامة تذيب الجليد، وتنشر الإرتياح، وتبلسم الجرح. إنها مفتاح العلاقات الإنسانية الصافية.

إن &المكان الوحيد الذي أستطيع أن أسند رأسي عليه وأنام مرتاحا مطمئنا هو حجر أمي.

السبيل الوحيد لجعل البشر يتحدثون خيرا عنك هو قيامك بعمل طيب.

أيتها الصداقة لولاك لكان المرء وحيدا، وبفضلك يستطيع المرء أن يضاعف نفسه وأن يحيا في نفوس الآخرين.

العمل يبعد عن الإنسان ثلاثة شرور: السأم والرذيلة والحاجة.

كل إنسان مذنب بالأعمال الجيدة التي لم يقم بها.

من الخطير أن تكون على حق عندما تكون الحكومة على خطأ.

الحب قماشة تقدمها الطبيعة ويطرزها الخيال.

إن الذين يجعلونك تعتقد ما هو مخالف للعقل قادرون على جعلك ترتكب الفظائع.

أمقت ما تكتب، لكنني مستعد لدفع حياتي كي تواصل الكتابة.

الطريق الأكثر أمانا هو عدم القيام بشيئ ضد الضمير، فهذا يجعل الإنسان يعيش بسعادة وبلا خوف من الموت.&

خلقت المرأة لتشعرنا معنى الحياة، فهي مثال الرقة والكمال.

نظرة المرأة أقوى نفوذا من القوانين، ودموعها أقوى حجة من الشرائع.

يولد الرجال متساوين مهما إختلف تاريخ ميلادهم، لكن الفضائل تصنع الفروق فيما بينهم.

من يجعلك تؤمن بالسخافات والخرافات يستطيع أن يجبرك على إرتكاب الفظائع.

فكر بنفسك واجعل الآخرين يستمتعون بذلك أيضا.&

تنوعت كتابات "فولتير" ما بين الشعر والنثر والرسائل التي بلغت وحدها نحو عشرين ألف رسالة.
&

المصدر: سلسلة عباقرة صنعوا التاريخ. (إبراهيم الزيني).

&