فخامة الرئيس...
ليس المهم أن تصنع التاريخ...بل الأهم أي تاريخ تصنع!
المضحك والمبكي إلى حد { الثمالة }، ما صرح به جورج بوش لمجلة " تايم ماغازين " بأنه أي الرئيس بوش هو من يصنع التاريخ!!!!
المضحك في هذا التصريح هو إن فخامته وبعد كل ماصنعت يداه في مشارق الأرض ومغاربها وانفلات زمام الأمور من بين يديه، ولهاثه وإدارته وراء الأحداث وتخبطهم الواضح في التعامل معها...ما زال يظن أنه قادر على صناعة التاريخ.
أما المبكي في الموضوع فهو أن فخامته وقبيل وأثناء وبعد تصريحه هذا، كانت الإنفجارات تهز كابول وتهز النجف والفلوجة ومدينة { الثورة أو صدام أو الصدر!!!} وما تزال وستبقى لمدة قدرها بعض المحللين الأمريكيين من { عام إلى عشرة أعوام!!!}، وكانت جثث الضحايا ودماء الأبرياء تملىء الشوارع والأزقة وكان الدمار الهمجي واضحا وشاهدا على التاريخ الي يفتخر بوش بأنه صانعه، وكذلك كانت دماء الأمريكيين وهم ( ضحايا أيضا بشكل أو بآخر ) من المفترض أن رئيسهم إياه هو من يكتب تاريخهم، أقول أن دماء هؤلاء الأمريكيين كانت تتدفق وتراق في شوارع المدن التي غزاها بوش ( صانع التاريخ ) وستبقى كذلك طالما بقي فخامته صانعا للتاريخ.
لقد غاب عن بال فخامته وهو يرفل كعادته في ثياب الغرور أن المهم ليس صناعة التاريخ أو من يصنع التاريخ، ولكن المهم والأهم هو أي تاريخ يُصنع؟ فستالين وهتلر وموسوليني وشارون وغيرهم صناع تاريخ بمقياس بوش، ولكن ألسؤال هو أي تاريخ صنعه هؤلاء.؟
لا يفتىء فخامة الرئيس بوش من إتحافنا بين فينة وأخرى بما هو غريب ومثير للإشمئزاز والقهر، ولكن في نفس الوقت فأنه ومن محاسن هذا { الإتحاف } أنه يشير وبوضوح إلى المخاطر التي ستتهدد العالم إذا ما تم التجديد لبوش وإدارته لفترة رئاسية أخرى وأخيرة لن يكون فيها أي ضابط لتصرفات هكذا رئيس ولا حدود أو معالم { للتاريخ } الذي سيصنعه.
د: يوسف الفقهاء