كباقي حكومات الشرق الاوسطية الاخرى، كالحكومة التي سبقتها، فالحكومة العراقية الجديدة ايضا تبدو غير مهتمة باوضاع المواطن العادي، تبدو وكأنها فعلا جاءت بقطار امريكي الى الحكم وليست على علم بما تعانيه المواطن من صعوبات في الوصول الى مستوى افضل في المعيشة. فالفارق بين ما يتقاضاه الموظف العادي وراتب موظف اهم، كبير جدا، فمثلا اذا كان راتب الموظف عادي مئة دولار في الشهر، فراتب الموظف الاهم (اهم من نظر الحكومة طبعا) اكثر بعشر او عشرين مرة وكأن الموظف العادي لا يملك عائلة ولا يحتاج الى الترفيه ولا يدفع ايجار الدار ولايحب ان يمتلك سيارة!
اعلن المسؤولون العراقيون لدى تشكيل الحكومة بأن من اولوياتهم تحسين المستوى المعيشي للمواطنين وايضا تحسين الوضع الامني، لكن حتى الان لم يتحقق اي من الوعدين، فالاوضاع الامنية اسوأ مما كانت عليها قبل تشكيل الحكومة، والمستوى المعيشي للمواطن العادي (الموظف بشكل خاص) آخذة بالتراجع ولولا البطاقة التموينية لنزل المواطن للشارع مطالبا بتحسين ظروفه والا كف عن دعم القضية!
مهما كان، فالحكومة العراقية فشلت حتى الان من تحقيق اي من وعودها، لم نرى منها تقدما ولا خطوة واحدة لا باتجاه اعمار البلد وباتجاه استبباب الامن ولا من ناحية تحسين ظروف المواطنين. الكل، اقصد الاطراف المشاركة في الحكومة، يركض وراء الكرسي الدوار! لا لكي يلعبوا لعبة الدوران، بل لكي يخاطبوا المواطن العادي من موقع اعلى، لكي يتمكنوا من خلال الكرسي تحقيق مآربهم ومصالحهم الشخصية، ولكي يتمكنوا من توظيف وتعيين اقاربهم ورفاقهم في الحزب، في مواقع رفيعة ومهمة بالحكومة. كما كالطفيليات التي تعيش على امتصاص السوائل المفيدة في اجسام الآخرين، يفعل كثير من مسؤولي الحكومة العراقية الجديدة، فهم يمتصون ثروات العراق الغني وليس هناك من يعترضم لان الكل كما اسلفنا مشغول بالكرسي الدوار!
الحكومة كالبيضة صارت فاسدة، والوضع الامني اصبح اكثر خطورة، وظروف المواطنين من ناحية المعيشة، لم تتحسن شيئا باستثناء المسؤولين. وكل هذا دليل واضح على فشل الحكومة العراقية في تحقيق الطموحات البسيطة للشعب.. اذن كما هو الحال دائما فالخاسر الوحيد هو الشعب العراقي المغلوب على حاله الذي لا صاحب ولا حول له. فما هو الجديد في الحكومة العراقية؟!

كاروان علي
[email protected]