سؤال تتبعه سلسلة أسئلة هي ضمن الاستفهام الاستنكاري، ليس غير، لما يحدث في العراقلآن وبين ما تنعق به الأفواه من شتى الاتجاهات وبمختلف اللغات.
أول من أسأل هل يستطيع الرئيس بوش أو أي شخص آخر أن يجزم قاطعا بأنه سيعاد انتخابه لولاية أخرى؟
لا اعتقد أن الجواب سيكون بالإيجاب مطلقا، ولو من الحياء المفقود عند الأغلبية الان، ومن هذا المدخل لنحاول إلقاء نظرة على التعيينات التي تجري في العراق للسادة القادمين من وراء الحدود فقط لأنهم متميزون على من بقي في الداخل بشفافية اتجاهاتهم وأهوائهم للمحتل مضافا إلى تفاهماتهم عندما كانوا على رأس المعارضة وليس المعارضة العراقية فان المنطق يؤكد على أن المعارضات في العالم بقيت تكافح في ساحات الوغى وتتلظى بنار الوطن كما هو مانديلا مثلا وليس التي........... من الخارج، مضافا إلى انقطاع هؤلاء عن الواقع العراقي الذي حصل إبان حكم النظام الساقط فإنهم يؤدون خدمة للـ.......... وليس للشعب.
وما أريد الحديث عنه هو أن الجميع ينادي بديمقراطية الإجراءات التي تمت والتعيينات التي حصلت حتى اصغر مستوى وظيفي مثل الإخوة الأعزاء مراتب الشرطة أو مراتب الحرس الوطني أو مراتب الدفاع المدني، ولكن الواقع الذي حصل وسيحصل هو بأحد أمور ثلاث:
1-توزيع طائفي للمناصب والأدوار تم تغطيته أحيانا بسروال قومي.
2-اتفاق على لبننة الحالة العراقية وهو ما حصل ويحصل.
3-ديمقراطية سوق مريدي الذي يوجد فيه كل ما يخطر على البال والخاطر.
وللمقارنة مع انتخاب الرئيس بوش بعونه تعالى لفترات رئاسية أخرى وليس واحده لكي يكمل المشروع اليهودي في الحرب الاستباقيه التي ستعود عليه وعلى اليهود بالزوال التام بأمر الله، نقول عندما بدأنا نحن العراقيين ننتظر من سيكون رئيسا مؤقتا للعراق، كنا نعلم أن الأمر بين السيد عدنان الباججي والشيخ الياور وكلاهما من أبناء السنة والنيابة بين شيعي وكردي، ورئاسة الوزارة هي للدكتور علاوي وهو شيعي ( بالاسم طبعا) ونائبه لشؤون الأمن كردي من جماعة الأستاذ مسعود وأما رئاسة الهيئة التشريعية المسخ فهي إلى كردي من جماعة الأستاذ جلال وهكذا لباقي المناصب والمواقع وأخيرا تحول الأمر من نائبين لرئيس المجلس إلى أربعة نواب ثلاثة شيعة وواحد سني وترك المقرر للتركما ن وآخر لم يحصل لي شرف معرفته إلا أن اسمه يدل على عراقيته.
الدكتور فؤاد معصوم يتحدث أمامك وهو يدل من حديثه على الصدق وقوة الشخصية والصدق في القول إلا انه يقول أن هذه الانتخابات كانت بشكل ديمقراطي ( للكشر ) ومن الطبيعي لا يوجد تعليق على هذا وذاك لوضوح الأمر وبديهيته.
ومن هذا نجد أن اللعبة بالاتفاق على تقسيم الغنائم بصورة أثنية بين إثنيات الشعب العراقي وخصوصا الشيعة والسنة والعرب والأكراد، فهي إذن طائفية متفق عليها.
الأمر الثاني هو لبننة واضحة لهيكل السلطة في العراق ففي الوقت الذي يكون الرئيس سنيا عربيا ونائباه شيعي وكردي يكون رئيس الوزراء شيعي ليبرالي ويكون رئيس المجلس كرديا، أليس هذا هو الواقع الذي حصل؟
في لبنان الرئيس ماروني ورئيس الوزراء سني ورئيس المجلس شيعي وهذه الطبخة لبنانية وعندما تطبخ في المطبخ العراقي تصبح كما هو الذي حصل.
من هذا قلنا إنها ديمقراطية سوق مريدي.
إن ديمقراطية سوق مريدي تدعونا نحن الذين بقيت إلينا المراتب في الجيش والشرطة والدفاع المدني والذين عشنا المرارة والألم والحسرة والجوع والخوف والإرهاب زمن الساقط صدام لنموت ألان بأيدي أعوانه وأجهزته التي أبقتها سلطة الاحتلال طليقة اليد في القتل والتفجير علينا نحن المراتب، تدعونا هذه الديمقراطية إلى أن نصرخ بوجه المحتل والذين جاءوا معه وبوجه المتزلفين والمتقربين منهم ومنه وبوجه القتلة (المجاهدين) بقتلنا باسم الإسلام، نصرخ إننا نريد كيانا شيعيا خاصا بنا.
نعم كفانا مراتب ونريد أن نكون قادة، وكفانا مواطنين من الدرجة الثانية ونريد أن نصبح أسياد أنفسنا، كفانا جهلا وتجهيلا ونريد أن نتعلم ونعلم، وكفانا تبعية لشرق أو غرب ولكذا ومذا ونريد أن نكون تبعا لأنفسنا وكرام قومنا وأعزتنا.
نصرخ بكل ما أوتينا من قوة بوجه الحرب الاهليه التي تلوح في الأفق يدفع لها الأفاقين والمجرمين وبوجه أخوتنا في العراق ونقول:
إنها ليست دعوة للانفصال ولا لتمزيق العراق أبدا ولكن الظروف الحالية والمخطط الأمريكي الرامي إلى التقسيم بعد حرب أهلية طاحنة، لا قدر الله، يدفعنا أن نسو ي الأمر سلما خوفا أن يفرض علينا رغما.
والله المسدد.
[email protected]