ما وردنا، يجعل الانسان يفقد الكثير الكثير من القليل القليل المتبقي من الامل، بطريرك الكنيسة السريانية الارثوذوكسية قداسة مار افرام الثاني، وفي لقاءه مع السيد سليم الجبوري رئيس مجلس النواب العراقي، يطالب بإضافة اسم السريان في الدستور العراقي!!!
عند انتخاب قداسته للموقع السامي الذي يمثله، انعش فينا الامال ببروز قيادات في شعبنا منفتحة ومدركة لمدى الدرك المأساوي الذي وصله شعبنا، وبالتالي كم هي مهمة عملية وحدته بغض النظر عن الانتماءات الكنسية لكي يخرج من هذا الدرك باقل الخسائر الممكنة، ولكن الظاهر انه ليس مسموحا لنا ان نفرح وان نتأمل وان نترجى، فمن ترجينا بمجيئهم خطوات للامام، نراهم مع الأسف يتراجعون، ليس بسبب عوامل القوة او الدفع من هذا الطرف او ذاك من شعبهم، بل بفعل رغبتهم في الأساس بالبروز الإعلامي وان كان على حساب شعبهم.
في خضم الصراع الكوردي السني الشيعي القائم في العراق، وبكل الأسلحة الممكنة وان كانت سحق المكونات التي باتت قليلة العدد، وفي ظل الواقع المأساوي لما يعيشه الاشوريين من الكلدان والسريان في العراق وسوريا، يحاول البعض كسب نقاط في بعض طائفتهم وعلى حساب مستقبل طائفتهم. ولو كان الامر تكتيكيا لقلنا لعل وعسى تصلح الأمور، ولكن ان يطرح الامر على ثالث سلطة في العراق، فهو امر قد يراه البعض مدروسا ومعدا، من الجوانب القانونية والواقعية على الأرض.
يصعب على البعض فهم ان تعديل الدستور العراقي لن يحصل والعراق بوضعه الحالي، ففيه من المعيقات والموانع ما يجعل تعديله مستحيلا، الا بمساومات، قد تطيح بمعنى التعديل او بالعراق كواقع حال كله. فاي تعديل لم يحصل على موافقة ثلاثة محافظات مجتمعة، أي بأغلبية سكان كل محافظة، لن يسري ابدا، يعني أي تعديل دستوري لا تقبل به دهوك واربيل وسليمانية، لن يسري وان صعد الراغبون الى السماء. وهكذا ان أي تعديل لا توافق عليه نينوى وصلاح الدين والانبار ، وهكذا أي تعديل لا توافق عليه النجف والكربلاء &والقادسية ان لم نقل الاخرين. من هنا فان تعديل الدستور يتطلب السير على خط لا يقبل أي ميلان، وهو الامر المستحيل.
أرى في بعض مسؤولينا الاشوريين، الرغبة في اظهار الشجاعة التي كانت مفتقدة أيام صدام والأسد قبل الربيع العربي، نعم بعض الاشوريين طالبوا صدام بالحكم الذاتي في اجتماع في قاعة الخلد عقده معهم في عام 1973 وقد رد بان هذه المطالب تعني حق مطالبة العرب بالاندلس، في مقارنه غير حكيمة وغير مناسبة وكان يمكن دحضها بسهولة، ولكن هيهات لمن يدحض قول قال السيد النائب (حينها كان صدام السيد النائب). أقول ان البعض ومن غير أي دراسة او تمعن يطلب اقوال في حضرة مسؤولي الدولة معتبرا مجرد اطلاقها نوع من الشجاعة وطرح مطالب حقا.
يوميا تخرج عوائل اشورية عديدة من الحدود العراقية والسورية، باتجاه المنافي في استنزاف مستمر منذ السبعينيات لديمغرافيتنا، واتت الاحداث لتسارع من هذا الاستنزاف، ورغم ادراك هؤلاء المسؤولين الاشوريين (الكلدان السريان) &ما يمثل ذلك من خطورة الحال على بقاء الهوية القومية لشعبنا، الا انهم بدلا من ان يعملوا لتقوية عوامل الوحدة القومية، نراهم يتسابقون لشق الوحدة من خلال طرح بعض المطالب الطائفية، والتي لا تغني ولا تسمن ولا يمكن ان تتحقق في المدى المنظور، الا من خلا دفع احد الأطراف القومية لتبني ذلك، وذلك لن يحدث الا اذا وجد مثل هذا الطرف ان وحدة الاشوريين تضره.&
مؤلم حقا، ان يستسهل البعض تقطيع اشلاءنا، لكي يتم التهامنا بسهولة!!!
&
&