يقوم السياسيين العراقيين بممارسات تحير العقل، ان الانسان يكاد يجد ان هؤلاء السياسيين قد انقلبت لديهم الاوليات او يكاد يعتقد انهم يعيشون على كوكب اخر، يعاني العراق من الارهاب وعملياته القبيحة، من الذبح والقتل بالسيارات المفخخة والخطف، الى تدمير كل ما يساعد الانسان العراقي على العيش، من محطات الكهرباء الى محطات تصفية المياه الى انابيب النفط،والذين يقومون بهذه الاعمال هم على الاغلب من التنظيمات الاسلامية، التي ترفع شعارات معادية لاسرائيل، وان كانت تخدمها فعليا، الشعب يطالب بالامن والامان، الشعب يطالب به لانه يدرك، ان لا مستقبل بلا امن، وواجب الحكومة العراقية والمجلس الوطني المؤقت والسياسيين والاحزاب، هو العمل كل في مجال اختصاصه لتحقيق هذا الهدف، وبتناغم الكل.

مثال الالوسي يقوم بزيارة اسرائيل، انا شخصيا ليس لدي اي عداء تجاه اسرائيل، واؤيد اقامة العلاقات معها، لسبب مهم هو ان للعراق جالية مهمة في اسرائيل، واغلبهم تواق لزيارة بلدهم الام، كما ان طريقة خروجهم من العراق رافقتها الكثير من المظالم، ولكن وفي ظل هذه الهجمة التي تستهدف العراق من قبل جهات متعددة، ماذا ستقدم للعراق هذه الزيارة، حتى لو كانت من اجل حظور مؤتمر علمي عن الارهاب في العراق، الا نعطي خصومنا ادواة لكي يزدادوا وحشية كما نمنحهم اسلحة لكي يكسبوا بها السذج، وعالم العروبة مملوء بهم، اليس من حقنا ان نعرف من السيد الالوسي الاجابة، برغم ان الزيارة كانت علنية.

السيد مسعود البارازاني السياسي الكردي العراقي البارز، ذو الحنكة السياسية، يقول ان كركوك هي جزء من كردستان، وليست هنالك قوة يمكنها ان تسلبها منا، اي كردستان سيدي؟ لماذا لا تكون كركوك من العراق، لماذا لا تكون دهوك، واربيل والبصرة والنجف والرمادي وووووو من العراق، الا تستعجلون، الا تمنحون لمنتقديكم الحجة، بانكم ترغبون في الانفصال، اليست هذه التصريحات مضرة بكم اكثر، نحن نعلم حكمتكم وهدوئكم، ونعي خبرتكم السياسية، فبالله عليكم اليس بمثل هذه التصريحات نفتح طريق الحرب الاهلية ( وخصوصا ان الذئاب الخارجية تنتظر منا اي خطاء لكي تنهش في اجسادنا انيابها المسمومة و انتم سيد العارفين)، ام انكم تريدون تحقيق اجندة اخرى من خلف هذه التصريحات النارية.


مجلس الحكم السابق والوطني المؤقت الحالي

وفي خضم المعمة التي كان يعيشها العراق، من الاوضاع الامنية السيئة، الى البطالة المتفشية، والبنية التحتية المهترئة، انشغل المجلس، باصدار قوانيين، وياريت كانت في صالح تطوير الحياة اليومية او الحد من الاوضاع السيئة، لا بل صاغ قوانيين سريعة للاسرة يعتبر رجعيا اكثر من القوانيين التي سنت قبل اكثر من اربعين عاما ( لصالح ايديولوجية محددة، ودون ان يبين لنا ما هي المصلحة من مثل هذا القانون المتسرع)، واصدر قانون العلم العراقي الذي لم يتقبله احد، واليوم فأن المجلس الوطني المؤقت، ينشغل وبكل همة ونشاط في الاهتمام باصدار قانون يلغي لقب الشريف من التداول، فبالله عليكم اي دولة يمكن ان نبني بمثل هذه الممارسات المستعجلة والتي ليست من الاهتمامات اليومية والانية لابناء شعبنا، بل ان اكبر خيال سريالي لم يستطع ان يبتكرها.

انني هنا اقدم لكم ايها السادة الساسة العراقيون امثلة لما يتطلع الشعب العراقي منكم، فالمسألة الامنية تتطلب اولا الحل الفعلي لكل المليشيات، وان يبقى الامن بيد القوات الامنية الرسمية، ان يتم تشديد قانون العقوبات وخاصة المتعلق بامتلاك الاسلاحة النارية بكل انواعها، لكل من يمتلكها ولكل من يتستر على مالكيها ولكل من يقترف العنف ويتستر على مقترفيه، لكل من يبث الكراهية ويشجع اعمال العنف بأي شكل من الاشكال، ان تقوموا بتشجيع ابناء الشعب للانخراط في الاجهزة الامنية ان تعطوا امثلة عن تعاون السكان المحليين مع الاحهزة الامنية بغيةالتخلص من الا رهابيين.

ان تقوموا بالتشجيع على الانفتاح الاجتماعي، ان لا يعتبر البعض القوانيين التي فرضها انصار الصدر في كل مجالات الحياة تحت ضغظ البندقية، امتيازا يجب الحفاظ عليه، بل العودة الى اسلوب الحياة المنفتحة ولكن مع منح الانسان حرية في ذلك، ان تقوموا بتشجيع الاستثمارات التي تمتص البطالة مع توفير الامن لهذه الاستثمارات، من ميزتنية الدولة، يجب ان تحاربوا بشكل فعال (اني شعلي قابل مال ابويه) يجب ان تبتعدوا عن اديلجة الدولة فالدولة لمواطنيها كلهم، الم يحن الوقت لوضع قوانيين ترفض تحزيب الوزارات؟ هل الوقت الان هو وقت توزيع المغانم؟ هل الوقت الان هو وقت التغيير الديموغرافي؟ برغم من تعاطفي الشديد مع من سلبت املاكهم من العرب والكرد والاشوريين والتركمان، فأنني ارى انه اذا كان ممكنا تأجيل حل مشكلات ابناء اي قومية فأنه يمكن تأجيل حل مشكلة بقية القوميات، اما اذا كان البعض يستقوي على الدولة الان، فأن غدا سيستقوى الاخريين عليه، ولو كانت دامت لغيرك لما وصلت لك،ارجو ان نعي واجباتنا الانية، في اقامة ركائز دولة القانون والعدالة واكرر (العدالة)
انها واجباتكم الفعلية اليوم يا سياسي بلدي، فهل من سامع؟

تيري بطرس