قدمت قناة العربية الفضائية برنامجا استقصائيا بمناسبة أحداث 11 أيلول لرصد رأي الإنسان العربي فيما إذا كانت تلك الأحداث مؤامرة أم أنها من فعل أسامة بن لادن؟
كانت نتائج الاستفتاء 82 0/0 أجابوا بنعم للمؤامرة و 18 0/0 أجابوا أنها من عمل بن لادن و عصابته.
تأملت هذه النتائج و أصبت بخيبة أمل خفيفة و عدت الى دراسات عديدة حول الواقع العربي بعضها من التقرير العربي للتنمية و بعضها لهيئات أخرى كمركز أمان و غيرها.
وجدت بهذه الإحصائيات أن نسبة الأمية تبلغ في بعض البلدان العربية 50 0/0 و أن نصف الشعوب العربية تحيا دون حد الفقر و في بلدان أخرى يلجا ثلث المواطنين للمشعوذين و الدجالين من اجل التداوي و الشفاء من الأمراض المستعصية أو النفسية و في بلد آخر تعيش أعداد كبيرة من المواطنين بين المقابر و في بلد آخر يستمر الجوع و الحروب الأهلية منذ عشرين عاما و في بلد عربي آخر ارتفعت معدلات التحرش بالأطفال و سفاح القربى لمقاييس عالمية.
ضرب الأطفال، عمل الأطفال، بؤس مادي، انحطاط معرفي و ثقافي، تدني مستوى الجامعات العربية، و تدني مستوى التعليم، و ثقافة كاملة تقوم على الغيبيات و الخرافات و تعتقد أن كائنات خفية كالجان و العفاريت تتدخل في حياتها و تبني كل قرارات حياتها على استشارة المشايخ و أحلام النوم، جيل كامل يعاني من البؤس المادي و الاجتماعي و الجنسي و النفسي.
تأملت كل هذا و تأملت نتائج الاستفتاء، حقا لو أن أي شعب يعيش مثل هذه الظروف و هذه التربية و هذا التعليم و بهذه الثقافة القائمة على الوهم لكانت نتائج استقصاءه لا تختلف عن هذه بل أن النتائج كان من المفروض أن تكون 100 0/0 مع عقدة المؤامرة إذن إن الإنسان العربي بطل حقيقي في كل هذه الظروف البائسة ما يزال هناك 18 0/0 يلجأون للمحاكمة العقلية المعقولة.
زالت الخيبة و زاد إيماني بالإنسان العربي و بالمرأة العربية بشكل خاص، فهذه المرأة التي تعيش كل أشكال الذل و الاضطهاد و تتلقى تربية قائمة على غرس الشعور بالدونية منذ نعومة أظفارها و مع ذلك في الاستفتاء كانت نسبة من أيدن فكرة المؤامرة تبلغ 5 0/0 من المشاركات و 6 0/0 رفضن فكرة المؤامرة.
حقا إن عالم النفس بيير داكو كان محقا حين قال لدى المرأة قدرة تفوق قدرة الرجل على المحاكمة المنطقية الواقعية للحوادث.
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات