سُئلت أكثر من مرة لماذا هذا البلد الصغير يأخذ مساحة كبيرة في الساحة الاعلامية العربية والغربية على السواء.
الاجابة تختلف قليلا كل مرة حسب آخر الاخبار والتطورات ولكن جوهر الجواب أن هذا البلد الصغير يلعب دورا كبيرا في العالم يزيد عن طاقته الاقتصادية والعسكرية.

يقع الاردن في نقطة جغرافية حساسة بين جارين صعبين وهما العراق شرقا واسرائيل غربا وكلاهما يشكل مصدر قلق شديد للاردن. العراق بسبب الفوضى والعنف والقتل العشوائي والثاني اسرائيل بسبب السياسة البطشية التعسفية ضد اهالي الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس. ورغم توقيع معاهدة سلام مع اسرائيل عام 1994 الا ان اسرئيل لا تزال تطمح للمزيد من الاراضي والتوسع على حساب الاردن ناهيك ان الذين تقتلهم اسرائيل يوميا وتهدم منازلهم وتقتلع اشجارهم غالبيتهم يحملوا الجنسية الاردنية او على الاقل لهم أقارب شرق النهر.

الاردن له مصلحة فيما يجري حوله ويلعب دور الوسيط والمهدّيء. تعرض الاردن لانتقادات شديدة لاهتمامه بموضوع العراق. ألم يلعب الاردن دور المضيف لاربعمائة الف عراقي هربوا للاردن ووجدوا مكانا آمنا. ألم يفتح الاردن ذراعيه لامواج الفلسطينين الذين اجبرتهم اسرائيل على الفرار.

فتح الاردن ميناءه الوحيد للعراق اثناء الحرب العراقية الايرانية وتدخل الملك حسين رحمه الله لمنع حرب ثانية باقناع الدول العربية بما فيها العراق والكويت ان يجدوا حلا عربيا ولم يصغوا له
واختاروا الحل الاميركي. وقبل غزو العراق عام 2003 حاول الاردن جاهدا للتوصل الى مصالحة بين الكويت ونظام صدام ولكن الرفض والتعنّت جاء من وفد صدام. واثبت الشعب الاردني حبه للعراق والعراقيين وتظاهر احتجاجا على الغزو. التعاون العراقي الاردني ليس جديدا فمهما حدث من تغييرات على الساحة السياسية يبقى الشعبين الاردني والعراقي قريبين ومتعاطفين مع بعضهما البعض.

الاردن يحتفظ بعلاقات جيدة مع الشرق والغرب. أعطاه هذا الدور المحوري نفوذا يحسد عليه. اعتذر بوش للملك عبدالله شخصيا عن الانتهاكات التي حدثت في سجن ابو غريب علنا. اعضاء الكونجرس يستمعوا لنصائح الملك عبدالله وقادة الغرب يتشاوروا معه.

احتفاظ الاردن بعلاقات جيدة مع الولايات المتحدة وتوقيع معاهدة سلام مع اسرائيل أعطى الاردن نفوذا ومدخلا للدولتين نيابة عن الاشقاء العرب وقام بدور الوسيط لحل النزاعات وتخفيف حدة التوتر في المنطقة. الأردن رغم حجمه الصغير يلعب دور كبير في على الساحتين العربية والدولية، لذا لا نستغرب ان وسائل الاعلام العربية والغربية تعطي الاردن مساحة لاكثر من غيره من الدول التي تتمتع بثروات كبيرة ومساحة جغرافية وديمغرافية اكبر من الاردن بكثير.

هل اذا من الغريب ان يحظى الاردن بمساحة اعلامية واسعة.

الاردن لا يخبيْء الاخبار ولا يستعمل اساليب سوفياتية لاضطهاد الصحفيين ولا يوجد حرس قديم يغطي على الاسرار. الاردن بلد مفتوح وفيه برلمان يحاسب الحكومة ويتم نشر كل شيء.

الاردن يتحمل مسؤؤليات تتهرب منها دول اكبر حجما وثراءا. الاردن ارسل قوات حفظ سلام الى كوسوفو والبوسنة وسيرالون واكتسب خبرة في هذا المجال وحظي باحترام العالم. الاردن ليس بلد نفطي ولكن سياسة الانفتاح الاقتصادي والاصلاحات جلبت الفوائد ولا يزال المجال مفتوحا للمزيد من العمل لتشجيع الاستثمارات الخارجية وخلق المناخ لتشجيع الاستثمار العربي وتطوير القطاع السياحي والصناعي.

السلام لم يأت بعد بالثمار المنشودة بسبب التعنت الاسرائيلي ولكن العالمين العربي والدولي يعيان ان الاردن يلعب دور ايجابي باعتداله وحنكة وحكمة قياداته وحرصه على التطوير والبناء وايجاد حلول عادلة للقضية الاولى وهي قضية فلسطين.

الاردن يقف في مقدمة الدول التي تكافح الارهاب جنبا الى جنب مع الشقيقة المملكة العربية السعودية.

في نظري ان تأسيس موقع انترنيتي اعلامي ينقل اخبار الاردن للقاريء العربي أمر حيوي وايجابي لنشر الوعي والمعرفة ولايضاح الموقف الاردني الذي تم الاساءة اليه من قبل فئات لها أجندتها الخاصة وبعضها يعمل في حرية تامة في الاردن مستغلا المناخ الديمقراطي والحرية لخدمة مصالح لا تنتمي الى الاردن.
الاعلام سلاح قوي وفي عصر الانترنيت وتكنولوجيا الاقمار الصناعية يقتحم كل منزل في العالم وايصال الرسالة للقاريء هو الهدف الاساسي لاي نشاط اعلامي.

نهاد اسماعيل - لندن