قرار الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجن عسقلان والعودة إلى إضرابهم عن الطعام الذي بدأ وه منتصف آب/أغسطس الحالي بعد ان وافقت إدارة السجن على الدخول في مفاوضات معهم حول مطالبهم والسماح لهم بالاتصال مع زملائهم المضربين في السجون الأخرى فتم تعليق الإضراب لمدة ثلاثة ايام ثم ما لبثت إدارة السجن ان تنصلت عن اتفاقها فقرر الأسرى والمعتقلين الذين يزيد عددهم على 7500 أسير فلسطيني معاودة الإضراب الذي يهدف إلى تحقيق سلسلة من المطالب تتعلق بظروف معيشتهم داخل السجون المذلة والمخالفة لجميع الشرائع والقوانين.
وبغض النظر عن جدوى الإضراب وتأثيره في إمكانية تحول حقيقي في قضيتهم التي يعاني منها آلاف الأسرى القابعون خلف القضبان ويعاني عشرات الآلاف من ذويهم وعائلاتهم الذين لاتقل معاناتها عن معاناة أبنائهم وإخوانهم وأزواجهم الأسرى الذين يختلفون بأعمارهم ومدد اعتقالهم التي يتوجب عليهم قضاؤها والتي تتراوح بين خمس إلى عشرات أو ربما مئات السنين بالنسبة للمحكومين بأربعة أو ستة إحكام مؤبدة وهم يشكلون بمجموعهم صورة ناطقة لمعاناة شعب صاحب اعدل قضية في التاريخ الإنساني بكل المقاييس والاعتبارات الدينية والإنسانية والقومية والوطنية ويملك عمقا عربيا وإسلاميا يشكل لو تحرك أو أراد التحرك أقوى قوة في العالم، لكن الجميع عاجزين وهم أسرى ظروفهم وأحوالهم المتردية في اغلب شؤون حياتهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية ويعيشون مجموعة أزمات تجعلهم حقيقة هم الأسرى والمعتقلين في بلادهم عندما لا يقدمون أو لا يتحركون لتقديم أيشيء سوى الكلمات في نشرات الأخبار والتي بدات هي الأخرى أيضا تتراجع لتحتل إخبار أزمات ومصائب أخرى بدل إخبار فلسطين.
الشعب الفلسطيني تركناه وحيدا في الساحة لا يملك إلا الحجارة حيث يواصل أطفالهم وشبابهم انتفاضتهم في هذا الزمن الرديء ولا يملك الأسرى والمعتقلين إلا ان يواجهوا آلة الحرب الإسرائيلية بمعدهم الجائعة والخاوية لكنهم يمتلكون نفوسا يملؤها العزم والاصرار والتحدي والأيمان الذي لا حدود له بحتمية الانتصار ولو بعد حين.
سلاما لكم أيها السادة الأحرار ( الأسرى والمعتقلين) وأنتم شرفاء هذا الزمن وضحاياه والذين من زنزاناتكم وقيودكم ومن خلف القضبان التي تحجبكم عن ضوء الشمس أكثر حرية وبهاء منا جميعا ومن كل الذين يتنفسون الهواء في هذا الكوكب.
سلاما أسرى الزمن الرديء أيها الشرفاء يامن تعيدون في نفوسنا بإضرابكم هذا بذور التحدي وصحوة الضمير والإصرار على السير في مسيرة النضال معكم حتى وانتم تضربون عن الطعام فانتم أكثر أهل الأرض شبعا ونبلا ومروءة وانتم في الحقيقة أكثر حرية وجدوى وتأثير حتى وانتم في زنزاناتكم من الملايين من أبناء أمتكم الذين أصبحوا أسرى لحكامهم ونفوسهم وبطونهم التي تعاني التخمة وسوء الهضم من كثرة الطعام والسكون ومتابعة برامج ونشاطات مهرجانات الرقص والغناء ومسابقات اختيار ملكات الجمال والسوبر ستار التي غزتنا ونحن في بيوتنا و اصبحت الشغل الشاغل للكثير من الدول والقنوات الفضائية في بلداننا وشعوبنا الأسيرة التي تحتاج إلى ألف إضراب لتتحرر من واقعها المرير والأسير.
محام وكاتب عراقي مقيم في الدنمارك
التعليقات