سابدأ المقال بدون مقدمات وبدون مجاملات أي بدون كذب،صحيح ولكن كيف نبدأ بدون مجاملات وأن المجتمع الشرقي صعب عليه أن يبدأ بدون مجاملات وبدون مقدمات لماذا لأنه دائما يلف ويدور حول نفسه إسلوبه الإنشائي في الكتابة يفقده الابداع وأسلوبه الحقيقي في الكلام يفقده الوصول للحقيقة بسرعة وصحيح من قال نحن مجتمع لانعرف مانريد من المرأة، ولكن لماذا ؟
لأن فرص الحوار مقطوعة ليفهم كل طرف الطرف الآخر وغير متيسرة فإن أردناها زوجة لانستطيع أن نتعرف على أفكارها إلا بعد الزواج وكثير منا يتزوج قبل أن يرى أو يتزوج على الصورة أو يتزوج على وصف من الأم أو الأخت فأين القناعة من الزواج إذا لم ترى وتتحدث وتتعرف على هذا الكيان الغامض بطبيعته المليء بالأسرار والمفاجآت والمتغيرات في آن واحد وبعد الزواج أيضاً قد لايجد معظمنا الوقت الكافي للجلوس مع هذا الكيان ليتعرف عليه عن قرب وإنما تعامل سريع أسرع من إيقاع هذا العصر الذي يسمى بعصر السرعة وبالتالي نفشل في فهمها كزوجة في غالب الأحيان ومن الأصل ثقافتنا عن المرأة في مناهجنا الدراسية لاتتعدى ماهو حرام فقط بل نتعلم أن كل المرأة عورة حتى صوتها ثقافة تصور ماهو حرام وماهو حلال ولايوجد بها أبداً اللون الرمادي أي بين بين..
هل توجد في ثقافتنا الشرقية كتب عن فن التعامل مع المرأة من ناحية شمولية أخلاقية والبعد عن غير الأخلاقيات أما إذا كنا نريدها صديقة فمن تكون إلا في الخفاء ولايجرؤ أحد على أن يتباهي بأن له صديقة إمرأة في هذا المجتمع ويكذب في غالب الأحيان إذا زل لسانه ويعود ليقول صديقتي زوجتي أو صديقتي أختي أو صديقتي أمي ولن يزيد فبنات العم والخال والأقارب والجيران من المحرمات أن تتخذها صديقة إلا في الخفاء وهو سر البلاء حتى الزوجة نفسها تغار من ذلك أيما غيرة كيف تتخذ فلانه صديقة وأنا زوجتك فيعيش التناقض بل يكذب على نفسه وعلى زوجته وعلى مجتمعه ولايوجد لدينا مفهوم الصداقة مع المرأة غير المفهوم اللاأخلاقي وفي الغالب حتى لايكون الكلام فيه من التعميم ماثير فزع الآخرين وأما الحب فهو أشد وأنكى من الصداقة فإذا قبلت الصداقة عند البعض فلن تقبل كلمة الحب عن الكثير إلا في إطار حب المال والعيال وماعدا ذلك قد يدخل في باب الزندقة حتى إن قال لزوجته ياحبيبتي فلن يقولها إلا من وراء حجاب هذا الحجاب الذي حجب عنا عين الحقيقة وتجنينا على الدين بكلمة الحجاب حتى أصبح هناك حجاب شرعي وغير شرعي ولم ينجوا الرهائن الفرنسيين من قضية الحجاب حتى الآن،،، حتى آخر مؤتمر للحوار الوطني كانت التعليقات على النساء المشاركات ما يكفي بأن عبرت عنه إحداهما بالبكاء والعويل وتمنت أن الأرض إبتلعتها ولم تسمع مثل هذا الكلام أو كما قالت مريم عليها السلام (أو كنت نسياً منسيا )). وثقافتنا الشرقية تحرم الحب بكل أشكاله غير حب الله ورسوله..
لذا نجد معظم الشرقيين المتشددين يرغبها أن تكون دمية تعمل بالبطارية عليها السمع والطاعة وإلا باءت بغضب من الزوج الذي يرقى في حين من الأحيان الى غضب من الله ورسوله بل والملائكة أجمعين.
أما قضية نصف المجتمع فإننا نكذب كذبة إبريل كل يوم فنصف هذا المجتمع عندنا دمى قد تكون متحركة وقد لاتكون متحركة بل طاقات معطلة لاقيادة سيارات ولاأعمال حرة ولاإنتخاب في المجالس البلدية و1000 الف لا.
إن نصف هذا المجتمع هو لخدمة النصف الآخر فهؤلاء من طبقة السادة وهؤلاء من طبقة العبيد فالرجل فينا يرى نفسه القوة العظمى كأحد أعضاء مجلس الأمن له حق الفيتو على كل شيء وخدمة إسرائيل التي هي ذاته ! فحب الذات عند الشرقي ليس لها حدود كإسرائيل تماما تريد أن تعيش في حدود آمنة ومعترف بها ولكن أين هي حدود دولة إسرائيل. دولة لازالت بلا حدود وبلا دستور وفوق القانون والأمم المتحدة وضعت لخدمتها وخدمة أهدافها.
بعض رجال المجتمعات الشرقية قادر على أن يحب كلّ اسبوع إمرأة لماذا لأنه غير صادق في حبه ولايعرف الحب الحقيقي والحب عنده له معيار مزدوج ويكال بمكيالين أو أكثر من مكيال.
