أتحفتنا مستشارة الأمن القومي الأمريكي، المذكورة أعلاه، وفي موقف مفضوح وواضح، أتحفتا بالإفصاح عن رغبة الولايات المتحدة بمزيد من الإنفتاح والتفهم للعالم العربي والإسلامي، وبمزيد من التواصل مع شعوب المنطقة، لابل وفي سياق وصلة تغريدية مفاجئة اعترفت بضرورة التواصل اللغوي والثقافي والحضاري معنا.
ما ذكرته المذكورة أعلاه، ولعلمها فقط " بالرغم من فوات الأوان "، كان خلف اصطفاف الجالية العربية والمسلمة مع الحزب الجمهوري في الإنتخابات السابقة والتي جاءت برئيسها بوش إلى السلطة، ظنا من هذه الجالية أن بوش قد يكافئها بمزيد من الفهم والتفهم لما تعانيه ألأوطان الأصلية لتلك الجالية من عدوان وتعدٍ على الحقوق على يد الحليف الأوحد للولايات المتحدة الأمريكية " إسرائيل "، وقد كان أمل تلك الجالية وأمل كل من دفع باتجاه فوز مرشح الحزب الجمهوري آنذاك، أن يكون الإبن على الأقل مثل أبيه والذي قام باتخاذ مواقف " مع علمنا بأسبابها الحقيقية " أكثر توازنا وأكثر تفهما للقضايا العربية من أي إدارة جمهورية سابقة. غير أن سيد المذكورة أعلاه سرعان ما أدار ظهره لكل تلك الآمال، لابل فاجأ الجميع بما فيهم بعض أركان السياسة الأمريكية عندما ظهر كأشد رؤساء الولايات المتحدة حقدا وأكثرهم عدوانية على الإطلاق تجاه العرب والمسلمين وقضاياهم وحقوقهم، بحيث أن فترة الأربع سنوات والتي أوشكت على الإندثار، كانت كلها مخصصة لهدم كل مابني إقليميا وعالميا في سبيل الخروج من الأوضاع المتردية في منطقتنا وإحلال السلام العادل والشامل.
إن أقوال المذكورة أعلاه لاتنطبق مع أفعال وتوجهات دولتها، لا بل إن تلك الأقوال وفي هذه الظروف بالذات ما هي إلاّ استخفاف بعقول المواطن العربي واستهبالا للجالية العربية والمسلمة في أمريكا الهدف منها جني بعض الأصوات لصالح سيدها والتي تتحمل معه بصفتها مستشارة للأمن القومي كل السلبيات التي انسحبت على العلاقات الأمريكية العربية وعلى موقف الشارع والجماهير العربية من دولتها.
السيدة المذكورة أعلاه: ربما أنك فعلا تحتاجين لدروس ليس باللغة العربية، بل لدروس في أخلاقيات التعامل مع شعوب المنطقة وأفراد جالياتها في بلدك، وسيذكرك التاريخ كأسوأ مستشارة لأسوأ إدارة وإن شهر نوفمبر لناظره بقريب.


د: يوسف الفقهاء