من حق الشعوب ان تطالب قياداتها بالاعتذار لها اذا ما اقترفت بحقها خطأ او ذنب، ومن حق الشعب الفلسطيني الشقيق ان يطالب قيادته بان تعتذر له جراء ما ارتكبته بحقه من اخطار وما اصابه من ويلات،فذلك هو حق طبيعي لاي شعب، اليست الشعوب مخولة بمحاسبة قياداتها، اليست القيادات هي لسان حال شعوبها، الم ترتكب القيادة الفلسطينية الاخطاء تلو الاخطاء بحق مصير شعبها.

بهذه المقدمة اكون قد عبرت عن تأييدي للدكتور ابراهيم حمامي في بعض ما ذكره في مقالته التي عنونها ب " ليعتذر عباس للشعب الفلسطيني"، لكنني اختلف معه في رفضه اعتذار قيادته لاخطاء ارتكبتها في حق الاخرين، فقد مارس الدكتور حمامي ازدواجية مختومة بالختم العربي وكذلك كرس الممارسة العربية في الكيل بمكيالين، فنحن نقر بالمبادي العامة والاخلاقيات الثابتة ونطالب الجميع ان يمارسها بكل اصرار، ولكننا نرفض ان نمارسها بحق الآخرين ايا كانوا اهم اخوة لنا ام اعداء فذلك هو التفريط بالكرامة العربية التي تأبى ان تقر بخطأ وتأبى ان تقدم الاعتذار للآخر وويل لهذا الآخر اذا لم يبادر بالاعتراف والاعتذذار عن خطأ ارتكبه بحقنا ومع هذا فان الاعتذار عن الخطأ هو في نفس الوقت من شيم الكرماء والحكمار....اين نحن من هؤلاء الحكماء يا دكتور.

نعم ارتكبت القيادة الفلسطينية اخطاء جمه بحق الشعب الكويتي، فهي لم تقف الى جانب المظلوم والمعتدى عليه في الغزو الصدامي للكويت وايضا لم تعلن ادانتها الشفهية لهذا الاعتداء بل كابرت واعلنت تأييدها لهذه الجريمة التي لم ترتكب فقط بحق الشعب الكويتي ولكنها ارتكبت ايضا بحق الامة العربية وبحق الانسانية....فهل نأمن بالمبادئ الانسانية التي يلتقي حولها كل شعوب العالم.!

يا اخي العزيز قد تقول ان ابو مازن لم يحظى بعد بالصلاحيات الكافية حتى يتحدث باسم الشعب الفلسطيني، وانا هنا اؤيدك في هذا، ولكنني اتساءل، من منا يتوقع شيء في الانتخابات الفلسطينية القادمة غير الفوز الساحق لابو مازن، هل تتوقع انت ان ترى رئيسا للسلطة الفلسطينية غير ابو مازن، هل سيعبر الشعب الفلسطيني عن رفضه لما اقترفه السيد ابو مازن من اهانه له...كم اتمنى ان ارى الشعب العربي اي شعب قادرا على ان يعبر بشكل واضح وصريح عن ارادته الحقيقية ويقول كلمته بحق قياداته.....هل نتوقع من الانتخابات المقبلة في الاراضي الفلسطينية المحتلة شيء من هذا...انا لمنتظرون... ثم والاهم هل نتوقع في المستقبل ادانة واضحة للاحتلال والاعتداء ايا كان مصدره ومرتكبه ام ترانى نخضع للاحتلال ونبارك احتلال آخر!!!

علي ابراهيم محمد