ما نراه اليوم من هيمنة الشعارات الاصولية على الساحة العربية عموما والساحة الاردنية الفلسطينية العربية الاسلاموية خصوصا انما هي محاولات تكرارية لاعادة تسويق المنتج المنبري شوارعيا من اجل امتصاص نقمة الجموع على انظمتها وتحويل نظر الفرد وابعاده عن التدقيق في الفشل الاجتماعي والاخلاقي والاقتصادي والسياسي الذي سببته المؤسسات التديٌنية على المستوى القوموي والاسلاموي داخل مجتمعاتها، لتنشغل الجموع في محاولات بائسة لاعادة احلام السيف العروبوي المنفلت من بؤس الصحراء وفقرها والحالم بخيرات الجبل والسواد، في بيئات وجغرافيات اخرى علها تعوض الفشل والخراب ببعض المردودات السلطوية والارباح الغنائمية.

ومن الملاحظ تاريخويا ان تبني هذه الشعاراتية الملعلعة بالجهاد والتحرير من قبل النخب ودوابهم انما تصبح ظاهرة واضحة الملامح في حالة الشظف المادي والمعنوي الذي تمنى به الشعوب من حين لآخر وعبر فترات زمنية متناوبة تكون فيها الهزائم هي السمة التي تطبع حياة هذه الجموع ونخبها المتقودة ( من قيادة لا قواده كي لا نفهم بطريقة خاطئة )، ولن نبالغ اذا قلنا بان ما نراه في الشارع الاردني الفلسطينوي يمثل فعلا حالة الانهزام والسقوط الحضاري والمعرفي باعلى صوره خصوصا ونحن نرصد حركة هذا الشارع الذي يحاول ان يسوق للمنتج المنبري من جديد لينشغل لا بحل مشاكلة العويصة على كل المستويات بل لترويج ثقافة الارهاب والتدخل في الشأن الاقليمي لبلد لطالما ظلت اعين هذا الشارع متوجهة نحو خيراته وطامعة بها !!

بعد سقوط النظام الصدامي والخسارات الكبيرة التي منيت بها النخب المتأردنة، القوموي منها والاسلاموي ! لا غرابة ان تتخذ هذه النخب موقفا سلبيا من التغييرالحاصل في الجار العراقي ولا غرابة ايضا في انها راحت تمارس اقصى حالات التقمص الدرامي لفعل السيف الصحراوي المتعطش للدم كي تنجز تراجيديا النحر التي تستهل مشاهدها الاولى بمنبريات بهلوانية لحواة العمامة ومهرجي القوموية التي تدفع الجموع دفعا لمسيرات شعبوية انقيادية مخرفنة يتم من خلالها استحضار اشكال الموت هتافويا ومن ثم التفخيخ لتصل ذروتها الى نسف الكائن الفاشل والمهزوم لنفسه من اجل كابوس فردوسي مؤجل تصوغه عمائم ولحى وافواه تلوك الله بحرفية حاو متخصص في سيرك التدين السماوي المتأرضن.

ان المصيبة الحقيقة التي لا تريد الجموع ادراكها تتمثل في ان هذه الامعات النخبوية لم تحقق خلال مسيراتها اي نصر يذكر بالرغم من كل الاعيبهم وتمشدقهم المنبروي اليومي بالنصر !! انظروا كيف هدمت هذه النخب المتمنبرة فلسطين وشعبها، وهاهم اهل فلسطين يتفاوضون من اجل السلام بعد نصف قرن من الهزائم والخراب الذي سببه لهم التمسك بشعارات النخب المريضة هذه. الا يفاوض اهل فلسطين اليوم على جغرافية كان يمكن ان تكون مساحتها اضعاف ما يحلمون به اليوم !؟ اليس السبب هو اصرار حاوة التدين والتقومن على ترديد نفس السفسطات الشعاراتية القديمة !؟ من المؤكد ان الامعات ادركوا فشلهم الذي جعلهم اضحوكة العالمين في فلسطين ولهذا ولكي يتداركوا انفسهم ويغطوا عجزهم ومكرهم ومرضهم وحقدهم وتفاهتهم !! نراهم تركوا فلسطين جانبا واستداروا نحو العراق هذه المرة من اجل اكمال لعبتهم التي اصبحت سمة وعادة يصعب التخلي عنها وعن مكاسبها الدنيوية، ولم ياتوا بجديد حتى على المستوى الشعاراتي ! كل ما في الامر ان كلمة العراق حلت محل كلمة فلسطين في منبرياتهم ! بوصلة التفخيخ والتفجير توجه مؤشرها صوب العراق هذه المرة بعد فشلهم المخزي وانهزامهم المريع امام قوة اسرائيل التي اذلتهم.

