في الوقت الذي ذَكَرت فيه بعض الصحف العراقية و العربية الصادرة صبيحة يوم السبت المصادف 7 / 8 / 2004 نقلاً عن السيد عدنان الذرفي محافظ النجف و مَصادر في أجهزة الشرطة العراقية أنباء عن " حيازة هذه الأجهزة خلال معارك يوم الجمعة المصادف 6 / 8 / 2004 مع ميليشيا جيش المهدي على راجمة ( منصة أطلاق صواريخ ) أيرانية الصنع وعن وجود 80 عنصراً أيرانياً دخلوا الى مقبرة وادي السلام و يقاتلون مع ميليشيا جيش المهدي ".. أوردت قناة ( العالم ) في أحدى نشراتها الأخبارية ( التخريبية ) لظهيرة نفس اليوم خبراً مفاده أنها قد " علمت من مصادر خاصة بأن هنالك 80 عنصراً من منظمة مجاهدي خلق الأيرانية المعارِضة يرتدون زي قوات الحرس الوطني العراقية و يشاركون مع قوات الأحتلال في قمع حركة الرفض الشعبي التي تجتاح الشارع العراقي ".. أنتهى الخبر.
مشهد آخر على قناة الجزيرة في برنامج ( الحوار المفتوح ) الذي يقدمه الأعلامي الرائع ( غسان بن جدو ) الذي نكن له كل التقدير والذي لم نكن نتمنى أن يصبح برنامجه ساحة للشتائم الهابطة و التجاوز الوضيع على الآخرين في يوم من الأيام
خصوصاً أذا كان هؤلاء الآخرين بمستوى شيخ عشيرة عربية عريقة و رئيس جمهورية معترف به دولياً سواء قبلت ( جزيرة السيلية ) بذلك أو لم ترضى.. ففي حلقة مساء يوم السبت المصادف 15 / 8 / 2004 من هذا البرنامج التي كانت مخصصة عن الوضع في العراق قدّم أحد المشاهدين المنتخبين و المختارين بعناية فائقة من جهاز مخابرات الجزيرة نفسه و هو شاب بأنه ضابط سابق ( و لا أدري ما الذي يفعله هذا الضابط السابق في لبنان ) ثم و في مسرحية سمجة مفضوحة بدأ بالتجاوز و بشكل سافر على الشيخ غازي عجيل الياور رئيس الجمهورية العراقية بألفاظ أن كانت تدل على شيء
فأنما تدل على قلة الأدب التي يتمتع بها.. و لكن السؤال هو.. كيف تسمح هذه القناة لضابط تعذيب سابق ( بدليل وجوده في لبنان ) و نكرة بالتطاول و التجاوز على أسياده من أبناء العشائر و العوائل العربية الكبيرة و العريقة كالشيخ غازي
الياور ممن تربوا على قيم و ثوابت لم يألفها بل و لم يسمع بها أمثال ذلك الضابط؟ و كيف يسمح مقدم برنامج يحترم
برنامجه في قناة من المفترض أن تحترم نفسها و مهنيتها أن يتم التجاوز على أفاضل الناس و شيوخهم بهذه الطريقة الهابطة من قبل أناس لا نعلم ماضيهم من حاضرهم؟
من هذين المثالين البسيطين والمفضوحين نستطيع أن نلاحظ الدور الخبيث و المخزي الذي تلعبه هاتان القناتان في لي عنق الحقيقة و تشويهها و محاولتها رمي الكرة في ملعب الخصم بدلاً من نقل المعلومة و الخبر بشكل نزيه و محايد و هو دور خبيث و مخزي دأبت الجزيرة و لا تزال على لعبه على العراقيين رغم أننا قد أستبشرنا خيراً قبل أيام بقرار غلق مكتبها في بغداد و باقي محافظات العراق لكننا فوجئنا بعد يوم واحد من أعلان هذا القرار و للأسف بأنها لا تزال تمارس و بحرية أكثر من السابق نشاطها الخبيث و تبث سمومها القاتلة تجاه الشعب العراقي على مرئى و مسمع من مسؤولي الحكومة المؤقتة التي أعلن رئيس وزرائها شخصياً قرار وقف نشاط هذه الفضائية في العراق بل أن مسؤولين رفيعي المستوى في الحكومة العراقية لا يزالون يظهرون على شاشة هذه الفضائية في لقائات تلفزيونية ظاربين قرار حكومتهم الذي من
المفترض أن يكونوا أول من يحترمه و يطبقه عرض الحائط. لذا وفي الوقت الذي نناشد فيه الحكومة العراقية المؤقتة وعلى رأسها رئيس الوزراء الدكتور أياد علاوي و وزير الداخلية السيد فلاح النقيب أتخاذ أجرائات
حازمة مع قناة ( العالم ) و رديفتها و توأمها بل و أمعّتها قناة الظلام ( المنار ) على غرار تلك الأجرائات التي أتخذتها مع قناة الجزيرة الدسيسة كون القناتان وجهان لعملة واحدة أسمها ( التخريب ).. فأننا ندعوا جميع المثقفين العراقيين المخلصين لوطنهم من كتاب و أعلاميين و محللين سياسيين الأمتناع عن الظهور في هذه القناة التي أثبتت أنها جزء من مخطط أقليمي أتضحت ليس فقط معالمه الرئيسية بل و حتى بعض تفاصيله الدقيقة الهدف منه تدمير العراق و تحويله الى
ساحة حرب و تصفية حسابات بين بعض دول الجوار من جهة و الولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى.. بل أن بعض هذه الفضائيات قد اثبتت عبر توجهها الأعلامي سواء من ناحية الخطاب الموجه أو الممارسة الميدانية لطواقمها
الأعلامية العاملة في العراق و بشكل لايدع مجالاً للشك بأنها عبارة عن غرف عمليات متطورة جداً لبعض أجهزة المخابرات الأقليمية و الدولية و ظيفتها توجيه و تسويق و التنسيق بين شراذم هذه الأجهزة التي تنشر الخراب في العراق من شماله الى جنوبه و من شرقه الى غربه لتنفيذ واحد من أقبح و أقذر الأدوار التي من الممكن أن يلعبها الأنسان الشرير الوصولي النفعي المرتزق ضد أخيه الأنسان المظلوم الذي حَسبُه الله.
أن ما تقوم به هذه الفضائيات هو أرهاب أعلامي يضاف الى الأرهاب السياسي و الأرهاب الأجرامي الدموي الذي يتعرض له العراق أرضاً و شعباً منذ اليوم الأول لسقوط النظام من قبل أنظمة بعض الدول و القوى الأقليمية.. لذا و رغم علمي بأن
محاولة أغلاق هذه القنوات ستواجه بمعارضة و أستنكار شديدين من قبل البعض سواء في الداخل أو الخارج ألا أنني و كعراقي يدميني ما يحصل لوطني أكرر.. رجاءً من أجل خير العراق و شعب العراق أن كان لا يزال هنالك خير يرجى !!! أوقفوا عمل قنوات العالم و الجزيرة و المنار و أخرجوها و كوادرها من العراق.
مصطفى القرة داغي
[email protected]
التعليقات