وحده النائب مسلم البراك يستفزني اليوم كثيراً بحضوره اللافت في المشهد السياسي الكويتي ، من خلال طرحه الرصين في مجلس الأمة ( البرلمان ) لكثير من القضايا المصيرية و الهامة التي تمس شريحة عريضة من أبناء الكويت ، منطلقاً من ثوابت راسخة في ضمير الشعب ، حاملاً مشعل المسؤولية على عاتقه بهامة رفيعة ينحني لها الآخرون خجلاً أو عرفانا ، و لعل لهذا الحضور زخمه الواضح من خلال حرص كثير من المواطنين على تتبع اطروحات هذا النائب و تبنيهم لها ، مثلما هو يحرص بالمثل على تبني مواقف المواطنين الوطنية و القومية دائماً و أبدا ، و خصوصاً تلك التي تأتي منها مصاحبة لجملة الإستجوابات بمحاورها المختلفة ، و التي كثيراً ما
يُوفق في حشد الجماهير و توحيد صفوفهم باكراً تجاه تلك القضية الهامة أو ذاك الموقف الحساس ، و لعل النائب البراك و هو من المنتمين للتكتل الشعبي ، و هو تجمع يقتصر حضوره داخل قبة البرلمان ، و يحظى بتأييد شعبي يتنامى بوضوح في مناطق متفرقة من البلاد إنطلاقاً من الأسباب السالفة الذكر آنفاً ، من البرلمانيين الكويتيين القلائل الذين آثروا مصلحة و طنهم العليا على مصالحهم الشخصية بكبرياء و شموخ قلما نجد له اليوم نظيرا بيننا، و ما يتطلبه ذلك الموقف من تبيانٍ سليم لنظافة الكف دائماً و سلامة الموقف و البعد عن محاباة الركب الحكومي ، الذي كثيراً ما يغري جمهور غفير من البرلمانيين الآخرين ، و يدفع كثيرين منهم لبيع أنفسهم على حساب ذممهم ، ضاربين بعرض الحائط مصلحة الوطن والمواطنين ... !!!

و كم جاءت إشارة رئيس مجلس الوزراء _ الشيخ صباح الأحمد الصباح نابهة لتؤكد ما ذهبنا إليه في رسم الصورة التوصيفية الأكثر إشراقاً للنائب مسلم البراك ، و التي دارت في جلسة ختام الفصل التشريعي الماضي لمجلس الأمة الكويتي قبل إجازته الصيفية الأخيرة ، و التي نشرتها الصحف المحلية بشيء من الإقتضاب و التنويه بقول الشيخ صباح للنائب البراك : بأنه هو من يُخوِّف الوزراء ، في مجمل تعقيبه على تذمر البراك من أن وزراء الحكومة الكويتية يمكثون في مكتب رئيس الوزراء أكثر مما يمكثون في مكاتبهم ... !!!

و لعل مثل هذا القول يدل على أن الديموقراطية الكويتية تسير بالإتجاه المنوط به منها ، إذ أن واحدة من حسنات الديموقراطية الكويتية اليوم ، هي أن الوزراء الكويتيين يخافون من نائب في برلمانهم ( خوف إيجابي ) يمارس صلاحياته الدستورية بمراقبة أعمالهم و محاسبتهم متى ما أخطأوا إستاداً إلى القوانين التي تمنحها السلطة التشريعية و تخولها للنائب للقيام بكافة مهامه النيابية على أكمل وجه ، و هو ما تكرسه الديموقراطية التي ننشدها جميعاً ، من حيث هي ميزة تفتقدها كثير من الديموقراطيات العربية التي لا يخاف فيها وزراء ، و تقف ورائهم
حكومات لا تتأخر في وأد حرية الشعب و قمعه و ... و ... و غيرها من عبارات تجود بها قواميس بعض الأنظمة العربية الإستبدادية الأخرى ... !!!


[email protected]

دولة الكويت