ليس بالضرورة أن يكون مستخدم الكومبيوتر أو الإنترنت خبيرا في تقنية المعلومات،أو فنيا حاذقا في استخدام هذه التقنية أو متابع جيد لما ينشر في وسائل الإعلام عن أيسر الطرق لاستخدام الكمبيوتر والإنترنت.
وكل من تشجع مثلي في أن يخترق هذا الحاجز الهلامي الذي أحيط به كل ما هو تقنية حديثة، وجعل الكثير يخشى المجازفة. ولكن في النهاية سيدرك الجميع بان الأمر في غاية البساطة. والسهولة..
ولكن للأسف ليس اغلب من تعامل بالخشية وسلك المسلك الآخر.. هو من سيقرأ هذا المقال... لان من سيقرأ هنا، يكون قد كسر ذلك الحاجز أصلا.. إما بالمعرفة أو بالشجاعة.
وقد توقع قبلي علماء أجلاء وخبراء مهتمين بالشأن، بأنه من الممكن أن يصل إلى استخدام هذه التقنية مجموعة كبيرة من بنوا البشر بمختلف طبقاتهم. فأوسعوا الأمر دراسة.وتمحيصا. وهنالك دراسة تقول أن انجح البرامج (الكومبيوترية) المتداولة في الأسواق أو الأكثر انتشارا ونجاحا يعتمد على قاعدة بسيطة ترتكز على أن ( المستخدم جاهل ) ليس الجهل هنا بمعني الغباء ( لا سمح الله... ولسنا كذلك الحمد لله ) بل المقصود بذلك هو توسيع قاعدة المستخدمين بمعنى انه لو تمكن البسطاء من الاستخدام.. يسهل على المتعلمين.. أما المتمكنون فليس هنالك شك في قدراتهم أصلا.. وبذلك توسع القاعدة... بدءًا من البسطاء، ومرورا بالمتعلمين، ووصولا إلى المتمكنين.

ومن هنا كان لمشاركات الكتاب النوبيين في موقع إيلاف وقع طيب في المجتمعات النوبية وقد تناولوا في منتدياتهم اغلب ما نشر من مواضيع تحليلا وتقييما بل أشبعوها طرحا، وربما جدلا.. وأخذت المواضيع المنشورة حيزا لا باس به في نقاش بعض الأخوة في تجمعاتهم النوبية المنتشرة و المتمثلة في الجمعيات النوبية. تلك الجمعيات التي أصبحت معلما من المعالم النوبية في بلاد المهجر ولاسيما في الوطن العربي بصفة عامة وفي الخليج بصفة خاصة. حيث عرف النوبيون في أواسط أشقاؤنا الخليجيون بتماسكهم وتآزرهم وبما انتهجوه من نهج مشرف. وتكافل اجتماعي مقدر و مرموق في تجمعاتهم النوبية. ويتندر البعض منهم بل يتعجبون من مقدرة هؤلاء النفر المقدر من أبناء هذا الكيان النوبي العظيم بمختلف مستوياتهم العلمية يتساوون في العطاء والتآزر بل يتناسون مراكزهم الاجتماعية عندما يتدثرون بنوبيتهم فتجد اللذين يعملون في مراتب عليا ووظائف مرموقة يشمرون ساعدهم لإنجاز المهام الموكولة إليهم صفا واحدا مع ابناء مناطقهم.. ويتندر الجميع من تبجيل هذا العالم الجليل لذلك العامل البسيط ولتقديرهم لهذا العامل البسيط و جهوده المبذولة من اجل جمعية قريته أو نجعه في الريف النوبي على امتداد ارض النوبة الممتدة من جنوب مصر إلى شمال السودان. دون النظر إلى ما يحمله من شهادات ومؤهلات. فان المكانة الاجتماعية المرموقة تبدأ درجاتها عند النوبي بما يقدمه الفرد للجماعة من عمل وليس بما يحمله من شهادات، أو وظيفة يشغلها.. فمعيار المكانة الاجتماعية الرفيعة تتأتى للنوبي بالعمل الجاد من اجل الجماعة.. لا من اجل المصالح الشخصية. لذا تجد النوبي معطاءً ا متفانيا في أداء ما يؤكل إليه من مهام..

لنعود لما بدأنا به من عنوان وهو ما كان من ترابط وثيق بين النوبي وتقديره للثقافة والكتابة ومتابعتهم الثقافية منذ أمد بعيد وريادتهم في مجمل أعمال يظن البعض أنها من اختصاص فئة دون سواها.حيث أن هنالك اعتقاد سائد بان وسيلة الانترنت وسيلة مترفة لا يرتادها إلا الصفوة وأهل العلم والاستطاعة وميسوري الحال، بل المترفين منهم. وإذا بالمواضيع المنشورة في إيلاف تجد طريقها إلى الجمعيات النوبية بل تصل إلى أيدي ابسط البسطاء منهم. لذا يحق لنا أن نقول أن إيلاف استطاعت أن تكسر حاجز الوهم الهلامي الذي تصوره البعض بان الصحيفة الالكترونية لها طبقة معينة من المرتادين والمتابعين
فهنئنا لإيلاف بوصولها إلى أيدي أبناء النوبة البسطاء وهنيئا لأبناء النوبة ولكتابها وادبائها الذين استطاعوا أن يكونوا الرواد في خلخلة وتداخل وسيلة عصرية في كيان نوبي رائد في العمل التكافلي منذ مئات السنين.
وليــــــــاب
كاتب نوبي
[email protected]