ندعو القارئ العزيز ان سنحت له فرصة التمشي في شوارع الاردن في يوم الجمعة المبارك !! ونحن نجزم له بانه سيسمع حواة التأسلم الجمعوي وهم يلعلعون وينعقون بشعاراتهم المتخمة بالموت يساندهم في ذلك ويردد معهم قطعان القوموية العربية !! ( وسبحان من جعل شعيط يتحالف مع معيط ) هتافات التفخيخ والانتحار!! هذه النخب التي تشكل على ما يبدو اغلبية شعبوية في الشارع الاردني تحث الجموع البشرية الفقيرة معرفة وعلما وعيشا كريما للتوجه نحو العراق وقتل من بستطيعون من الشعب العراقي الذي يصورونه في منابرياتهم بانه الشعب الخائن !! كيف لا تعد هذه الامعات المتأردنة !! العراقي خائنا بعد ان ترك ولم يساند صدامهم ولي نعمتهم ومالي جيوب الارادنة اموالا ! نقول كيف لا يُخّون العراقي من قبل هذه الشراذم التي شاهدت بأم اعينها بطلهم الضرورة ! يتوج مسيرته بحفرة حقيرة يقبع فيها بانظار الجندي الامريكي لكي ينقذه من يد الشعب العراقي !! للاسف هذا هو حال الشارع الاردني الفلسطينوي هذه الايام ومهما حاولت بعض الاصوات الاردنية الشريفة ان تغطي على هذه الفضائحيات فانها ستخفق حتما لان الشق اكبر من ان يرتق، فهؤلاء الامعات هم من انتج الزرقاوي وحثالاته من خريجي السجون الاردنية والبسوهم ثوب التقى والجهاد وصدروهم الى العراق !! هؤلاء هم من يرسل السفهاء من قومهم ليدمروا الامل العراقي بالسلام والبناء !.

ان الشعب العراقي ليس بحاجة الى تصريح العاهل الاردني ورجالاته بانه مع الشعب العراقي ومع التغيير في العراق !! بل العراقي بحاجة ماسة الى ان يحاول جلالته محاولات عملية وواقعية للجم الرعاع من شعبه ولوقف انشطة الزعران من ابناء قومه ممن تمكنوا في الدخول الى برلمانه وهو يعرف جيدا من نقصد، فهناك كتلة برلمانية تمثل على ما يبدو اغلبية ساسية وشعبوية تنعق جهارا ويوميا وعلى مساحات اعلام جلالته بشعارات العداء للعراق ودعم شلة المقاومة التي يقودها ابنهم البار الزرقاوي ! ومع هذا لا نجد تحركا من جلالته او حكومته لاخراس هؤلاء الزعران الملسمين !! ان هؤلاء الامعات اقاموا مراكز للتطوع العلني داخل الاردن وراحوا يصدرون لنا سفلة التفخيخ والانتحار من ابنائهم ولم نجد اعتراضا من جلالته على هذا السلوك المشين الذي تنتهجة ثلة من رعاع الاردن ! وبالتالي الا يحق لنا ان نستنتج ان هذه الاصوات النابحة تمثل انعكاسا مبطنا لوجهة النظر الجلالوية ! اما كان جلالته سيسرع معتذرا
لشارون ولاسرائيل كلها وعلنا لو ان رائد البنا فعل فعلته في فوج سياحة اسرائيلي ممن يجوبون الاردن شمالا وجنوبا !؟ اما كان الفايز سيضع كل هذه الاصوات النابحة في سجن جويده لو ان احدهم تجرأ ومارس الجهاد ضد مواطن من مواطني اسرائيل ؟ الا يعد تحذير جلالته من اقامة هلال شيعي مرجعية فكرية وواقعية للرسالة التي كتبها شقيق المجرم الاردني رائد البنا في حق العراقيين وشيعة العراق تحديدا !؟ ثم ان الخطب المنبرية لامعات الجمع الاردنوية في اسطبلاتهم العبادوية تفوح منها رائحة التكفير لاهل العراق وتدعو جهارا لاهدار دماء الشعب العراقي ممن لا يتوافق وخطاب زعران التأسلم وبهلوانات التقومن لتؤكد بما لا يقبل الشك ان هذا الخطاب يهيمن على الشارع الاردني الذي لا نعرف ان كان جلالته ينقاد له ام يقوده ؟

فهاهو ازعر برلماني مأردن ينعق بالامس متحديا جلالته بان الشارع الاردني باغلبيته مع المقاومة في العراق ولا يخفى على جلالته ان قائد المقاومة في العراق هو منتج اردني فلسطينوي مصدر للعراق ! نأمل من عاهل الاردن ان يلجم رعاع قومة من ابناء شارعه وان يوقف ارهابهم وتخرصاتهم ضد العراق وشعبه واذا كان صاحب الجلاله قليل خبرة في العوهله فاننا ننصح من حوله ممن يظن في نفسه الخبرة والدراية والتمكين الاستشاروي ان يهمس باذن جلالته بان للنفط العراقي طرقا اخرى للتصدير والبيع وان السوق العراقي بامكانه ببساطة ان يركل البضاعة المتأردنة ليستخدم افضل منها جودة، ان الاستثمار في العراق سينفتح على مستثمرين اكثر مهارة وخلقا من ربعكم ! ولا يعول بعضكم على تحالف جلالته مع امريكا لان ماذكرته اعلاه من تحذيرات في طريقها للتحول الى مطلب شعبي عراقي لا تنفع معه تدخلات امريكا وادارتها والحليم تكفيه الاشارة،

وختاما نذكر بان توبيخ الادارة الامريكية قد يتحول الى تقريع وضرب وتعزيزاليس كذلك يااصحاب الشأن في الاردن ؟

امسكوا ارهابكم والجموا زعرانكم لخير الاردن وشعبكم.

ورحم الله من عرف حده ووقف عنده.

ناصر طه

[email protected]