إيلاف من كان: تقدم المخرجة الفرنسية أغانا ريدنجر، في تجربتها السينمائية الجديدة "الماس البري" التي تنافس على جوائز مهرجان كان، تجربة سينمائية مختلفة تعكس تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على حياة الفتيات في عمر المراهقة، فهي ابنة الـ19 عاماً.

تحلم ليان بأن تكون كيم كارداشيان الفرنسية، فرغم ظروف معانتها اليومية وعملها كنادلة وتأخر والدتها على سداد الإيجار والفواتير، فهي تتمتع بشجاعة زائفة، شجاعة تظهرها عندما تغادر المنزل لتظهر أقوى أمام الأخرين.


من خلال قصة ليان الفتاة الجميلة التي تحاول أن تكون نموذجًا للشباب من خال ظهورها على التيك توك، لا تدخر ليان جهداً من أجل تحقيق أهدافها، فهي مسؤولة عن شقيقتها، وتقوم ببيع البضائع المسروقة من أجل استكمال عمليات التجميل التي ترغب في إجراءها وتقوم بتوثيقها عبر فيديوهات "التيك توك".

من جراحة التجميل في الشفتين التي أجرتها لرغبتها في عملية أخرى لتكبير الثدي، تسعى لجمع الأموال بشتى الطرق، بجانب تحركها لتحقيق مزيد من الشهرة عبر أحد برامج تليفزيون الواقع، فيما تسهر وترقص مع زملائها وأصدقائها لكن من دون أن تقيم أي علاقات لقناعتها بأنها يجب أن تظل مختلفة ونموذج لمتابعيها.

تتعمق المخرجة الفرنسية، على مدار أكثر 100 دقيقة في تفاصيل حياة ليان. تغوص في العالم الذي سبق أن تناولته في فيلم قصير بشكل أعمق، ما بين الظروف التي تتعامل مع ليان الطفلة التي لم تكمل 20 عاماً لمجرد أنها جميلة فتدفع ثمن جمالها وتفكك أسرتها، وبين محاولتها المستمرة لجمع المال وتكرار تجربة السرقة من أجل توفير الأموال.

رغم كثرة التفاصيل الموجودة في الأحداث، إلا أن ثمة ملاحظات مرتبطة بافتعال مواقف في الأحداث قد تبدو دخيلة لكنها تتسق مع سردية الفيلم، مع اكتساب ليان المزيد من المتابعين بشكل يومي وتوثيق حياتها من خلال التيك توك.


تترقب ليان في الأحداث مكالمة مخرج برنامج تليفزيون الواقع بعدما أبدى اهتمامه بأن تكون معهم في الموسم التاسع، وهي واحدة من ضمن مرشحات عدة، فتظل بانتظار هذه المكالمة التي تراها مهمة لحياتها.

تعترف ليان في حديثها عبر التيك توك بأنها سطحية لكن هذا الأمر لا يعني أنها غبية، في واحدة من أحد مشاهد الفيلم الذي يحاو تسليط الضوء على ما تولده مواقع التواصل من طموحات بعيدة عن الواقع، وثقافة مختلفة لجيل يسعى بعض أبناءه لشهرة على حساب القيم التي يتمسك بها الجيل الأكبر.

ما يؤخذ على الفيلم عدم وضوح بعض الخطوط الدرامية بشكل واضح على غرار خط الحبيب الذي يحاول اتودد إليها باستمرار، فالشاب دينو اذي يعمل مع شقيقه في إصلاح الدراجات النارية يرتبط معها بعلاقة رومانسية غريبة لا يشعر غالبية من شاهدوا الفيلم برؤية نهايتها.