في الثاني من نوفمبر المقبل سيعرف الأمريكيون والعالم من هو الرئيس الأمريكي الذي سيبقى في سدة الحكم أربع سنوات قادمة، فالصراع الآن على أشده بين الرئيس الأمريكي الحالي ومرشح الحزب الجمهوري جورج دبليو بوش، والمرشح الديمقراطي جون كيري. ولاشك أن أمام الناخب الأمريكي الكثير من القضايا التي تؤرقه ويرى في أحد المرشحين القدرة على حلها، فمن خلال برنامجيهما الانتخابيين نشاهد أنهم متفقون على بعض من الأمور الحساسة كقضية الأمن القومي لأمريكا ومحاربة الأرهاب، وتطوير الاقتصاد الامريكي وتقليص العجز في الميزانية الأمريكية التي بدأت بالإنخفاض تدريجيا بعد أحداث 11 سبتمبر والحرب في العراق وأفغانستان، فالحزب الجمهوري الذي يدرك تماما مدى الخطورة القادمة التي ربما ستقصيه في هذه الانتخابات يعمل جاهدا على التأثير على الشارع الأمريكي الذي فقد الثقة به وذلك لعدة أسباب لمسها منه وهي متمثلة في عدم مصداقية الرئيس جورج بوش تجاه عدة قضايا كمبرارت الحرب على العراق وأفغانستان وفقدان الكثير من الجنود الامريكيون، وقد اختار الحزب الجمهوري ولاية نيويورك والتي تعتبر المعقل الرئيسي للديمقراطيون لبداية عقد مؤتمراتهم وذلك لمحاولة التأثير على الناخب في تلك الولاية ومحاولة كسب بعضا من التأييد الذي قد يفيد في عملية النجاح، فالبرغم من أن 83% من أهالي نيويورك غير مؤيدين لعقد المؤتمر الجمهوري لديهم الا أن الجمهوريون أصروا على عقده لانه يرون بانه قد يحقق مايصبون الية وهو تحسين صورتهم لدى تلك الولاية، فالجمهوريين يمتلكون التأييد المطلق في عدة ولايات منها كاليفورنيا وتكساس، ويحاولون أن يكسبوا ولو تأييدا بسيطا في ولاية نيويورك التى لاتؤيدهم ابدا وهذا ما اتضح من خلال الانتخابات السابقة، فالجمهوريون متعطشون لاصوات اليهود الذين يتركزون في ولاية نيويورك ويشكلون 2% من أصوات أمريكا، فمتى ما استطاع الرئيس جورج بوش كسب قليلا من التأييد اليهودي الى جانب أصوات العرب الامريكيون، سيتمكن من الفوز بالانتخابات، ولكن هذا صعب جدا خاصة أن التنازلات التي سيقدمها لليهود لن ترضي الجانب العربي والعكس صحيح، فالعرب سيكون موقف الاغلبية منهم غير مؤيد للرئيس بوش لعدة أسباب منها الحرب في العراق واحداث 11سبتمبر والمعاملة السيئة التي لقوها في هذا الوقت، وهذا ماذكرته استطلاعات الرأي الأخيرة عن أن نحو ثلثي العرب الأمريكيين سيصوتون لكيري، ويعزو المراقبون هذه النسبة إلى الإحباط الذي أصاب الجالية العربية بسبب أحداث الحادي عشرة من سبتمبر/أيلول بالإضافة إلى رفضهم لسياسات الرئيس بوش الخارجية خاصة فيما يتعلق بالحرب على العراق وموقفه من الانتفاضة الفلسطينية، فالجمهوريون الذي قد تأكدوا من خسارتهم لاصوات العرب لن يكون أمامهم الا أصوات اليهود التي لن يحصلوا عليها الا بتقديم المزيد من التنازلات والخدمات لهم، فهم يعولون كثيرا على أصوات اليهود في ولاية نيويورك التي تعتبر معقلهم الى جانب فلوريدا التي تعتبر ثاني أكبر مركز للجالية اليهودية، ومن المتوقع أن تلعب ولاية فلوريدا دورا حاسما في تحديد الفائز في الانتخابات الرئاسية القادمة نظرا للدور الذي لعبته إبان الانتخابات الرئاسية الماضية والتي أسفرت عن فوز الرئيس بوش بفارق 537 صوتا. فمنذ شهرين زار ديك تشني نائب الرئيس الأمريكي ولاية فلوريدا للتحدث أمام الفيدرالية اليهودية بمقاطعة بالم بيتش ومن المنتظر أن يزورها خلال الشهور القادمة عدد من كبار السياسيين في الحزب الجمهوري للتحدث أمام مؤسسات الجالية اليهودية.فمن خلال النشاط المكثف للحزب الجمهوري، بدأ الحزب الديمقراطي تكثيف نشاطة من خلال برامجه الانتخابيه وزياراته، الا أن المرشح جون كيري ارتكب عدة أخطاء قد لاتغفر له ففي البداية انتقد الحرب على العراق ثم أيدها، وشارك في حرب فيتنام، ثم انتقد الجيش الأمريكي فيها، وهو يسعى اذا تم انتخابه أن يعطل عملية السلام ولن يبرم أتفاق بين اليهود والفلسطينين لانه كما يقول إن اسرئيل ينقصها شريكا للسلام أي أن الفلسطينيون لم يكونوا دعاة سلام أبدا.

فالمقارنة بين بوش وكيري وإن كانت متقاربة من خلال استطلاعات الرأي، الا انها في النهاية تصب في مصلحة واحدة، ونحن كعرب نعرف جيدا ماهي تلك المصلحة، فالاهداف متشابهة والمصلحة مشتركة.

[email protected]