&

يواجه حزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعودبارزاني الذي يهيمن على السلطة في اقليم كردستان بصورة شبه مطلقة اوضاعا صعبة للغاية وخاصة بعد قراره الاخير ابعاد حركة(التغيير) التي يتزعمها نوشيروان مصطفى عن العملية السياسية وطرد وزرائها من الحكومة الامرالذي جعل الحركة بين نارين اما التنازل للديمقراطي الكردستاني والرضوخ لشروطه الصعبة وعلى رأس هذه الشروط ازاحة رئيس البرلمان المنتمي اليها والقبول بولاية ثالثة لـ(بارزاني) على رئاسةالاقليم واما ان ينهي صراعها المرير مع خصمه اللدود الاتحاد الوطني بزعامة جلال طالباني الذي ما ان تلقى اشارة من الحركة للجلوس الى طاولة الحوار وعقد اتفاقية سياسية حتى سارع فورا الى تبادل الاشارة بالمثل وفتح ذراعيه واسعا لها وتم التوقيع على الاتفاقية وبذلك اختارت الحركة اهون النارين عملا بمبدأ" عدو عدوي صديقي"، وكانت الاتفاقية انجازا استراتيجيا كبيرا لحزب طالباني وفرصة ليستعيد بعض ما فقده من مكانة شعبية بعد الانتخابات النيابية الاخيرة ويتصدر المشهد الكردستاني من جديد بعد ان ابتعد عنه قليلا.. وكان من الممكن لحزب بارزاني ان يتفادى هذه النتيجة التي اثرت بشكل سلبي عليه وعلى الاوضاع الداخلية السيئة اصلا، لو لم يتخذ قراره المتسرع بتفكيك الشراكة مع حركة سياسية شعبية جاءت في المرتبة الثانية في الانتخابات، كان من الممكن ان يستفيد منها كورقة سياسية رابحة في صراعها الازلي مع غريمه التاريخي حزب طالباني ويكون له موطيء قدم راسخ في منطقة السليمانية ولكنه لم يفعل، فتلقف الاخير الفرصة ولعبها بحرفنة ومهارة ضد الديمقراطي الكردستاني الذي لم يجد امامه غير التصعيد الاعلامي والتصريحات الهجومية التي زادت الامورتعقيدا ووضعته امام كارثة حقيقية ان لم يبادر فورا الى اصلاح وضعه المتدهور مع شركائه السياسيين في الاقليم وخاصة وهو يأن تحت نير عقوبات اقتصادية قاسية فرضتها عليه الاحزاب الشيعية المهيمنة على السلطة في بغداد وفي مقدمتها حزب الدعوة، فالعداوة بينهما متأصلة واستراتيجية وصلت الى حد التهديد بالمواجهة العسكرية، وذلك لعدة اسباب جوهرية منها ؛ رفض حزب بارزاني التعاون مع ايران والاحزاب الشيعية الموالية لها في بغداد من خلال فتح الطريق لايصال الامدادات العسكرية واللوجستية الى حليفها الطائفي (نظام الاسد) وضرب الثورة السورية وكذلك بسبب نزعته الانفصالية عن العراق وعلاقته المميزة مع تركيا التي تدعي الدفاع عن السنة وتخوض صراعا طائفيا مع ايران وحلفائها في المنطقة سواء ان كان بشكل مباشر او غير مباشر وايضا سماحه للقوى السنية المعارضة لبغداد بممارسة نشاطها السياسي بحرية في الاقليم.. هذه الاسباب وغيرها جعلت من ايران وعملائها في بغداد في حالة حرب ونزاع شديد مع بارزاني، ولن يهدأ لها بال حتى تزيحه عن سدة الادارة في الاقليم، سواء عن طريق الحصار الاقتصادي او المواجهة العسكرية المباشرة، وقد تلجأ اليه بعد الانتهاء من تحرير الموصل من قبضة تنظيم"داعش"بحسب التصريحات والتلميحات التي تصدر من قادة الاحزاب الشيعية والميليشيات الطائفية وتهديداتهم المبطنة والصريحةبغزو الاقليم وازاحة(بارزاني) عن الحكم، وقد بلغ الحقد باحدهم وهو(اياد جمال الدين) ان حث الحكومة العراقية الى (تحرير "اربيل"قبل الشروع في دخول" الموصل" لما فيها من خطر على العراق أقوى من داعش)!.

الوقت ليس لصالح الاقليم ولا لصالح الحزب الديمقراطي الكردستاني ابدا ومن مصلحته ومصلحة الجميع ان لا يستمر الوضع الداخلي بالتفاقم اكثر، فالاعداء الطائفيون والداعشيون الارهابيون متربصون بالشعب الكردي سوءا، وهم على الابواب!..لذلك ادعو(بارزاني) اولا باعتباره الاخ الاكبر لزعماء الاقليم بعد غياب مام جلال عن الساحة، الى تقديم مبادرة لجمع الفرقاء على طاولة المباحثات فورا ودون تأخير للوصول الى حل مشترك وإن تنازل عن بعض ثوابته..التأخير ليس في صالح احد واذا عم الخراب فسيعم على الكل السليمانية قبل اربيل..الاتفاق والعمل الجماعي في ادارة الاقليم هما السبيل الوحيد لحل الازمة الراهنة وهما الكفيلان بإخراس اي صوت نشاز يدعو الى سلخ كركوك عن كردستان وجعلها اقليما مستقلا..ان يتنازل بعضنا لبعض خير من ان نتنازل جميعا للاعداء صاغرين اذلاء!

&