تراودني أحيانا أفكار غريبة لا علاقة لها بالكون الذي نعيش فيه، وبما يدور حولنا.
وتزعجني تلك الحالات التي تشكلت "على ما اعتقد" نتاجا لمزاحمة وسائل الإعلام والاتصال ببعضها البعض وتنقل الفرد منا بين وسائل الاتصال وتلقي الإخبار بصورة ملازمة، وكلما برزت إلى الوجود وسيلة اتصال وتقنية حديثة، كثرت أدواتها و اجبرنا نحن المتلقون بتجهيز أنفسنا بالمعطيات المتاحة، وربما بالبحث عن أفضل أدواتها والتباهي باقتناء ما أوهمونا بجودة تقنيتها. منافسة لا ندرى كنهها. واعتقدت يوما أنها تكاملية بينهم ضاربا باعتقادي هذا عرض الحائط بكل القانونين والمعتقدات التي كانت راسخة في ذهني عن أصول المنافسة ومقاييسها. فقوانين جدلية التنافس والمزاحمة يكون عادة بين ما هو متقارب في الشكل والمضمون والأداء. لذا ابتكر خبراء الجدل وفلاسفتهم مقولة لولا اختلاف وجهات النظر لبارت السلع.
وتداخل حديثي عن المسميات والتعريفات والسلع. في هذا الزمن الذي ابتلينا فيه بعجزنا عن إدراك ما يرمي إليه غيرك باستحداث لغة التعريفات المصاحبة للمسميات والسلع المزودة بالكتلوجات. فإذا قيل لك عبارة كنت استخدمتها قبل أن تأوي إلى فراشك عليك أن تطلب شرح تعريفها حسب منظور من قالها لحظة سماعك لها، وإذا كنت تخشى من ضياع بعض المكتسبات حال تغير المدلول أو المعنى عليك الإسراع بتوثيقها لان العبارات أصبحت كأسعار العملات تتغير مدا وجزرا حسب مؤشرات البورصة. و ما كنا نعتقد فيه بجهلنا للأدوات الحديثة وتقنياتها وفنون استخدامها من تعريفات لتفرق بين السلع، وما عجزت أن تختار له اسما، حيث تداخلت الأسماء والعبارات والمعاني، و استنزفت الكلمات والحروف في تشكيل عبارات جديدة وبقيت ما يمكن أن يقال لها بمفهومنا السابق (سلعة) فاليوم كل شي يباع ويشتري حتى الكلمة. وان لم تكن كذلك. لا يضر كثيرا!! لان من أراد التمعن فيما اكتبه سيطلب ( كتالوج المعاني والمردفات ) عبرالايــميــل!!
فهنالك علاقة عجيبة بين السياسة والتنمية.. فالساسة يا أخوتي افتعلوا علاقة وهمية بين التنمية والسياسة وقد اسمعونا ألاماني السندسية.بالوعود التنموية حيث كانت وسيلتهم لبلوغ الغاية (السلطة والثروة )
نعم كانت الوعود التنموية وسيلة الساسة لنيل السلطة والثروة. وقد تناحروا اليوم علنـَا من اجل تقسيمها. ( بعد أن كان مجرد اتهام السياسي بالسعي إليها سبة ) لذا ارتبطت في أذهاننا نحن البسطاء علاقات كثيرة..اغلبها مشينة.. ورسمت صور كاريكاتورية للمرشحين والحزبيين.. وبعض الشعارات.. والوعود الكاذبة التي تضرب بها الأمثال في مجتمعات يتشدق الساسة بديمقراطيتها..
وبما أن التواجد الجغرافي للنوبين بين شطري وادي النيل الممتد بين السودان ومصر أصبح هاجسا يراود الساسة و تؤرقهم.. فما من مشكلة سياسية نشبت بين القطريين إلا واتت بنتائج وخيمة على النوبيين الذين يتلمسون نتائجها المفجعة في كل الحالات دون أن يكونوا طرفا فيها
كل ذلك ترك في نفوس النوبيين ما يبرر لهم محاولاتهم في سد باب الفرص أمام الساسة و يقوموا بدور تنموي رائد في غياب الحكومات! بعمل مشاريع تنموية بسيطة في المناطق النوبية لسد حاجياتهم الماسة نتيجة تناقص الدور التنموي للحكومات المتعاقبة. فكان لأبناء النوبة في شطري الوادي ان يعتمدوا على دور الجمعيات النوبية الخيرية المنتشرة في جميع أصقاء العالم بشرقه وغربه لتكون هي الركيزة الداعمة لتطوير مناطقهم والداعية الى توحيد الكلمة النوبية وتبني القضايا التنموية في مناطقهم بجهودهم الذاتية فادت ذلك الى ظهور من اسموهم بالانفصاليين و العنصريين. بل كادوا ان يحرموا من تنفيذ مشاريعهم التنموية بحجج واهية ( مسيسة ) وباختلاف مواقعهم!! ففي مصر اتهمو بالانفصليين!! وفي السودان بالعنصريين!! مع اختلاف أوجهه المقارنة. فالبيروقراطيات في القطريين معطلة للتنمية. وفي سياق ما تقدم من مقارنة نقول ان هنالك فرق شاسع بين نطق السوداني والمصري لحرفي " ق / غ " لذا كان ما يراه النوبي ـ قــريبًا ـ يراه الساسة في السودان ـ غـريبًا ـ وفي مصر ـ أريبا ـ ( من الريبة ) فالساسة يا ساده " قلبوا القاف والغين " حسب أهوائهم...
و يود ألنوبيين أن يبذل الساسة في القطرين جهودهم في تطويع إمكانياتهم السلطوية فيما يخدم المجتمعات النوبية مع بشريات التكامل والحقوق الاربعة..!! وان يساهموا ايجابا في تنمية المناطق النوبية التى نالت من الاهمال والتهميش قدرا عظيما.
وليــاب
كاتب نوبي
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات