الزيارات المستمرة التي تقوم بها الكتل السياسية وصانعي القرار في بغداد لإقليم كوردستان والضغوط الإقليمية والدولية المتعددة على حكومته لإرسال وفد مفاوض الى بغداد في الوقت الذي يؤكد أهمية الدور الكوردي في حل مشاكل العراق وتصحيح مسار العملية السياسية وضمان الامن والاستقرار فيه يثير أيضا أكثر من تساؤل حول جدوى هذه المفاوضات وفيما إذا كانت منتجة ام لا اذ لا جديد في بغداد عدا التطورات السلبية المعادية للكورد وقياداته الوطنية والتي كان اخرها الاعتداء المشين على ممثلي الكورد في البرلمان العراقي
ان القاء نظرة سريعة على سياسة حكومة السيد العبادي تبين عدم وجود أي تغيير في السياسة المتبعة والمواقف المتخذة تجاه الإقليم وشعبه وان سياسات الحكومة السابقة لا تزال تمارس بنفس الروح العدائية والاستعلائية التي كلفت عموم الشعب العراقي ثمنا فادحا منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة وحتى اليوم
حكومة السيد العبادي لم تلتزم أساسا بالاتفاق السياسي الذي كان السبب في تشكيلها وتناست الدستور ومبادئ الشراكة في الوطن وتغاضت عن الانتهاكات التي تمارسها المليشيات فيما يسمى زورا وبهتانا بالمناطق المتنازع عليها هذا بالإضافة الى عدم اتخاذ اية خطوات جدية لحل الازمات المتراكمة مع إقليم كوردستان
الحكومة الاتحادية لم تعترف حتى الان بكون قوات البيشمه ركه جزء من القوات المسلحة العراقية ولم تقدم لهم أي دعم مالي او تسليحي او لوجستي يذكر مع انها تخوض حربا شرسة ضد العصابات الإرهابية المنفلتة كما توقفت المفاوضات حول ازمة النفط دون اية نتيجة والحصار الاقتصادي والمالي لايزال مستمرا كما هو الحال مع حرمان المواطنين وحكومة الإقليم من حصتهم في الميزانية الاتحادية هذا ناهيك عن التحركات المشبوهة لتمزيق وحدة الصف الكوردي واغراق الإقليم في مشاكل داخلية كمقدمة لتدخل المليشيات المسلحة في سباق محموم للحيلولة دون ممارسة شعب كوردستان لحقوقه القومية الديموقراطية والتي من بينها الاستفتاء حول طبيعة العلاقة مع بغداد الذي تعتبره العقلية الطائفية المتخلفة والعنصرية وكل أعداء الديموقراطية وكانه جريمة العصر
لما سبق يبدو جليا ان اية مفاوضات لن تكون مجدية ولن تحقق أي تقدم لا لصالح العراق ولا لصالح إقليم كوردستان مع انعدام حسن النية والرغبة الحقيقية لدى حكومة بغداد في معالجة المشاكل مع الإقليم ناهيك عن عدم امتلاكها الحد الأدنى من الاستقلالية في اتخاذ القرار وجهل مطبق بالمتغيرات الحادة الجارية على الأرض فلم يعد لا في امكان الحكومة الاتحادية ولا في امكان من يقف خلفها على إعادة عقارب الساعة للوراء ولا بديل لاحترام إرادة شعب كوردستان اللهم الا التقسيم الذي يبدو للأسف انه لن يكون وديا.
&