تخصص الحزب الشيوعي السوري في الخدمات الاجتماعية، في الأفراح والأتراح والتوصيل المجاني للمنازل مع أن هاتفه "مجموعة أصفار".

تذكرت هذا الحزب عندما قرأت لافتة متواضعة القماش والخط والألوان تذكر، لا أعرف من، بالعيد الثمانين لثورة أكتوبر الشيوعية، رغم أن روسيا صاحبة العلاقة المباشرة ألغت الاحتفالات بهذه الذكرى.

فلماذا يصر الفرع من الدرجة العاشرة عليه؟...

سؤال أثارته اللافتة المتواضعة لنابشي القمامة السياسية، وأجابت عنه مزابل التاريخ بالنفي، مع التنويه بأن نابشي القمامة الحقيقيين جماعة منتجة ومفيدة اجتماعياً واقتصادياً، أما أصحابنا فجماعة ضارة من كل النواحي.

فلا هم نافعون في الاقتصاد، ولا هم متواصلون مع المجتمع، وليس لهم في السياسة غير الفتات، لأن ما يصلهم من المنافع المادية لا يتجاوز الفتات، وهم راضون فالقناعة كنز لا يفنى، والطموح والشجاعة هي آخر صفاتهم.

وحتى لا أغرق في وحل التعميم فأنا استثني الحزب الشيوعي –جماعة الترك- لأنهم دفعوا ثمن تحولاتهم التاريخية الإيجابية غالياً... سنوات طوال في السجون، واستحق رياض الترك لقب المواطن السوري الأول المناضل من أجل الحرية..

أنا لا أنكر أني تلقيت دروس الماركسية اللينينية الستالينية في حلقات حركة القوميين العرب في الستينات وكنت شديد الحماس لها، ومع هذا فقد تعلمت من التاريخ، ويشرفني أني صرت ليبرالياً بعد أن كنت عدواً للحرية والعدالة. وأعرف أني لو اعتذرت عن أخطائي لحق للحرية والعدالة ألا تقبل اعتذاري.

سقط الاتحاد السوفييتي وسقطت دول الكتلة الشرقية، وتفجر زلزال الحرية والعدالة في أكثر بقاع الأرض استبداداً وخراباً، وآخر هذه التفجيرات في أوكرانيا، إذ يضيف الشعب الأوكراني مفخرة جديدة لبني البشر وثورة ناجحة سلمية من أجل الديمقراطية، طريق الإنسان الوحيد من أجل البقاء والنماء والسعادة.

في أوكرانيا يصنعون التاريخ الإنساني، أما الحزب الشيوعي السوري لصاحبه حزب البعث، فيبحث عن قبر ثورة أكتوبر عله يحيي الموتى، ولكن الحقيقة أنه سيدفن نفسه في قبرها، وهذا أفضل للجميع.

د. أديب طالب*

* كاتب سوري