عندما كان العراق لازال في ظل حكم البعث والرئيس المخلوع صدام حسين كان الصهاينة يشاركون في حصاره بشكل سري غير معلن، وينسقون عملهم التخريبي مع جماعات عراقية تأتمر بإمرة المخابرات المركزية الأمريكية وبعضها بالتنسيق المباشر مع جهاز الموساد الصهيوني.
يعلم المتابع ان هؤلاء قاموا بعمليات إرهابية و أخرى تخريبية استهدفت العراق، ومنهم من سرق وثائق خاصة بالأمن القومي العراقي والتسليح وقام بتسليمها للأميركان، كما منهم من قال انه يطرب لسماع دوي القصف والصواريخ الأميركية وهي تهز العراق.
كان هؤلاء قبل سقوط العراق في قبضة الاحتلال الأميركي يعرضون خدماتهم ويعلنون نيتهم إقامة علاقات مع الصهاينة.
أما الآن وبعدما تبدل حالهم وصاروا وكلاء وموظفون عند الاحتلال بشكل غير سري وعلني، أصبح تعاملهم مع إسرائيل لا يحتاج للسرية.
ففي السياق ذاته ذكرت الصحف الصهيونية ان مبعوثا لأحمد الجلبي رئيس المؤتمر الوطني العراقي قد زار فلسطين المحتلة وشارك يوم الاحد في أعمال مؤتمر صهيوني رسمي أقيم في مدينة هرتسيليا وكان مخصصا عن الإرهاب. والمبعوث المذكور هو مثال الالوسي،وقد وصل تل أبيب عن طريق أنقرة، وكان الألوسي ضيف شرف! لكن أين الأخلاق والشرف في هكذا ضيافة وهكذا مؤتمرات؟.. واضح ان الجلبي يريد مساعدة إسرائيل في مواجهة أميركا التي غضبت عليه لاتهامها إياه بإقامة علاقات مع المخابرات الإيرانية، رغم أنه عمل طوال الوقت مخبرا للمخابرات الأميركية.
استمع الالوسي لأمثلة رئيس اركان جيش الاحتلال الصهيوني موشى يعالون وطريقة تعامله كإرهابي محترف مع المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني. ولا بد ان مثال الالوسي اخذ العبرة من الحلفاء، واستمع بصمت لمواعظ الإرهابيين الصهاينة، ومن يدري فقد يعود الى العراق بدرجة دكتوراة عمالة وتصهين.
ان تعلم أساليب الصهاينة الإرهابيين عملا من رجس الشيطان، كما أن التعاون معهم أيضا شكلا من أشكال العمالة للاحتلال. وبما ان بعض السياسيين العراقيين الجدد، الذين جاءوا الى البلاد على ظهور الدبابات الغازية لا يفرقون بين الصهاينة والأمريكان ويعتبرون ان عدوهم الوحيد العرب وأهل الإسلام، فان بامكان هؤلاء فعل أي شيء لصالح العدو بغية ضمان وجودهم في الحكم وتحقيق غايات أسيادهم الغزاة، التي تلتقي في نهاية الأمر مع طموحاتهم الشخصية والعشائرية والطائفية والاثنية.
لم يكتف مبعوث الجلبي بحضور مؤتمر هرتسيليا بل ذهب ابعد من ذلك حين قام بدعوة العرب للتعامل مع إسرائيل باعتبارها أمرا واقعا!.. واسرائيل امراً واقعا للمستسلمين والمطبعين والخائفين من غضب شعوبهم، ومن سوط الجلاد الأمريكي. لكنها لن تكون امرا واقعا للشعوب العربية وللشعب الفلسطيني.
فمادامت لا تعترف بحق الفلسطينيين في العودة وتقرير المصير والاستقلال والحرية، سوف لن تنعم بالسلام والأمن والحياة الطبيعية.
والالوسي الذي صرح للصحافة الصهيونية أن الكثير من المثقفين في العراق يعرفون أنه ينبغي أخذ إسرائيل بالاعتبار بصفتها واقع قائم وأن من مصلحة العراق ان يقيم علاقات دبلوماسية مع
الجميع
، ليس أول المطبعين ولن يكون آخرهم. فالعملاء والمطبعون والزاحفون على بطونهم بدأوا يعلنون مواقفهم وزياراتهم للكيان الصهيوني بعدما قام بعض أبطال سلام الشجعان الفلسطينيين بالتخلي علناً عن حقوقهم الشخصية والوطنية. وهنا يجب ونرى ضرورة التذكير بأحد قيادات السلطة الفلسطينية (ياسر عبد ربه) الذي اكتفى من حق العودة (الذي تنازل عنه علنا) بتعويضه بأخذ لوح خشبي لباب دارهم كان لازال محفورا عليه أسماء أعمامه ووالده. وهذا الوزير السابق لا زال يجوب العواصم بصحبة الصهاينة من اليسار واليمين من اجل تمرير مؤامرة شطب حق العودة.
لكي يتوقف زحف المهزومين العرب والعملاء منهم على الشعب الفلسطيني أولا إيقاف بعض الفلسطينيين عند حدهم، مع العلم ان هناك فرق كبير بين ظرف الفلسطيني وظروف العرب الذي يتحججون به حين يطبعون مع الصهاينة. والألو سي الذي تبرع بفتح باب التطبيع العراقي علنا لم يخف خوفه من نتائج تلك الزيارة بعد عودته الى العراق المحتل. فقد تبجح أمام الصهاينة بخطوته تلك عندما قال للصحافيين " "قلت لنفسي: ينبغي ان يقدم احد ما على هذه الخطوة، ولو كلفتني هذه المغامرة حياتي أو مسيرتي السياسية ".
التعليقات