فهو يحبها في الأسواق خلسة وبعيداً عن رجال الهيئة أو بعيداً عن عيون الناس فالحب بالترقيم وبالهمسات وحب الخوف هو كمن يمزج العسل بخلاصة لوح الصبر المر ويقول إني صابر على هذا الحب عملاً بقول لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا إما إن قيض له الحب من خلال نوافذ العمائر فهذا الحب يستخدم له وسائل التقنية المقربة للبعيد أو إستخدام تقنيات الرؤية الليلية التي لانستخدمها في الحروب وإنما في كشف المستور من أسرار لاترى بالنور أما حب الليموزين فحدث ولا حرج ولن أخوض فيها فقد أحجتاج الى كتاب لأوفيها حقها من التحليل ولكن أوصي إدارة المرور بالموافقة على التظليل لزجاج سيارات الليموزين حفظاً لراكبيه من نصف المجتمع.
وصحيح ماقلت بين قوسين (( في مجتمع شرقي متناقض، تأتي المرأة حبيبة في دواوين الشعر والهواتف المحمولة ومحلاّت الكوفي شوب، لكنها زوجة في المطبخ والسرير ودفتر العائلة )).
صحيح أن المرأة ضائعة في اللعبة ولكنها هي سبب رئيسي في الضياع فلا هي تدافع عن حقوقها ولاتجرؤ على الكلام وتريد من يطالب بحقوقها فمعظم المطالبين بحقوق المرأة من الرجال حتى وصلوا درجة الإتهام بأن لهم أغراض وأهداف خفية من وراء المطالبة بحقوق المرأة ولكن كيف تطالب المرأة بحقوقها وهي من درجة أقل فهي الضعيفة تماماً كاللاجئين بلا هوية وبلا وطن فمن تزوجها من الغربيين ومن بعض الشرقيين سماها بإسمه في جواز سفره وإن أعطيت جواز سفر أو هوية سميت بزوجة فلان أو أم فلان ؟ فأين إستقلاليتها وحريتها في التعبير عن الكلام عوضاً عن المطالبة بحقوقها. وإن طلبت الطلاق فيعذبها زوجها أو يماطلها حتى تتنازل عن مؤخر صداقها بل عن أولادها بل تبقى خادمة لأطفالها في فترة تسمى فترة حضانة ومن ثم يختار الطفل بين أمه أو بين أبيه أما في العرف التجاري فلا بد لها من وكيل أو مدير ليدير لها تجارتها لأننا نركز على عبارة في الدين ( ناقصات عقل ودين ) ولايوجد حتى الآن من قام بتفسير ذلك تفسيراً عصرياً.
أما العبارة بين قوسين ( هي لاتعرف كيف تملأ العين، كيف تكون حبيبة وصديقة وزوجة في وقت واحد ) تحتاج من العمق في التفكير الى وقت كثير.
صحيح ماقلت ( كلمة ( حبيبة ) في الذهن الشرقي، تجيء على قدر من العيب ) لماذا لأن هذه هي الثقافة التي تربى عليها الرجل الشرقي وهي الثقافة التي درسها وهي الثقافة التي لازالت جاثمة على صدور أبناءنا وبناتنا ولا أحد يفكر في التغيير او التطوير إنها ثقافة الإرهاب إنها ثقافة التسلط وثقافة العنف والقهر والظلم حتى صدر قانون سمي بقانون العيب في إحدى الدول العربية ليرسخ الظلم ويمنع الديموقراطية وتسود العبودية ويبقى قانون الطواريء فنحن بحاجة الى وعي ثقافي حضاري يميز بين الحضارات والثقافات كما يميز بين الألوان، نحن بحاجة الى محو أمية المتعلمين قبل الأمية الأبجدية، فالمسألة ليست قراءة أو كتابة إنها قضية ثقافة وحضارة كيف ندمج الحضارات ونندمج فيها كيف نتقبل من قدم إلينا زائرا أو معتمراً أو للعمل ولاننظر إليه نظرة ريبة أو خيفة لأن الجواب بين قوسين (( والرجل لايريد الحبيبة زوجة و لايريد الزوجة حبيبة، حكاية غير مضحكة.)) عذراً على الإقتباس فقد وجدته إحابة لسؤال طالما حيرني ؟
صحيح ماقلت (الرجل العربي يحبّ وهو في السيّارة) ولكن حب غير حقيقي كالزبد يذهب جفاء وصحيح ماقلت ( الحب عنده هو الحب الموجود في الأغاني ) لأنها هي الوحيدة التي يسمح له بالتعبير عنها فهذه هي حرية التعبير عندنا فالصحافة لها مقص الرقيب بالمرصاد، لهذا يلجأ الى المنتديات والأنترنت، إنه يسمع ويحبّ عبر الأنترنت أو الشبكة العنكبوتية لهذا هو الحب المبني على الوهن وأن أوهن البيوت هو بيت العنكبوت ولكن لماذا الحب بالليل أكثر منه بالنهار ؟ لأن الليل كاتم الأسرار ومخفي العيوب ومايلبث أن يذوب بعدما تطلع الشمس لذا هو حب غير حقيقي. الحب الحقيقي يشبه اللون الأصلي الذي لايزول بالمنظفات أو المطهرات قد يبهت أحياناً ولكن لايزول.
الحب الحقيقي كلوحة فنية يزيد سعرها مع مرور الزمن أي يكبر في عيون المحبين وفي قلوبهم وفي عقولهم وفي وجدانهم وفي افئدتهم وغير ذلك. وصدق من قال بين قوسين (( الرجل العربي وخاصة الخليجي، تربّى منذ الصغر على أن "المرأة" عيب ! كلّ ما يتعلّق بها يرتبط بـ العيب والخزي والعار !))
وسنتوقف عن هذا الحد لأن الموضوع مثير ومتشعب ويشبه قضية فلسطين !!!!

مصطفى الغريب - الرياض