قبل اكثر من خمسة عشر شهرا، كان السيد عبد العزيز الحكيم، يلف العالم، من مركزه في ايران، الا انه وغيره ومنهم انا، ماكان يجرؤعلى الاقتراب من العراق المحكوم بسلطة صدام، وكان ملاذ الامان لنا رئة نتنفس منها هواء الوطن، ونشم رائحته، وحتى هذا الملاذ كان كذلك، لان صدام كان يدرك، ان هنالك قوة اكبر منه تحمي الملاذ.

واليوم نسمع من السيد الحكيم، اقوال اقل ما يمكننا ان نقول بشأنها، انها غريبة بل مستهجنة، فالسيد الحكيم يغازل مقتدي الصدر، ويقول بشأنه ما قال مالك بشأن الخمر، فبين ليلة وضحاها صار مقتدي الصدر وطنيا، لانه بزعم السيد الحكيم لم يقتل العراقيين، بل ان سلاحه موجه للمحتلين.

انستغرب مثل هذا الكلام! انتعجب! ولكننا في زمن كل شيء محتمل وممكن، الم يسأل السيد الحكيم نفسه، كيف ومن ساعده للعودة الى الوطن مكرما مهابا؟

لماذا هذا الاستسلام لمعاييرومصطلحات اعداء شعب العراق؟

يا سيدي الحكيم، لقد دفعت عائلتكم الكثير من الضحايا، في ظل النظام المقبور، ودفعت طائفتك، الالاف من الضحايا، ودفع شعبك العراقي الملايين من الضحايا، ام انك لم تسمع بالمقابر الجماعية، اتعتقدون انها من صنع الامبريالية والصهيونية، اقصد المقابر الجماعية، اليست من صنع رافعي شعارات العروبة والامة ذات الرسالة الخالدة، وامير المؤمنين صدام الرئيس المؤمن.

تقول ان مقتدى يوجه اسلحته الى قوات الاحتلال، الم تشاركوا في الموافقة على مجيء قوات التحرير، نعم قوات تحرير العراق وشعبه من الطغاة، ومن التخلف ومن العنصرية ومن الشعارات الرنانة والطنانة، تلك الشعارات التي خربت بلدنا ودمرت اقتصادنا وحبست انساننا العراقي، في سجن التخلف والامية والفقر، الست بقادر التكلم بكل حريتك، اليست خطوة في مسيرة الف ميل، يا سيدي لماذا لا تقول ان القوات هي محتلة، لان رياحها باتجاه الشرق لا تعجبني، هذا الشرق الذي ارسل المخربين لبلدنا، ليقتلوا ابناء شعبنا، ام انكم كنتم تنتظرون ان يسلم الاميركيين لك السلطة، على طبق من الفضة، ودون سؤال او جواب، ما هكذا تورد الابل يا سيد الحكيم!

ان القوات الاميركية، ساعدت شعبنا على التخلص من ابشع دكتاتورية عرفها التاريخ، انها كان يمكنا ان تساعدنا اكثر، لو لم يكن لدينا سياسين من امثالكم يرددون ما تبثه وسائل الاعلام العروبية والاسلاموية، يا سيدي ان مصلحة العراقيين، ليست في شعارات غبية، بل في كيف سيكون بلدهم متقدما، وكيف سيكون اقتصاده متطورا، وكيف سيتخللص من البنية التحتية المهترئة، ببديل يضع العراق في مصاف الدول المتطورة، وكيف سيعيش انسان العراق حرا سيد نفسه، لا يخضع الا لقانون موحد، يخضع له من رئيس الجمهورية الى ابسط مواطن، ان جاز لنا استعمال ابسط مواطن.

تقولون ان مقتدي الصدر لم يقتل العراقيين، بالله عليكم اجيبوني عن قاتل هؤلاء، حجة الاسلام السيد عبد المجيد الخوئي، ام انكم تعتبرون مقتله، خيرا لانه تم ازالة حجر عثرة امام طموحاتكم، من يقتل ويهين المسيحيين والصابئة المندائيين، في البصرة وبقية مدن الجنوب الى بغداد، ام تعتقد ان المسيحيين والصابئة واليزيدية وعلي اللهية والكاكائية ليسوا من العراقيين، بل كفارا يستحقون القتل وسلب املاكهم واموالهم، من يحاول ان يطبق قانونه الخاص، وكانه لا دولة هناك، هذه الدولة التي كنتم في عضوية هيئة رئاسة مجلس الحكم فيها، ولم تنجزوا في منصبكم، غير المحاولة الفاشلة لفرض قانون اسرة رجعي متخلف بدلا من القانون الحالي، اي مثلما يقول المثل العراقي( ردت تكحلها عميتها).

لماذا هذا التهالك على قبول التدمير الذاتي؟ لماذا لا نعطي فرصة، لاناس ساعدونا، وهم مستعدون لمساعدتنا اكثر، لو رغبنا في مساعدة انفسنا، اليست رسالتكم، كسياسي افهاك قواعدكم الصحيح والسليم، ام فهمتم السياسة غوغاء وصياح ولعنات تطلق من على منابر الاعلام، ورحم الله امرئ عرف قدر نفسه.

ان نغمة اميركا لها مصالحها الخاصة، يمكن ان تمر على انسان ساذج، ولكنها من البديهيات لدى السياسي الناضج، فكلنا نعلم ان لاميركا، مصالح خاصة، بل لاميركا مصالح في كل بقعة من الارض، لانه الدولة العظمى، فمن الطبيعي ان تكون لها مصالح، وواجبكم كسياسي كان ويجب ان يكون، هو كيفية التةفيق ما بين المصلحتين، لنحد من خسائرنا، ونزيد من ارباحنا، الم تسمع ان السياسة هي فن التوفيق بين الممكنات؟ وهل من الممكنات المقبولات دعم شخص خارج عن القانون، ويمارس الاجرام ان لم يكن بشخصه، ولكن بمريده، امن الممكنات مساندة شخص تعلم ويعلم الحميع ان له مشروع للتخلف واعادة العراق الى الماضي، وقوانيين الماضي، ولكننا قد نقول وافق شنة طبقة.