احيانا نحاول التعميم، برغم ان التعميم حالة مرضية، الا انها حالة موجودة، ومن حالات التعميم، ان نرى كل رجال الدين، من الداعين لتطبيق الشرائع السماوية، او لحكم رجال الدين بحجة انهم الاصلح او لانهم سيحكمون بشريعة الله، و التعميم ينظر لهؤلاء الرجال بانهم من الداعين الى التزمت بكل شئ، وخصوصا في القوانين التي تتحكم بالعلاقات الاجتماعية، وهذه النظرة تطال على الاغلب رجال الدين الشيعة، وذلك لما رأه العالم من الممارسات التي تقترف في ايران بأسم الدين.

الا ان ما سمعناه من الطروحات المتنورة، والتقدمية (بمفهوم تتجاوز الواقع المتخلف الى طرح يحاول تطوير المجتمع، بالاصلاح وليس بالثورة)، لرجل الدين العراقي سماحة الشيخ اياد جمال الدين ينبأنا بولادة جيل متنور من رجال الدين، جيل يحاول اعادة الدين الى مساره الصيحيح، اي تعليم قيم المحبة والتسامح ورفض الظلم وايذاء المجتمع والفرد بالممارسات المنبوذة، اعادة الدين لمخاطبة الفرد وروحه القلقة المحتاجة لما يطمئنها، دين يحاول غرز قيم الاستقواء بالقانون والحقيقة وليس بالعلاقات العشائرية والحزبية والطائفية.

السيد اياد جمال الدين، وبصراحة رجل الدين الحقيقي يقول انه مع الحكم العلماني، انه يقول يجب ان نفرق بين الدين والدولة، فلا رابط يربطهما، الا كون رجل الدين من مواطني الدولة، حاله كحال اي مواطن اخر، اي مواطن يمتهن مهنة رجل الدين، حاله كحال من يمتهن الطب والهندسة والفن، ان المجتمع بحاجة لرجل الدين، نعم ولهذا فالمجتمع افرزه لخدمة المجتمع، وليس ليقوده بأسم الدين، ان السيداياد جمال الدين، يقر ان استقواء الدين بالدولة او تشبت رجل الدولة بالدين اضر الدين اكثر مما افاده، لقد انزل الدين من عليائه لقد جرده من روحانيته، الى درك الممارسات السياسية، لقد تحول الدين في السلطة الى جلاد، يحكم وينفذ، لقد تحول الدين الى طاغية يأمر ومن لم ينفذ فأن مصيره الويل والثبور، فبدلا من كلمة الرحمة والمواساة والامل، صار لرجال الدين الكرباج والكلاشنكوف.

السيد اياد جمال الدين يدعو صراحة الى الديمقراطية كوسيلة للحكم والحرية كأساس لممارسة الديمقراطية، انه يدرك ان تطور وعزة ومنعة الدين تأتي من الحرية وليس من الفرض والقهر، انه يدرك ان الامريكان جأو ليساعدوا العراقيين، وان لهم مصالحهم، كما كانت لنا مصالحنا في اسقاط النظام البعثفاشي، انه انسان يعرف السياسية كما هي وليس كما يتطلب الدين، او بالاخص بعض رجال الدين، امثال القرضاوي الذي يبرر تواجد الامريكان في قطر، لانه يستلم هباته منهم، ويدعوا الى قتل الامريكان وحتى المدنيين، ليكسب الشارع العربي، ان السيد اياد جمال الدين يدعوا ليقرر السياسين المنتخبين شرعا الى تقرير الصالح للعراق، انهم المهيأون لذلك وليس رجل الدين، نعم لرجل الدين حق ابدائ الرأي بالسياسي، لانه ايضا مواطن وله الحق كأي مواطن اخر ابداء رأيه الا ان الراي يجب ان لا يكون مقرونا بالدعوة الى العنف واستعمال السلاح، ان السيد اياد جمال الدين خير تلميذ للمرجيعية الدينية في النجف، هذه المرجعية التي حاولت بكل قواها تنزيه الدين عن السياسة، فالف تحية الى امثال السيد اياد جمال الدين، رجل الدين الشجاع وحامل شعاع الامل والتنوير، ان ذكر الرجال الشجعان واجب ليكونوا قدوة للاجيال الصاعدة.

تيري بطرس